حزب الله يقود موجة من الثقة بالذات بعد زيارة أحمدي نجاد

عززت زيارة أحمدي نجاد إلى لبنان ثقة حزب الله وأعطت دفعة هائلة لعدد من اللبنانيين.

أكدت مجلة دير شبيغل الألمانية على أن الزيارة التي قام بها مؤخراً الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى لبنان، كان لها كبير الأثر في تعزيز الثقة بين صفوف حزب الله.

بيد أن المجلة مضت لتحذر من أن البلاد تتحضر لمواجهة موجة من الاضطرابات، وسط تكهنات بأن تقوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باتهام أعضاء من حزب الله بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري.

ثم عاودت دير شبيغل لتبرز حقيقة العلاقة الخاصة التي تربط حزب الله بإيران، وهو ما اتضح بصورة جلية خلال الزيارة الأخيرة للرئيس نجاد إلى لبنان.

وبررت المجلة ذلك بما تقدمه طهران من أموال، تُستخدم في تمويل عمليات تشييد البنايات والشوارع الجديدة، ودعم الزوجات اللواتي يفقدن أزواجهن في الحرب، وتوفير فرص عمل في مناطق بجنوب بيروت وجنوب لبنان، حولتها إسرائيل إلى أنقاض في صيف عام 2006.

وفي هذا السياق، نقلت المجلة عن سيدة عجوز تدعى، فاطمة قيس، من الجزء الجنوبي من البلاد وقد لفّت نفسها بالعلم الإيراني، قولها :"نحن نحب أحمدي نجاد. فهو يحمينا. ونحن مدينون له بحياتنا".

وهنا، أردفت المجلة بتأكيدها على أن زيارة نجاد التي استغرقت يومين أعطت دفعة هائلة لما تعتبر الشريحة الأكبر من سكان لبنان، التي تعد أيضاً، رغم ذلك، الجماعة الأكثر تنظيماً على مدار سنوات عديدة.

وأوضحت المجلة أن حزب الله على وجه الخصوص بات ممتلئاً بالثقة بالنفس. وأن الجناح المسلح التابع للتنظيم الشيعي قد نجح في استرداد عافيته منذ مدة طويلة، في أعقاب الحرب التي خاضها مع إسرائيل قبل أربعة أعوام، وبدأ يتفاخر مرة أخرى بترسانته المكتظة بالصواريخ.

وفي تصريحات أدلى بها للمجلة في هذا الشأن، قال المحلل السياسي اللبناني، هلال خشان: "حتى وإن كان حزب الله ليس أكثر من ألعوبة في يد الإيرانيين، إلا أن الشيعة اللبنانيين سعداء بأنه قد تم الاعتراف بهم أخيراً على اعتبار أنهم الصوت الأقوى في البلاد". في ما قال المحلل اللبناني، رغيد الصلح، إن حزب الله هو "أقوى حزب سياسي في لبنان على الإطلاق".

ومع هذا، كان لآخرين وجهات نظر أخرى في حزب الله، ومضت المجلة تنقل في هذا الجانب عن الناشر والمخرج الشيعي لقمان سليم، الذي يعتبر من أكثر المنتقدين للحزب، قوله "يغالي العالم بلا هوادة في وصف حزب الله كقوة برلمانية".

وتابع سليم في الإطار ذاته قائلاً: "إذا كانت هناك انتخابات حرة بالفعل في لبنان، التي لا تبني على التمثيل النسبي الديني وجماعات الضغط والفساد، فحتماً لن يكون حزب الله هو الحزب الأقوى بين الشيعة. وليس هناك من شك على الإطلاق بالفخر الذي يشعر به الناس في ما يتعلق بمقاومة حزب الله العسكرية لإسرائيل".

في حين ختمت المجلة الألمانية حديثها بالتحذير من عواقب إثارة الحزب لموجة من الفوضى وعدم الاستقرار على غرار ما حدث في أيار / مايو عام 2008، حين كادت أن تتسبب تلك الاشتباكات التي وقعت في الشوارع بين مقاتلي حزب الله وأنصار الحكومة في اندلاع حرب أهلية جديدة، في واقعة لاتزال عالقة في أذهان خصوم التنظيم الشيعي من السنة والمسيحيين.

وقد أطلقت المجلة تحذيرها هذا بينما تتحضر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لأن تعلن في غضون أسابيع قليلة ما إن كان سيتم اتهام أعضاء من حزب الله في حادثة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري أم لا.