أخبار

العقوبات على إيران السبيل الوحيد بعد فشل الدبلوماسيّة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد تأكيد وزارة الخارجية الاميركية أن إيران تحاولإنشاء مصارف في دول إسلاميّة للالتفاف على عقوبات الامم المتحدة، دعت الولايات المتحدة إلى تعظيم فرص نجاح العقوبات المفروضة على إيران للبرهنة للنظام الحاكم في طهران أن تكلفة سياساته عالية.

واشنطن: طالبت الولايات المتحدة تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي بتنفيذ العقوبات الدولية المفروضة على إيران. وقال ستيوارت ليفي وكيل وزارة الخزانة لشؤون مكافحة الإرهاب والمعلومات المالية "كل ما نريده هو فرض العقوبات في جميع أنحاء العالم".

وأشار بعد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين ومصرفيين على مدى يومين لمناقشة العقوبات الأميركية والدولية إلى أن "الغرض من هذه الزيارة هو تعظيم فرص نجاح العقوبات المفروضة على إيران".

تشديد الضغوط على طهران

هذا ونوقشت المسألة الإيرانية أيضا في واشنطن ضمن المؤتمر السنوي التاسع عشر لصنّاع السياسات العربية الأميركية. وتزامنت هذه المطالبة مع تشديد الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين الضغوط على طهران من أجل وقف تخصيب الوقود النووي والقبول بدخول مفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع النووية الإيرانية.

ونقل عن توماس ديلاير مدير قسم سياسات مكافحة تمويل الإرهاب وبرنامج العقوبات في وزارة الخارجية الأميركية قوله إن الإجراءات الجديدة بدأت تؤتي ثمارها. وأضاف ديلاير "إنها واحدة من مجموعة من الإجراءات التي رأينا لها تأثيرا متعاظما على الحكومة والاقتصاد الإيراني".

ويأتي التحرك الأميركي ضمن سياسة دولية شدد بموجبها مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي الذي تخشى واشنطن أن يستخدم في صنع قنابل ذرية.

وقال ديلاير "الإجراءات الأوروبية على الأخص أثبتت فعالية. تضمنت هذه الإجراءات فرض حظر على الاستثمارات الجديدة وخصوصا في قطاع الطاقة ومنع تحديث ونقل التكنولوجيا الالكترونية وأيضا إجراءات ضد القطاع المصرفي وأيضا على بعض الحسابات البنكية".

عزلة طهران لن تجلب منافع لواشنطن

إلا أن دكتور فلينت ليفيريت مدير برنامج المبادرة الإيرانية في مؤسسة أميركا الجديدة قدم خلال المؤتمر وجهة نظر مختلفة. وقال إن عزلة إيران لن تجلب منافع للولايات المتحدة التي ترعى حاليا عملية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن إيران لها علاقات قوية مع كل من حماس التي تدير قطاع غزة وأيضا مع حزب الله في لبنان. وأضاف "سيكون علينا صياغة علاقة أفضل مع إيران إذا أردنا أن نحرز سلاما بين العرب وإسرائيل. هذه هي طبيعة اللعبة اليوم".

"عدم نجاح الدبلوماسية"

من ناحية أخرى، لفت تريتا بارسي مؤسس المجلس الأميركي الإيراني الوطني خلال المؤتمر إلى أن الإدارة الأميركية مدت يدها لإيران دون جدوى.

وقال "في الثمانية عشر شهرا الماضية بدأت إدارة الرئيس أوباما بمحاولة خلق مناخ جديد بين الولايات المتحدة وإيران لتنجح الدبلوماسية. لكن كثيرا من فرص الإدارة في النجاح تقلصت بشكل ملحوظ. ويعود السبب إلى ما يحدث في إيران والذي كان خارج سلطة الإدارة نفسها".

وأشار بارسي إلى نتيجة الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها والتي فاز فيها الرئيس أحمدي نجاد بفترة ثانية وانتهاكات حقوق الإنسان التي تبعتها.

هذا وحدد ديلاير الغاية من السياسة الأميركية بقوله "إن هدف العقوبات التي فرضناها والعقوبات التي فرضتها أطراف أخرى هو البرهنة للنظام الإيراني على أن تكلفة سياساتها عالية. وسيكون لهذه السياسات رد فعل عكسي على الطبقة الحاكمة والمواطنين العاديين. وهذه العقوبات تظهر العزلة التي ستتزايد على النظام الحاكم". ومع أن إيران تنفي أن برنامجها النووي لأغراض عسكرية، إلا أن الدول الغربية ترى أن إيران المسلحة نوويا ستكون تهديدا للسلام العالمي ولجيرانها في المنطقة.

وأكدت وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان إيران تحاول انشاء مصارف في دول اسلامية للالتفاف على عقوبات الامم المتحدة، معتبرة ان هذا الامر يؤكد فاعلية هذه العقوبات. وقال المتحدث مارك تونر ردا على سؤال في شان معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز "اعلم انهم (الإيرانيون) يحاولون"، لافتا الى ان واشنطن تبلغ شركاءها بالوضع.

واضاف تونر "الامر ليس مفاجئا، وقد حاولوا القيام بذلك في الماضي. بالنسبة الينا، انه مؤشر الى ان العقوبات لها تاثير معين". واوردت نيويورك تايمز الخميس نقلا عن مسؤولين في وزارة الخزانة الاميركية ان طهران تسعى الى انشاء مصارف وخصوصا في ماليزيا واذربيجان والعراق بهدف الالتفاف على العقوبات التي فرضتها عليها الامم المتحدة في حزيران/يونيو الفائت على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل.

واضافت الصحيفة ان موظفين في وزارة الخزانة توجهوا اخيرا الى دول عدة في محاولة لضمان احترام العقوبات. وكان وزير المالية الإيراني شمس الدين حسيني اكد في بداية الشهر الجاري ان العقوبات ساهمت في تعزيز موقع إيران. وصرح حسيني لصحافيين في واشنطن "العالم كبير والناس الذين يريدون ممارسة التجارة (معنا) يجدون سبلا لتحويل المال".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماساةالامةوصلف الغرب
د محمود الدراويش -

تتكرر ذات الاتهامات والروايات والتلفيق الذي والتضييق والقدح والتهويل الذي اعتدناه في مسالة وماساة العراق في موقف الغرب من ايران حاليا , لكن ليس من اليسير على الانسان العادي ان يفهم دور الغرب في التحكم والحكم على اخلاق الغير , ؟ وهل الغرب هو صاحب الاخلاق ؟ وهل الغرب وصيا على شعوب العالم وهو وحده قادر على تحديد الصح والخطأ والمباح والممنوع والمرفوض والمقبول في السلوك الدولي والانساني والعلمي ؟ ان صلف الغرب وفجوره واكاذيبه لا تطاق , عندما يتعلق الامر بالعرب والمسلمين ايضا , فاذا كانت المسالة الاخلاقية هي التي تحكم سلوك الغرب ومواقفهم من ايران ,فان الغرب آخر من من حقه الحديث عن الاخلاق في العلاقات الدولية,ومواصفات الدول الخلوقة وحدود التصرف والعمل الاخلاقي , فالغرب وحتى يومنا هذا يتربع على قمة اكبر الجرائم التي وقعت بحق الشعوب في القرنيين الماضيين, وهو سيد القتل والدم والنهب والمجازر والابادة والدمار على كامل رقعة الارض , فهل هذا الغرب هو الذي يخاف حقا على مآل البشرية ان امتلكت ايران سلاحا نوويا ؟ ان الاجابة بلا , فالغرب هو من صنع اسلحة الدمار الشامل كلها ,والغرب هو من هدد باستعمالها مرات ومرات والغرب هو من استعملها ايضا , فهل من حقهم الحديث في هذا الشان او اعطاء العرب والمسلمين دروسا في الانسانية والاخلاق والحرص عليهما ,وهل الغرب يخاف من ايران المسلمة ؟ طبعا هذا امر مضحك جدا فايران لا زالت بلدا متخلفا وان قطعت شوطا جيدا في مجال التصنيع والمعرفة والعلوم التطبيقية , ولا تشكل ايران ولن تشكل في المستقبل المنظور وربما لعقود قادمة خطرا يذكر او مهددا للغرب مقلقا ويحسب حسابه , ان الغرب مدجج بالاسلحة والعلم والمعرفة واقتصاد متين , وهو على استعداد ليحصد ارواح الملايين دون هوادة او رحمة او تردد , ويمسح ايران من خارطة العالم اليوم وغدا , وقد صرح بهذا غربيون علنا ,وهل ايران منافس للغرب في نفوذه في منطقة الخليج خاصة ومنطقة الشرق الاوسط عامة ؟ نحن نعرف حجم ايران الحقيقي ومدى تقدمها وحدود تقنيتها ومعارفها وقدرتها الاقتصادية , ونعرف فسيفساء المجتمع الايراني,لكننا نعرف ونقر ان ايران على خارطة الشرق الاوسط منذ الازل وستبقى الى الابد ولا مجال للقلق على مصالح الغرب في منطقتنا , اذ ليس بمقدور ايران ان ترسم وجه المنطقة او تحدد مسارها المستقبلي قطعا , وباستطاعة العرب ان يجدوا حلا لمشاك