عراقيون متفاجئون لتورط المالكي بإدارة فرق الموت

** تاريخ النشر الاثنين 25-10-2010 الساعة 05.30 غ ت

بالتوازي معموجةردود الفعل الدولية التي عقبتنشر وثائق وزارة الدفاع الأميركية عن حرب العراق، حاولت إيلاف استقراء وجهة نظر العراقيين وموقفهم ممّا حملته هذه الوثائق من معلومات صادمةوتهم، أبرزها الإشارة إلى تورط رئيس الوزراء نوري المالكي بعمليات التعذيب.

عبد الجبار العتابي من بغداد: في وقت شغلت وثائق البنتاغون عن حرب العراق الرأي العام العراقي ظلت هواتف بعض المسؤولين من الذين اتصلنا بهم مغلقة أو لا يتم الرد أو ان البعض اعتذر كونها ليست من اختصاصه أو بذريعة حساسية الموضوع.. في حين عبر مواطنون عن دهشتهم واستغرابهم من تورط رئيس الوزراء نوري المالكي بإدارة فرق الموت كما كشفت الوثائق.

السياسيون مختلفون

قال النائب سليم الجبوري القيادي في جبهة التوافق: بشكل عام ينبغي ان تأخذ الحكومةفي الاعتبار تورط البعض واللجوء الى القضاء ضد كل مرتكبي هذه الجرائم. وقال ان اغلب قادة الكتل السياسية هم معاصرون للاحداث فمنهم من كان رئيس وزراء ومنهم في الداخلية او الدفاع او عضو جمعية وطنية والكل يتحملون المسؤولية حتى الذي كانت لديه الامكانية في منع حدوث هذه الجرائم ولم يقدم الجهد المبذول.

واضاف" بتصوري أن تأثير هذه الوثائق يتعلق بالصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين في الانتخابات الاميركية وثانيا إنها رسائل الى بعض الدول العربية للتعبير عن رؤية اخرى في التعامل من خلال هذه الوثائق. واشار إلى أن الاطراف السياسية في العراق ليست منشغلة بدرجة كبيرة بهذه الوثائق بقدر انشغالها بالمكاسب السياسية، لكن المسؤولية التاريخية ستفتح أبوابًا من الصعب غلقها خصوصا في إطار المسؤولية القضائية.

اما عن ردود الافعال الشعبية، فقال الجبوري: اعتقد أن هذه الوثائق ستكون لها ردود شعبية كبيرة فعلى الرغم من ان الكثير من الوقائع قد سمعت بروايات أو تقولات او تصورات وبآراء المعتقلين والكثير مما وصل إلى مسامع الشارع، لكن ما يحصّن الناس والمعنيين بحقوق الانسان ان اصبحت لديهم وثائق، وكذلك للمتصدين للعملية السياسية في العراق.

ومن جهته، قال السياسي وعضو مجلس محافظة الديوانية داخل صيهود الكناني رئيس القوى الامنية الساندة في الديوانية إن ما نشره في موقع ويكيليكس يحمل أجندة طائفية واستخباراتية تثير اكثر من علامة استفهام، وقال: إن نشر تلك الوثائق يحتاج الى وقفة ومراجعة دقيقة كونها اتهمت كبار السياسيين باتهامات مثيرة تضعهم تحت طائلة القانون في هذا الوقت غير المناسب لهكذا امور تثير الفتنة الطائفية مضيفا: أن هذه الوثائق مشكوك بها وهي تختلف عما طرح في الموقع ذاته بخصوص أفغانستان وان البترو دولار له اثر كبير بنشر تلك الوثائق لدعم المتضررين من النظام الديمقراطي في العراق لاسيما اتباع النظام البائد والدول العربية التي تعيش تحت ظل حكم طائفي و دكتاتوري فاشل.

واتهم صيهود الاستخبارات الاميركية والدولية بالوقوف وراء نشر تلك الوثائق وهي لها أهداف تسهم بإثارة الفتنة الطائفية واعادة الطائفية في العراق الى المربع الاول والا.. كيف سربت تلك الوثائق من اقبية الاستخبارات الاميركية التي على أبوابها اقفال واقفال تزن مئات الاطنان والكترونيات محكمة لايستطيع ان يفلت منها الان نفذ الجمل من ثقب الابرة لافتا الى ان النشر في هذا الوقت غايته التأثير على الحراك السياسي ودفع بجهة على حساب اخرى في الحراك لأسباب تهدف الى تقوية النفوذ متسائلاً عن عدم نشر الموقع ذاته وثائق دعم بعض الدول للنظام البائد الذي قصف شعبه في الشمال والجنوب والكيمياوي ومارس القتل والتعذيب والتعسف إبان الانتفاضة الشعبانية.

وعن مدى تأثير تلك الوثائق على الشارع العراقي، قال صيهود: "إن هذا الامر سيكون زوبعة تمر ولا تأثير ستتركه على الرأي العام مثلما مرت مسرحيات سابقة بهذا النطاق"، مشيرا الى ان البعض منها يحمل طابعًا من الصدق الذي يجب أن يتم التحقق منه إنصافاً للمتضررين منه ومحاسبة المقصرين بهذا الشأن.

عراقيون يتهمون القوات الأميركية

ومن جهته، اشار احمد حسن محمد، طالب في جامعة بغداد إلى أنه لم يقرأ شيئًا عن هذه الوثائق، لكنه لم يعد يستغرب ما يحدث في العراق، وقال: إن هذا لم يعد يهم المواطن الذي يريد ان يعيش واقعه، ولا يعرف شيئا عن مستقبله خاصة ان العذابات واحدة، والجيش الاميركي فضائحه معروفة من دون أن ينشرها احد، وخلال حروبه في العراق قتل الكثيرين وعذب الكثيرين، واعتقد أن ما نشر ليس جديدا.

اما زميله جمال حمدان الكرخي، فقال: "سمعت هذه الاخبار وواضح هو ان اميركا وجدت ان الامور في العراق صارت افضل من قبل ثلاث او اربع سنوات فتريد ان تعيدها الى البداية من خلال اتهام هذا وذاك، وهذه الألاعيب مكشوفة، فأميركا هي المسيطرة على العراق وهي التي (تلعب) على هواها به، تقتل، تعذب، تسجن، او تزرع فتنا، المهم نحن نعرف أن كل ما يحدث تقف خلفه اميركا".

اما المحامي هاشم جبر، فقال: "اعتقد ان الوثائق ليست سرية كما يدعي الموقع ويمكن اعتبار قيمة نشرها في الوقت الذي قرر فيه اصحابها ذلك لانهم لا يرغبون في التهدئة، وطالما كانت الشرارات الاولى للفضائح منهم، خذ مثلا فضيحة ابو غريب، من الذي كشفها؟ أليس هم".

وتابع: "نحن نعرف انهم اذا ما ارادوا التغطية على شيء يعملون فضيحة في مكان ما، كي ينشغل بها الرأي العام العالمي، ويحققون اهدافهم، انا اعتقد ان لديهم اغراضا سيئة من وراء نشر هذه الوثائق الفضائحية".

واضاف: "سمعت اليوم أن وزير العدل السابق مالك دوهان الحسن هدد بالكشف عن وثائق لديه حول قيام القوات الاميركية بعمليات تعذيب في السجون العراقية، واعتقد أن الحكومة تدري، ولكن الفاعل هي القوات الاميركية، وحينها كانت الدولة لا تهش ولا تنش ويمكن اعتبار الامر عاديا في ظروف احتلال وإرهاب وقتال وقتل".

ومن جانبه قال الاعلامي والكاتب محمد بديوي الشمري، الجامعة المستنصرية: "يمكن عد اطلاق الوثائق بانه بداية لثورة جديدة في مجال تداول المعلومات،ثورة تتجاوز العقبات وتخترق كل الحُجُب وتلقي بالاعذار الواهية التي كانت تعيق عملية التداول الحر للمعلومات من شعار الامن الوطني والمصلحة القومية وغيرها تلقيها في سلة القمامة".

واضاف: "لقد قاوم مالك ويكيليكس (جوليان أسانج ) كل الضغوط والتهديدات الصريحة والمبطنة والاغراءات وقام بإطلاق الوثائق، ليس حرصا على الشفافية والموضوعية وحرية تداول المعلومات وغيرها من الشعارات التي أطلقها هو نفسه في سلسلة التصريحات حول العالم وإنما من اجل الربح المادي الذي اصبح المعيار الوحيد لنجاح المؤسسات الاعلامية".

ومضى قائلا: "فاذا كان نقل الحروب بشكل مباشر الذي طالما أبهر العالم قد أصبح قديما فان المرحلة المقبلة ستكون مرحلة نقل غرف عمليات الحروب اسرارها وخلفياتها بشكل مباشر".

وتابع: "عربيا.. تعامل الإعلام كعادته مع الوثائق بطريقة انتقائية تقترب من الحزبية فمن مجموع (400) الف وثيقة اطلقها الموقع لم يتداول الاعلام العربي سوى اشارة احدى الوثائق لدور مفترض لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في (التورط في إدارة فرق القتل والتعذيب)، وهي قضية لا تزال في طور (الاتهام) لمسؤول أمني كان يخوض حربا متعددة المستويات ضد جماعات وميليشيات اوصلت العراق الى حافة الحرب الاهلية...على اية حال هذا درس ايضا لكل الحكام والجنرالات وسدنة الاقبية السوداء بان زمن القتل المسكوت عنه والجرائم المقيدة على ذمة مجهول قد ولى والى الأبد".

اما الاعلامي باسم السعيدي، فقال: "توقيت سياسي مخابراتي دولي سيؤثرفي الواقع العام في الشرق الأوسط لا العراق وحده، حقيقة أن ما تم نشره اليوم في موقع يحمل أبعادا سياسية واستخباراتية واضحة العيان لها ارتباطات بما يدور في فلك الشرق الأوسط ليس العراق وحده فحسب".

وأشار السعيدي إلى أن الإدارة الأميركية لا يمكن أن تكون بعيدة عما يدور في هذا الأمر لأهداف خاصة بها تتغير وفق المعطيات، موكدا أن تلك الوثائق تدفع بإعادة العراك الطائفي في العراق وتصديره لدول المنطقة، وبالتالي إشعال حروب طائفية متنوعة لاتخدم إلا الغرب والإدارة الأميركية.

مواطنون عراقيون متفاجئون

وكتبت صباح الخفاجي: تباينت ردود أفعال المواطنين العراقيين عن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليس والتي تؤكد تورط الائتلاف الدولي والقوات الاميركية والعراقية في قتل قرابة 109 مدنيين عراقيين.

وقالت المعلمة سليمة خليل إن كشف الوثائق ليس امرًا مفاجئًا للعراقيين، واضافت كل عراقي شهد وجود قوات اميركية في منطقته يعلم بممارسات جنودها البشعة بحق المدنيين فمثلا قتلوا عمي فور دخولهم منطقة الرضوانية، وكان اعزل وواقفا في باب منزله عندما غدره جندي اميركي برصاصة في رأسه.

وواصلت: الامر لم يتوقف عند القتل، فالجنود الاميركيون اعتدوا على اعراض العراقيات، وقتلوا الابرياء، وتورط الحكومة العراقية ورئيس وزرائها بعمليات القتل تلك يؤكد ان حظ العراقيين عاثر لانه لم يحظ يوما بقائد شريف وخادم للشعب الا في تلك الفترة فترة الحكم الملكي، وهي فترة قصيرة لم يتمكن العراقيون من الحفاظ عليها.

ومن جانبه، قال المواطن ثامر ابو رغيف انه من ليس مستغربا ان يقدم الجنود الاميركيون على قتل المدنيين العراقيين، لكن المفاجئ تورط الحكومة بقتل المدنيين العراقيين، وتعذيبهم وتصفيتهم جسديًا، فامتلاك نوري المالكي رئيس الوزراء ميليشيات وفرق موت لقتل المدنيين والمناوئين والمعارضين هو امر في غاية الخطورة وسلوك شائن.

اما الصيدلي، علي جميل فيوضح "الاميركيون هم من سربوا هذه الوثائق واعطوا الضوء الاخضر بنشرها اما اختيار توقيت نشر الوثائق الان فانه يحمل رسالة مفادها ان الاميركيين قد رفعوا دعمهم وتأييدهم لنوري المالكي، وانه غير مرغوب به اميركيا ليصبح رئيسا للحكومة مرة ثانية انها رسالة واضحة وقوية واظن شخصيا ان المالكي لا يصلح للحكم ليس لانه طائفي فقط، لكن ايضا لانه شتت الشعب العراقي بشكل واضح ولم يهتم يوما لمصلحة الشعب، فمن يقود ميليشيات وفرق موت للقتل والتنكيل هو تمثيل حي للظلم، والطغيان وقد شبع العراقيون وملوا الظلم وسئموه.

وقال المواطن عمر عبد الكريم إن الجنود الاميركيين حرقوا مدنا بأكملها في الفلوجة وصلاح الدين ،وكانوا يشنون هجوماتهم في الليل حيث يرهبون النساء والاطفال ويقتادون رجال المنزل كالغنم، لقد شهدنا اياما وسنينا سوداء.

ويعارض عيسى نمرود الوثائق التي تثبت تورط رئيس الوزراء بقيادة فرق موت بالقول: "لا يجوز الحكم على نوري المالكي كرجل مجرم لمجرد وجود وثائق تظهر تورطه بقيادة فرق موت فمن يقول إنها وثائق رسمية ومن يستطيع الجزم بصحة ماورد فيها.. أظن أن الأمر لا يعدو كونه اثارة اعلامية لابعاد المالكي عن رئاسة الوزراء، وهي حركة واضحة يقف وراءها انداده السياسيون الذين يحاولون تشويه صورته بأي شكل من الاشكال وهذه أحدث طريقة لفعل ذلك.

لكن هيثم النجار المحامي، يصر على صحة الوثائق بالقول: "لا يمكن ابدًا تزوير او تلفيق وثائق بهذا الحجم فالوثائق مسربة من البنتاغون "وزارة الدفاع الاميركية" وهي موثقة بأختام رسمية وسرية، فلا يمكن اطلاقا الطعن بصحتها لأن من يفعل ذلك يثبت عقمه السياسي وعدم مفهوميته.

وتابع: "الاميركيون تلطخت ايديهم بدماء الاف الابرياء في العراق كما تلطخت ايدي المالكي بدماء الاف الابرياء.. انهم شركاء في جريمة ابادة لمدنيين ولابد من ان يدفعوا الثمن وينبغي تقديمهم للعدالة ليقول القضاء كلمته فيهم وينصف كل روح تم ازهاقها غيلة".