التحالف يدعو الكتل لتقديم مرشحيها لرئاستي الجمهورية والبرلمان

دعا التحالف الوطني الكتل السياسية في العراق إلى تقديم مرشحيها لمنصبي رئاستي الجمهورية ومجلس النواب مؤكدا تمسكه بمرشحه لرئاسة الحكومة المقبلة نوري المالكي. وبحثت الكتل دعوة رئيس إقليم كردستان للمشاركة في اجتماع أربيل مؤكدين أن يكون الاجتماع وفق الدستور والأحقية النيابية.

بغداد: فيما يستبق زعيم القائمة العراقية اياد علاوي القادة السياسيين في مباحثات يجريها في أربيل اليوم الثلاثاء مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول توزيع المناصب السيادية العليا وتشكيل الحكومة والمطالب الكردية، دعا التحالف الوطني الكتل السياسية الى تقديم مرشحيها لمنصبي رئاستي الجمهورية ومجلس النواب مؤكدا تمسكه بمرشحه لرئاسة الحكومة المقبلة نوري المالكي .

وعقب اجتماع عقده التحالف الوطني ترأسه زعيم تيار الإصلاح رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري وشارك فيه رئيس الوزراء نوري المالكي ومقاطعة رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم ناقش ممثلو القوى المنضوية في التحالف "آخر المشاورات التي تجريها الكتل السياسية للإسراع بتشكيل الحكومة المقبلة وقرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء الجلسة المفتوحة".

كما استعرض سير المفاوضات والمباحثات مع الكتل السياسية الاخرى "ولاسيما التقدم الحاصل بين التحالف الوطني وائتلاف الكتل الكردستانية".

وبحثوا ايضا دعوة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للمشاركة في اجتماع أربيل الذي ستشارك فيه القوائم الفائزة واكدوا ان يكون هذا الاجتماع وفق الدستور والاحقية النيابية باعتبار التحالف الوطني الكتلة النيابية الاكبر. وأشار المجتمعون إلى ضرورة التعاطي بايجابية مع ورقة المطالب الكردية.

وأكد التحالف عقب الاجتماع الذي انتهى الليلة الماضية "موقفه بضرورة تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع مكونات الشعب العراقي"، ودعا الكتل السياسية "إلى تقديم مرشحيها لرئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب من أجل التئام مجلس النواب وانتخاب رئاسته ومن ثم انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء "المالكي" وفقا للدستور" كما قال في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه.

وثمن التحالف موقف الشعب العراقي "لمساندة كتلته السياسية في حواراتها البناءة وصبرها وصمودها أمام التحديات الخطرة التي تريد أن تفصله عن قواه الوطنية".وكانت المحكمة الاتحادية العليا في العراق اصدرت الاحد الماضي قراراً يقضي بإلغاء قرار رئيس مجلس النواب الموقت فؤاد معصوم بجعل جلسات المجلس مفتوحة وإلزامه باستئناف جلسات المجلس خلال الأسبوعين المقبلين.

وقد اعتبر ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي قرار المحكمة ملزما للجميع فيما وصفت القائمة العراقية بزعامة علاوي المحكمة بأنها مسيسة معتبرة ان قرار الأخيرة باستئناف جلسات البرلمان ينبغي ان تسبقه خارطة طريق لاختيار رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية.

ولم تسفر المحادثات الجارية حتى الان بين الكتل السياسية والتي مضى عليها حوالى 8 أشهر عن تشكيل حكومة فيما تقول الولايات المتحدة انها تدعم تشكيل حكومة تضم جميع الكتل الفائزة بينمايريد الاكراد في مقابل دعمهم لتشكيل حكومة تنازلات بشأن تشريع قانون النفط والغاز ويطالبون بمدينة كركوك الغنية بالنفط ومناطق اخرى متنازع عليها بالاضافة إلى منصب رئاسة الجمهورية .

علاوي في أربيل لمباحثات مع بارزاني

وتأتي هذه التطورات في وقت يجري زعيم القائمة العراقية اياد علاوي في اربيل عاصمة اقليم كردستان اليوم مباحثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني لبحث موضوع تشكيل الحكومة. ومباحثات علاوي ستجري في وقت يوجد في عاصمة الاقليم نائب رئيس الجمهورية القيادي في المجلس الاعلى ومرشح الائتلاف الوطني لرئاسة الحكومة عادل عبد المهدي منذ يومين حيث أجرى مباحثات مع بارزاني ورئيس حكومة الاقليم برهم صالح وبعدها توجه الى السليمانية حيث ناقش سبل الخروج من الأزمة السياسية مع الرئيس العراقي جلال طالباني.

وقبيل توجهه الى اربيل أجرى علاوي في بغداد مباحثات مع رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري كرار الخفاجي تناولت عملية تشكيل الحكومة. وقال بيان للهيئة "ان اللقاء يأتي في اطار الجهود التي يبذلها التيار لخلق أجواء وتفاهمات وطنية بين الفرقاء السياسيين بغية الاسراع بتشكيل الحكومة".

وقد ابدت الكتل السياسية الرئيسة استجابتها لدعوة بارزاني للاجتماع في اربيل للاسراع في تشكيل الحكومة المقبلة . وتجري في اربيل حاليا تحضيرات لانعقاد الاجتماع الموسع الذي دعا اليه بارزاني في اربيل حيث وجهت دعوات الى "المالكي وعبد المهدي وعلاوي وعمار الحكيم وجواد البولاني اضافة الى حضور الرئيس جلال طالباني" .

وستتناول مباحثات القادة في اربيل محاولة الاتفاق على المناصب العليا لرئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان اضافة الى مبادرة طرحها بارزاني لإعادة توزيع صلاحيات الرئاسات الثلاث وخاصة المتعلقة برئيس الحكومة والتي تعتبر بعض القوى انها تهيئ للانفراد بالسلطة وخلق نوع من الدكتاتورية، وكذا تشكيل لجنة من ثمانية إلى 12 عضوا من ممثلي الكتل السياسية لبدء مباحثات بينها بشأن تشكيل الحكومة والعمل على حل الخلافات المعلقة وحسم موضوع الرئاسات الثلاث.

كما يناقش القادة إمكانية سحب جزء من صلاحيات رئيس الحكومة لصالح رئيس الجمهورية ومجلس النواب كفرصة أخيرة على طريق المساعي المبذولة لحل الأزمة الحكومية التي تتخبط بها البلاد منذ حوالى 8 اشهر منذ الانتخابات النيابية العامة في اذار (مارس) الماضي.

وما عجل بموافقة القادة على الاجتماع في اربيل هي مطالبة رئيس بعثة الامم المتحدة في العراق أد ملكيرت لهذه القوى عقب اجتماع عقده الثلاثاء الماضي في النجف مع المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني للاجتماع من دون شروط والبحث عن المصلحة العليا للبلاد والتخلي عن مصالحها الخاصة .

وقد اكد السفير الاميركي في بغداد جيمس جيفري خلال لقاء مع بارزاني الاسبوع الماضي أن واشنطن تدعم مبادرته حيث تم خلال اللقاء بحث "المفاوضات المستمرة بين الأطراف السياسية لمعالجة الأزمة الراهنة التي تواجه البلاد".
وأوضح جيفري أن "الولايات المتحدة الاميركية تدعم وتساند مبادرة الرئيس بارزاني لحل المعوقات التي تواجه الأزمة الحالية وخروج العراق من هذه المعضلة" كما قال مصدر كردي في رئاسة اقليم كردستان .

اما بارزاني فقد شدد على "أهمية التوصل إلى حل لتشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة وعدم تهميش أي طرف" مشيرا إلى أنه بعد عودته إلى إقليم كردستان من جولة خارجية بدأ "المشاورات مع القادة السياسيين العراقيين لتوسيع التفاهمات بينهم". وأضاف أن العراق "بحاجة إلى قاعدة شراكة وطنية وبمشاركة كافة الأطراف للخارطة السياسية العامة وإدارة البلد حسب الدستور".

ومن جهته قال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور ان لقاء علاوي ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني سيرسم حقيقة ملامح حكومة الشراكة الوطنية استنادا الى مبادرة بارزاني التي دعت الى ان تشارك الكتل الفائزة الاربع الكبيرة في تحديد ملامح الحكومة المقبلة وتحديد مفاهيم الشراكة واسس الصلاحيات ورسم سياقات الدولة العراقية للسنوات الأربع المقبلة.

وقال إن علاوي يصل الى اربيل لتأكيد دعمه لمبادرة بارزاني بعد ان رحب بها المجلس الاعلى وحزب الفضيلة واعتبرتها جميع الاطراف بأنها تضع الحل الامثل لأزمة تشكيل الحكومة. واكد ان تأييد هذه الدعوة اصبح بمثابة محور يسعى إلى ترسيخ ملامح دولة عراقية بعيدا عن فكرة التمسك بالسلطة وتحديد اسس الصلاحيات التي من شأنها ان تكون سياق عمل لبناء دولة حديثة.

وأوضح ان مبادرة بارزاني تنسجم تماما مع تطلعات الدول العربية والاقليمية والولايات المتحدة الاميركية في تشكيل حكومة شراكة وطنية لاتستبعد طرفا عراقيا وهي تلبية حقيقية لمطالب الشعب العراقي التي افصح عنها من خلال صناديق الاقتراع وسعيه لرؤية حكومة تمثله.