أخبار

اعتقال الناشطين في البحرين جيّش الصوت الشيعي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لعبت الاعتقالات التي شهدتها البحرين قبيل الانتخابات دورا في تجييش الناخب الشيعيّ وبالتالي فوز "الوفاق".

المنامة: اعتبر محللون ان الاجواء التي سادت فترة ما قبل الانتخابات على خلفية اعتقال ناشطين شيعة بتهمة التآمر على النظام لعبت دورا في تجييش الناخب الشيعي وتحقيق جمعية الوفاق فوزا كبيرا، فيما صبت مواجهة الاخوان المسلمين والسلفيين في مصلحة المستقلين.

وحسب النتائج الرسمية التي اعلنها وزير العدل والشؤون الاسلامية البحريني الشيخ خالد بن علي ال خليفة فان جميع مرشحي الوفاق الثمانية عشرة قد فازوا منذ الدور الاول لهذه الانتخابات، وباتت الجمعية التي تعد التيار الشيعي الرئيسي في البلاد تسيطر على 18 مقعدا من اصل 40 في مجلس النواب.

وعن فوز جمعية الوفاق، قال المحلل عبيدلي العبيدلي لوكالة فرانس برس "اعتقد ان هذه نتيجة مباشرة للجو الاعلامي الذي ساد قبل الانتخابات... لقد انعكس هذا في الشارع الشيعي باندفاع المترددين وحتى المقاطعين للتصويت بكثافة لجمعية الوفاق باعتبارها المعبر الاساسي عن الطائفة".

واضاف "الهجوم الاعلامي المكثف على جمعية +وعد+ (يسار) باعتبارها حليفا للوفاق رفع اسهمها لدى الجمهور الشيعي ايضا (..) لقد جاءت الهجمة الاعلامية بنتائج عكسية".

وكان العبيدلي يشير الى حملات اعلامية في الصحافة كانت تنتقد جمعية الوفاق بشدة على خلفية توقيف 23 ناشطا شيعيا في منتصف اب/اغسطس الماضي اتهمتهم السلطات بالضلوع في مؤامرة لتغيير نظام الحكم بوسائل غير مشروعة. وفرضت هذه الحملات نفسها على اجواء الانتخابات.

وتابع العبيدلي "ربما ارادت الحكومة من خلال الحملة الاعلامية ان توصل رسالة مفادها ان الوفاق لا تمثل الشيعة لكن من الواضح ان نتائج الانتخابات تقول غير ذلك".

وفي المقابل، اشار المحلل الى ان "الخاسر الاكبر في هذه الانتخابات لحد الان هم الاسلاميون السنة وخصوصا الاخوان المسلمين الذين فقدوا ثلاثة مقاعد في مجلس النواب ولم يتمكن اي من مرشحيهم من اجتياز الدور الاول ودخل غالبهم في انتخابات الاعادة".

واوضح "هناك فهم خاطىء رائج هو ان الاسلاميين السنة والسنة عموما هم من الموالاة (..) هذا فهم خاطىء" معللا ذلك عدم اتخاذ الاسلاميين السنة "مواقف تعطيهم ثقلا في الشارع".

وبحسب المحلل فانه "على الاسلام السياسي السني ان يعيد حساباته بشكل شامل سواء في علاقته مع السلطة او مع المعارضة وهذه مهمة ليست سهلة".

واظهرت نتائج الانتخابات ان التنافس بين اكبر تيارين للاسلاميين السنة وهما الاخوان المسلمون والسلفيون قد تحول الى ما يشبه معركة كسر عظم، حيث يتواجه مرشحي الاخوان والسلفيين في معظم دوائر النفوذ التقليدي للتيارين في المناطق ذات الغالبية السنية.

كما يخوض الاخوان المسلمون المنضوون تحت جمعية المنبر الوطني الاسلامي مواجهة اخرى مع جمعية العمل الوطني الديموقراطي (وعد - يسار قومي) في احدى دوائر محافظة المحرق (شرقي العاصمة)، فيما تخوض مرشحة +وعد+ منيرة فخرو معركتها ضد مرشح مستقل هو عيسى القاضي المدعوم من السلفيين.

ومن جهته، اعتبر استاذ علم الاجتماع في جامعة البحرين باقر النجار ان "المعالجات الاعلامية للحالة الامنية التي سادت قبل الانتخابات رفعت اسهم الوفاق ودفعت حظوظها الى الاعلى على العكس مما كان متوقعا".

واضاف النجار "لقد شعر الجمهور الشيعي بانه مستهدف فصوتوا بكثافة للوفاق رغم حالة تململ كانت سائدة حيال الوفاق وادائها خلال السنوات الاربع الماضية".

وبحسب النجار، "كانت هناك ميول لدى كثيرين بعدم التصويت في هذه الانتخابات لكن الاحداث الامنية وتاليا المعالجة الاعلامية حفزتهم للمشاركة".

وبالمقابل، اعتبر النجار ان المواجهة بين الاسلاميين السنة افضت الى "اختراقات في الدوائر السنية بحيث اصبح التمثيل السياسي للسنة داخل البرلمان متنوعا اكثر مع زيادة عدد المستقلين على حساب الاخوان المسلمين والسلف".

وكان النجار قد اشار في تصريحات لوكالة فرانس برس قبل يومين من الانتخابات الى ان الاسلاميين السنة قد يخسرون بعض المقاعد البرلمانية معتبرا ان هذا مرهون "بقدرة الناخبين على حسم قراراتهم منذ الجولة الاولى".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف