أخبار

تونس: احتكار البثّ الاذاعيّ يغضب الاعلاميين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يثير منح تراخيص البثّ الاذاعي في تونس لمقربين من السلطة انتقادات بين الاعلاميين والمعارضين.

تونس: بدات الاذاعات الخاصة بالانتشار في تونس في الاعوام الاخيرة لكن اقتصار منح التراخيص على اشخاص مقربين من السلطة يثير انتقادات بين الاعلاميين والمعارضين.

وانطلق الخميس بث برامج خامس اذاعة خاصة في تونس، "اكسبرس اف ام"، وهي مملوكة للثنائي نوفل بن ريانة ومراد قديش، نجل محمد قديش مستشارالرئيس زين العابدين بن علي وطبيبه الخاص.

وهي اذاعة تعرف عن نفسها بانها "مستقلة جامعة ذات توجه اقتصادي ستمكن مستمعيها من الاطلاع على آخر المتغيرات والاحداث المحلية والعالمية بشكل مبسط"، حسبما اوضح باعثاها مديرا الشركة المغاربية للانتاج والاتصال.

واوضح مراد قديش في تصريحات للصحافيين عشية انطلاق البث ان منحه الترخيص "يأتي بعد عام من تقدمه بطلب للسلطات".

وفي 27 ايلول/سبتمبر الماضي انطلق بث اذاعة "شمس اف ام" المملوكة لسيرين بن علي ابنة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

وكانت اول اذاعة خاصة في تونس "موزاييك اف ام" التس اسسها الصحافي نور الدين بوطار مع ستة شركاء بينهم بلحسن الطرابلسي رجل الاعمال وصهر الرئيس التونسي، وقد باشرت الارسال في تشرين الثاني/نوفمبر 2003.

ثم تلتها اذاعة "جوهرة اف ام" عام 2005 التي اسسها علي بالحاج يوسف الذي كان عمل مديرا لعدد من الاذاعات الحكومية مع رجال اعمال، ثم "اذاعة الزيتونة للقران الكريم" التي اطلقها رجل الاعمال الشاب محمد صخر الماطري صهر الرئيس التونسي العام 2007.

وتشير تقارير صحافية الى ان الاذاعات الخاصة في تونس التي بداالارسال الاذاعي فيها العام 1938، حققت نجاحا جماهيريا كبيرا.

غير ان عددا من الصحافيين والمعارضين التونسيين انتقدوا ما اعتبروه "انحيازا" في اسناد الرخص لصالح عائلة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي والمقربين منه.

وقال الصحافي زياد الهاني لفرانس برس "ارحب بكل انفتاح اعلامي وبكل مولود اذاعي يشكل اثراء للمشهد السمعي البصري في تونس"، غير انه عبر عن "تحفظه" حول هذا "الحق الذي تستاثر به فئة معينة مرتبطة بدوائر السلطة" على حد قوله.

واوضح الهاني "انا لست ضد ان يحصل كل هؤلاء على تراخيص لبعث اذاعاتهم، بل انا ضد أن يختصوا وحدهم بهذا الحق ويحرم منه بقية الطالبين وجميعهم مواطنون تونسيون (...) انا ضد ازدواجية المعايير وعدم التعامل مع المواطنين التونسيين على قدم المساواة (...) وتكريس قاعدة المحاباة وتفضيل الاقربين على حساب القانون".

واشار الى انه سبق ان رفع قضية امام المحكمة الادارية ضد وزارتي الاتصال وتكنولوجيا المواصلات للمطالبة "بحقي في الحصول على رخصة بث +إذاعة قرطاج+ وهي محطة اذاعية جامعة كنت قد تقدمت بطلب لبعثها منذ العام 1995". وتابع بانه مستمر منذ ذلك التاريخ في "الدفاع عن حقها في الوجود القانوني".

ودعا الهاني الى "اقرار كراس شروط يتضمن الشفافية والمساواة بين جميع الراغبين في بعث هذه المشاريع".

وفي سياق متصل رات نزهة بن محمد، وهي عضوة في النقابة التونسية للاذاعات الحرة، ان في منح الرخص لاشخاص دون اخرين "انحيازا" وان ذلك "ليست له علاقة بالتعددية الديمقراطية" داعية الى "فتح المجال بدون احتكار" امام الجميع.

ولفتت الى انها تقدمت هي الاخرى العام 2007 بطلب لبعث اذاعة "هنديكاب راديو" تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة مضفية "لكن الى حد هذا التاريخ لم اتحصل على رد من المصالح المعنية".

وكان صالح الفورتي رئيس النقابة التونسية للاذاعات الحرة قد بعث برفقة اشخاص اخرين في ال10 من كانون الأول/ديسمبر 2007 "راديو 6"، الذي يضم ست إذاعات مستقلة على الإنترنت لكن أصحابها لا يزالون ينتظرون الترخيص منذ سنوات للبث عبر الأثير.

وقد حجب موقع "راديو 6" على الإنترنت منذ بدء نشاطه، وأغلق العام الماضي مقره وحجزت معداته بدعوى ان هذه الاذاعات لا تمتلك ترخيصا للبث على الانترنت.

كما اخلت السلطات التونسية في 2009 مقر إذاعة 'كلمة' الإلكترونية المعارضة وحجزت المعدات التي تستخدمها في البث.

وفي السياق ذاته كان الصحافي والقيادي في الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض رشيد خشانة احتج في وقت سابق "على مقاييس اسناد رخص الاذاعات الخاصة"، على خلفية رفض السلطات التونسية الترخيص له ببعث "اذاعة الشراع" منذ 14 اذار/مارس 2004.

يذكر ان الرئيس التونسي فتح المجال امام الاذاعات والتلفزيونات الخاصة للعمل الى جانب المؤسسات الاعلامية العامة، فى خطابه في 2003، بمناسبة الذكرى ال16 لتوليه السلطة فى السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987.

واطلق اثر ذلك رجل الاعمال التونسي العربي نصرة اول قناة تلفزيونية خاصة فى تونس باسم "تلفزيون حنبعل" (هانيبال تي في) لتنضم الى قناتي "تونس 7" و"القناة 21" الحكوميتين، تلتها قناة "نسمة تي في" الفضائية الخاصة العام 2007.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف