أخبار

مواجهات سلوان اليومية تذكر بالانتفاضة الاولى

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تذكر مشاهد المواجهات اليومية بين الأطفال الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين بالانتفاضة الأولى.

القدس: تذكر الاشتباكات شبه اليومية بين اطفال فلسطينين من جهة ومستوطنين يهود وافراد الشرطة الاسرائيلية من جهة اخرى، سكان حي سلوان في القدس الشرقية، بالانتفاضة الاولى. وقال فخري ابو دياب المسؤول المحلي في حي سلوان لوكالة فرانس برس ان "هناك انتفاضة حقيقة في سلوان"، محذرا من انها قد "تمتد الى كافة انحاء القدس في المستقبل القريب".

وتجري الاشتباكات غالبا بين اطفال فلسطينين عراة الصدور وملثمين والمستوطنين الذين يحملون اسلحة خفيفة. اما افراد الشرطة فيرتدون الخوذ ويتزنرون بقنابل مسيلة للدموع وحملون اسلحة خفيفة ورشاشة.

وقال ابو دياب ان "المواجهات بدأت في سلوان مع بداية 2010 عندما خططت السلطات الاسرائيلية لهدم 88 بيتا في حي البستان واقامة حديقة الملك داوود محله". وتابع "لكن اخر سبعين يوم تحولت الاشتباكات الى مواجهات يومية".

واكد ابو دياب ان "الشرطة اعتقلت 73 طفلا خلال الايام السبعين الماضية اي بمعدل طفل في اليوم وفرضت اقامة جبرية على 18 طفلا مع غرامات". كما قامت "بابعاد اربعة اولاد لمدة اسبوعين عن الحي واعتقال اطفال في مداهمات ليلية كالكبار"، على حد قوله.

ويشهد حي سلوان الواقع جنوب القدس الشرقية باستمرار تصاعد دخان الغاز المسيل للدموع من بين بيوتها وفي حاراتها واحيائها الى جانب دوي القنابل الصوتية التي تهزه في الليل والنهار.

وقال ابو دياب ان "المؤسسة الاسرائيلية جمدت هدم البيوت خوفا من الضغوط الدولية لكنها استعاضت عنها بفرض عقوبات جماعية وغرامات عالية".

واتهم السلطات الاسرائيلية "بوضع الناس تحت ضغط نفسي واقتصادي كبير" وباستخدام المستوطنين واجهة"، موضحان ان "المستوطنين يضربون الحجارة على الناس وينكلون بالاطفال ويستفزون الناس".

من جهتها قالت ام اياد ابو اسنينة (50 عاما) ان المستوطنين "يتحرشون بنا ويستدرجوننا للاشتباك معهم".

واضافت ان "احد المستوطنين جلس امام باب داري وعندما طلب منه ابني وهو شاب يبلغ (27 عاما) الابتعاد عن الباب رفض بحجة ان لهجة ابني كانت جافة مما ادى الى عراك". وتابعت ان الامر "انتهى بفرض اقامة جبرية لاسبوعين على ابني وخرج بكفالة مالية مدفوعة وغرامة".

وتحدثت ام اياد عن حفيدها البالغ من العمر خمس سنوات، موضحة انه "حمل حجارة صغيرة واراد ان يلقيها على المستوطنين". الا انها اكدت ان "لا احد يعلم هؤلاء الاطفال. انهم يتعملون الدفاع عن انفسهم وعن عائلاتهم بشكل غريزي".

من جهته رأى حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح ان "ما تقوم به اسرائيل هو تهيئة الاجواء لتفجير الاوضاع في القدس وبدأت من سلوان وستنتهي في كل انحاء القدس بما يشبه انتفاضة ثالثة".

واضاف ان "القدس مقبلة على تغيرات دراماتيكية. فالاسرائيليون يقودون حربا مفتوحة لخلق امر واقع لاخلال الميزان الديمغرافي بالاضافة الى الاعتداءات على المقدسات".

واكد عبد القادر ان "المقدسيين يشعرون باحباط وضغط سيعبر عن نفسه من خلال انفجار شامل".

وكان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش قال في نهاية الشهر الماضي اثناء جولة له في سلوان والعيسوية انه "سيتم اعتقال العشرات من سكان القدس لوضع حد لمظاهر القاء الحجارة من اجل اعادة الهدوء والنظام".

واكد اهرونوفيتش "يجب وضع حد لظاهرة القاء الحجارة"، مشددا على "استحالة منح الحصانة للاطفال الذين يقومون برشق الحجارة".

وقال الطفل منصور الرجبي (12 عاما) على دراجته الهوائية مع صديق له "كنا نلعب كرة القدم في الحي فانهال علينا الغاز من كل مكان عند وقوع اشتباكات في الحارة الوسطى والعليا".

واضاف "كلما صادفنا رجال حرس الحدود او الشرطة يوقفونا ويقومون بفحص ايدينا ليعرفوا ما اذا كنا ضربنا حجارة ويسالنا افراد الشرطة اذا اعتقلنا بالسابق وكم مرة". وتابع "بعد ذلك يدققون في ما اذا كنا مطلوبين". واكد الرجبي "اعتقلت مرتين ولم يثبت علي اي شىء".

وقالت مصادر في الشرطة الاسرائيلية لوكالة فرانس برس ان "هناك رشق حجارة بشكل شبه يومي في سلوان تعود اسبابها الى الاعلان عن مشروع اقامة حديقة الملك داوود".

واضافت ان هذه الظاهرة "تصاعدت بعد مقتل سامر سرحان ودهس الاولاد". وكان سامر سرحان قتل فجر 22 ايلول/سبتمبر برصاص احد حراس المستوطنين في سلوان.

وتستخدم الشرطة الاسرائيلية الوحدات الخاصة من المستعربين الذين يظهرون كالعرب لاعتقال الاولاد في سلوان.

وكان المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلي ميكي روزنفلد صرح لفرانس برس ان "الشرطة تستجوب منذ السبت" عمران منصور (12 عاما) احد فتيين فلسطينيين دهسهما مستوطن يهودي بسيارته في القدس الشرقية بينما كانا يحملان حجارة في وسط الطريق مع مجموعة من المتظاهرين.

الا ان روزنفلد اكد "انه سيتم اطلاق سراحه قريبا". واستجوبت الشرطة السائق الذي دعس الاولاد ديفيد بييري القيادي المحلي في حركة العاد الاستيطانية المتطرفة التي تدعم الاستيطان في مدينة القدس العتيقة المحتلة منذ 1967.

ولا تقتصر المواجهات على حي سلوان. فبين فترة واخرى تجري اشتباكات في العيسوية وحي الطور (جبل الزيتون) وفي الشيخ جراح. وقال مصدر في الشرطة الاسرائيلية "انها عشرات الاحداث المتفرقة من القاء الحجارة".

وتعتزم وزارتا الامن الداخلي والاسكان الاسرائيليتان تعزيز الحراسة في محيط حي الطور ووضع عشرات الكاميرات واجهزة الانذار على الجبل خلال الاشهر القادمة.

كما ستعزز نشاط حرس الحدود خاصة في الليل وتسيير دورتين لوزارة الاسكان بالقرب من المواقع الاستيطانية بعد مواجهات عدة جرت في جبل الزيتون.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف