عمدة موسكو المقرب من بوتين يحارب الفساد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وعد سيرغي سوبيانين القريب من فلاديمير بوتين والذي عينه الكرملين رئيسا لبلدية موسكو قبل ان يصادق عليه مجلس النواب المحلي الخميس بلا مفاجاة، بتقييم الوضع المالي الغامض في هذه المدينة التي تضم عشرة ملايين نسمة وتتدفق عليها موارد النفط.
موسكو: اقر المجلس تعيين المرشح الوحيد سوبيانين، احد رجال الحرس القديم والقادم من سيبيريا والذي خدم بوتين في الكرملين اولا ثم في الحكومة، ب32 صوتا مقابل صوتين، بحسب مشاهد بثها التلفزيون. وانفرد النائبان الشيوعيان الوحيدان الحاضران بالتصويت ضده منتقدين غياب الاقتراع المباشر وهيمنة الحزب الموالي للكرملين "روسيا الموحدة" بزعامة فلاديمير بوتين.
وقد غاب نائب شيوعي ثالث عن الجلسة. وقال اندريه كليتشكوف احد النائبين الشيوعيين قبل التصويت ان حزب "روسيا الموحدة الغى الانتخابات المباشرة". وهو يلمح بذلك الى قرار بوتين الغاء انتخاب الحكام -- بما في ذلك منصب رئيس بلدية العاصمة الذي يعتبر بنفس الاهمية -- في 2004. وقد صادق عليه البرلمان الذي يهيمن عليه حينها الحزب الموالي للسلطة.
وقال نائب موسكو الشيوعي ان "حزب روسيا الموحدة يتخذ بمفرده القرارات وكل الاحتجاجات ممنوعة". وفي خطاب القاه امام نواب مجلس موسكو قال سيرغي سوبيانين انه سيقوم بتحقيق سنوي حول الوضع المالي في المدينة معلنا حربا بلا هوادة على الفساد.
وقال ان المدينة ستخضع من الان فصاعدا الى "تقييم سنوي لنفقاتها". واضاف "على كل موظف ان يعلم ان عمله يخضع لمراقبة المواطنين" منددا "بالفساد والبيروقراطية". وعم القاعة صمت كبير عندما ادلى سوبيانين بهذه التصريحات.
وقد اشتهرت موسكو التي تتدفق رؤوس الاموال المرتبطة بالنفط، بانها مركز للفساد الافة التي تنخر البلاد. وتمت ملاحقة احد مساعدي العمدة السابق يوري لوجكوف، المكلف عقود البناء مؤخرا بتهمة الفساد.
كذلك بث التلفزيون الروسي هذا الاسبوع صورا عن عملية تفتيش منزل احد مسؤولي المدينة عثر خلالها على مبالغ كبيرة نقدا ولائحة طويلة لممتلكاته بين يخت وسيارة ليموزين وفندق في موسكو وشقق في باريس ونيس.
وقد عين الرئيس ديمتري مدفيديف الجمعة سوبيانين، مساعد بوتين المقرب، بدلا من يوري لوجكوف الذي اقيل في ايلول/سبتمبر اثر نزاع سياسي. واتهمت قنوات التلفزيون الوطنية الخاضعة للسلطة لوجكوف الذي حكم العاصمة 18 سنة، بانقيادة نظام فاسد وبالمحسوبية مع زوجته الثرية ايلينا باتورينا التي شيدت امبراطورية عقارية في موسكو.
واتهم لوجكوف الذي كان يعتبر من اخر الشخصيات النافذة على الساحة السياسية الروسية القادرة على الصمود امام الكرملين، السلطات بانها اقالته ليس لتوضيح الوضع المالي في المدينة او تلبية تطلعات سكانها بل لتضمن السيطرة على العاصمة استعدادا للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة.
وفي خطاب القاه في احدى جامعات المدينة ونقلته احدى الطالبات، قال ان "عشية انتخابات 2011-2012، كانوا في حاجة الى شخص يعتمدون عليه ويأتمنوه". ومنع الصحافيون في اخر لحظة من حضور المحاضرة بدون اي توضيح. واعلن لوجكوف بعد اقالته انه سيؤسس حركة سياسية معارضة.