أخبار

الضغط يتصاعد على واشنطن بسبب وثائق ويكيليكس ومطالب بتحقيق

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تتواصل ردود الفعل المختلفة حول الوثائق التي كشف عنها موقع ويكيلكس لتشكّل ضغطا سياسيا وحقوقيّا متصاعدا على إدارة الرئيس الأميركيّ باراك أوباما التي ترفض إلى حدّ اللحظة الإعلان عن فتح تحقيق ينظر في مزاعم التعذيب والانتهاكات التي وردت في الوثائق السريّة.

لندن: تصاعد الضغط الأحد على الولايات المتحدة بعد الكشف عن حالات سوء معاملة ارتكبها الجيش الأميركي أو قام بالتستر عليها خلال حرب العراق بموجب ما كشفت عنه حوالي 400 ألف وثيقة نشرها موقع ويكيليكس.

وقال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليغ الأحد في مقابلة مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي وان"، "يمكننا التنديد بالطريقة التي حصلت بها هذه التسريبات لكنني اعتقد أن مضمونها خطير جدا".

وقال نائب رئيس الوزراء الليبرالي-الديمقراطي إن "قراءة الوثائق مؤلمة وهي خطيرة جدا. اعتقد ان الإدارة الأميركية تود ان تعطي ردها الخاص. ولا يعود الأمر ألينا لكي نقول لهم كيف يقومون بذلك".

وكليغ معروف بمعارضته لمشاركة لندن في الحرب على العراق التي وصفها بانها "غير مشروعة".

وأضاف كليغ "كل ما يدفع للاعتقاد ان القواعد الأساسية للحرب والنزاعات والمعارك قد خرقت او انه قد يكون سمح بممارسة التعذيب بشكل ما، يعتبر خطيرا جدا ويجب دراسته".

ومضى يقول "يود الناس أن يحصلوا على رد لما يعد مزاعم خطيرة جدا يصفها الجميع بأنها تثير الصدمة".

وتروي الوثائق ال400 ألف التي نشرها موقع ويكيليكس الجمعة، والتي كتبها جنود أميركيون بين كانون الثاني/يناير 2004 ونهاية 2009 العديد من حالات التعذيب التي قامت بها القوات العراقية وكذلك "أكثر من 300 حالة تعذيب قامت بها قوات التحالف" بحسب مؤسس الموقع جوليان اسانج.

وأكد اسانج السبت خلال مؤتمر صحافي في لندن انه أراد توضيح "الحقيقة" حول حرب العراق واعدا بنشر مزيد من الوثائق الجديدة لكن هذه المرة حول أفغانستان.

والجمعة نددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "بنشر اي معلومات (...) يمكن ان تشكل تهديدا لحياة جنود ومدنيين اميركيين وحلفائهم".

واعتبرت وزارتا الدفاع البريطانية والاسترالية ايضا ان نشر الوثائق يشكل خطرا على القوات المنتشرة ميدانيا.

غير أن المقرر الخاص للامم المتحدة حول التعذيب دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى فتح تحقيق.

وقال المقرر لاذاعة بي بي سي4 السبت "كنت أتوقع ان يفتح (مثل هذا التحقيق) منذ فترة طويلة لان الرئيس اوباما تولى السلطة مع وعد بالتغيير ... من واجب الرئيس اوباما أن يدرس هذه الحالات".

ودعت منظمة العفو الدولية أيضا واشنطن إلى فتح تحقيق متحدثة عن "انتهاك خطير للقانون الدولي" حين سلمت القوات الأميركية "ألاف المعتقلين للقوات العراقية رغم علمها أنها تواصل ممارسة التعذيب".

ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الإنسان "العراق إلى أن يلاحق المسؤولين عن التعذيب وجرائم أخرى" وان تقوم "الولايات المتحدة بالتحقيق".

لكن واشنطن رفضت هذه الدعوات. وقال الناطق باسم الجيش الأميركي الكولونيل ديف لابان لهيئة الإذاعة البريطانية انه لا ينوي فتح تحقيق، مؤكدا انه في ما يتعلق بسوء المعاملة من قبل العراقيين فان دور الجنود الأميركيين كان "ان يقوموا بالمراقبة ووضع تقرير" لمسؤوليهم المكلفين نقله للسلطات العراقية.

وفي العراق اعتبر مؤيدو رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي نشر الوثائق محاولة لزعزعة استقرار وضع رئيس الحكومة الحالي الذي يحاول البقاء في السلطة.

ورأى النائب حسن السنيد المقرب من المالكي ان "التقرير يمثل حملة إعلامية تستهدف الدولة والعملية السياسية، شنتها جهات كثيرة بينها قوى اقليمية وبعثيون ومتضررون من قيام النظام السياسي" بعد العام 2003.

وفي ما ياتي ابرز النقاط الواردة في وثائق موقع ويكيلكس بعد تحليل أجرته وكالة فرانس برس ووسائل إعلام شريكة لويكيليكس أبرزها صحف نيويورك تايمز الأميركية والغارديان البريطانية ولوموند الفرنسية.


- خسائر في صفوف المدنيين:

تتحدث الوثائق عن مقتل 109 ألاف و32 شخصا في العراق، بينهم 66 الفا و81 مدنيا (بمن فيهم 15 الفا "لم يتم الكشف عنهم حتى اللحظة")، 23 الفا و984 "من الأعداء"، 15 الفا و196 عنصرا في القوات العراقية و3771 جنديا في قوات الائتلاف.

- تعذيب:

في ما وصفه مؤسس ويكيليكس بانه "حمام دم"، تظهر الوثائق ان الجيش الاميركي كان على علم بحالات سوء معاملة عدة على يد القوات العراقية الا انه غض النظر عنها.

وفي احدى الوثائق، يؤكد معتقل انه "تعرض للضرب بواسطة سلك معدني على يد الشرطة العراقية مدى ليلتين متتاليتين". فيما قال اخر انه "تعرض للضرب في باطن قدميه".

الا ان ممارسة التعذيب لم تكن وقفا على القوات العراقية، اذ اشار مؤسس ويكيليكس الى وجود "اكثر من 300 حالة موثقة عن تعذيب مارسته قوات الائتلاف، ليس فقط في (سجن) ابو غريب بل في كل مكان".

وقد سجل الجيش الأميركي جرائم قتل واغتصاب ارتكبتها القوات العراقية الا ان اي تحقيق لم يفتح في الموضوع.

- جرائم حرب أخرى:

قتلت القوات الأميركية ستمائة إلى سبعمائة مدني عند حواجز التفتيش التي اقامتها على امتداد العراق، او خلال إطلاق نار استهدف مدنيين من طريق الخطأ.

وقتلت مروحية أميركية العام 2007 متمردين اثنين كانا ينويان تسليم نفسيهما بعدما اعتبر محام للجيش انه من غير الممكن ان يسلم احد نفسه كمعتقل امام مروحية.

وتشير بعض الوثائق الى جرائم قتل اخرى ارتكبها عناصر في شركة الامن الخاصة الاميركية "بلاك ووتر" التي صار اسمها "اكس ايه سرفيسز"، والتي تورطت في فضائح عدة على خلفية دورها في مقتل 14 مدنيا في العراق عام 2007.

- إيران:

تعزز الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس الاتهامات الاميركية بان ايران كانت تسلح ميليشيات شيعية في العراق وتدربها على قتل اميركيين او خطفهم.

وأورد تقرير ان الإيرانيين خططوا أيضا لمهاجمة المنطقة الخضراء في بغداد، حيث مقرات الوزارات العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، بواسطة صواريخ وسيارات مصفحة مزودة أسلحة كيميائية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف