أخبار

وزراء الثقافة العرب يختتمون أعمال مؤتمرهم بقطر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الدوحة: اختتمت اليوم في العاصمة القطرية "الدوحة"، أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الثقافة والإعلام في الوطن العربي، بمشاركة 18 وزيراً ومسؤولاً.
واستهلت أعمال اليوم بجلسة خصصت لمناقشة الإعداد للقمة الثقافية العربية تنفيذا لقرار القمة العربية بسرت 2010.
وألقى وزير الثقافة والفنون والتراث في دولة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، كلمة عبّر فيها عن شكره وتقديره لوزراء الثقافة العرب الذين اجتمعوا في الدوحة في إطار الحرص على المصلحة الثقافية العربية، مشيراً إلى أن المؤتمر تناول لأول مرة الإعداد لقمة عربية للثقافة اسوة بمؤتمرات سياسية واقتصادية إدراكا لأهميّة الثقافة من القادة العرب.
وأصدر وزراء الثقافة العرب في ختام أعمال جلسات المؤتمر لهذا اليوم، بيان خاص بالقدس، دعوا فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى العمل على تنفيذ الاتفاقيات الدولية المعنية بالمحافظة على التراث الثقافي في الأراضي المحتلة واتفاقية التراث العالمي 1972، واتفاقية حماية التراث غير المادي 2003، واتفاقية حماية تعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي 2005، حفاظا على التراث الثقافي الإنساني الإسلامي والمسيحي في مدينة القدس المحتلة، وصونا للحقوق الثقافية والاجتماعية للمقدسيين العرب في أرضهم، وتأكيدا لحقهم في ممارسة عقائدهم الدينية، كحدّ أدنى لما تنادي به شريعة حقوق الإنسان.
وطالبوا منظمة اليونسكو، بتنفيذ قرارات المجلس التنفيذي الأخير الخاصة بالقدس والأراضي العربية المحتلة وإلى تعيين الخبراء الدائمين في القدس في أسرع وقت ممكن .
وعبّر الوزراء في بيانهم عن بالغ قلقهم لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلية من إجراءات مخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية في مدينة القدس المحتلة وإمعانها قيما تمارسية من انتهاكات للتراث الثقافي في القدس الهادف إلى طمس هويتها الثقافية العربية وهي المدينة المسجلة على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر منذ عام 1982 ، وأعربوا عن استيائهم استيائنا لاستمرار وجود اسمها على القائمة التمهيدية الإسرائيلية .
كما صدر عن المؤتمر، بيان الدوحة، أكد فيه وزراء الثقافة العرب التزامهم بتحقيق ما حددته القمة العربية بسرت 2010 من أهداف عقد القمة الثقافية وهي: صياغة رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية، وتوفير الدعم للمؤسسات الثقافية والمبدعين والكتّاب العرب، والارتقاء بالإبداع الثقافي العربي في مختلف المجالات، إقراراً من الجميع بأن العمل الثقافي العربي المشترك هو السبيل إلى تحقيق إسهام عربي فاعل في زمن التكتلات الإقليمية، وفي زمن التحديات الكبرى في عصر العولمة، الذي يدعمه الانتماء الثقافي والحضاري واللغة الواحدة، والمصالح المشتركة والمستقبل الواحد.
وشدّد الوزراء في بيانهم على التمسك بالمبادئ الأساسية التي نصّت عليها الخطة الشاملة المحدّثة للثقافة العربية لتحقيق تلك الأهداف وهي: ارتكاز النهضة الثقافية العربية المنشودة إلى موقف من الحياة ونمط سلوكي وتطلع معرفي، ما تستلزم رؤية علمية ونقدية للواقع بمستوياته المحلية والإقليمية والعالمية، إلى جانب التأكيد على أهمية تفاعل العرب مع العصر والفكر الآخر لا الاستعارة منه وتقليده، وألا يكتفوا من العصر بمنتجاته التي يسّرها لهم الذهن الحديث، بل أن ينخرطوا في الذهن المولّد لتلك المنتجات.
كما نصت الخطة على أهمية التمسك بمبدأ حرية الفكر والتعبير بما هي شرط للإبداع، وأهمية الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، وأن اللغة العربية عنصر أساسي لتطوير الثقافة العربية، الأمر الذي يستدعي النهوض بها وتحديث طرق تدريسها لتكون قادرة على التطوّر والصمود أمام اللغات الأجنبية، فضلاًَ عن العمل على الارتقاء بمستوى الجامعات العربية لتجاوز المعارف القديمة في مناهجها والتخصصات المحدودة، وجعلها تمتلك ما يلزم من مقومات إنتاج المعرفة والعلماء.
ودعت الخطة إلى تأسيس مجتمع المعرفة المنشود في الوطن العربي لإنجاز مشروع علمي معرفي يعيد للمثقف دوره ويشكل منطلقا للنهوض بالعمل الثقافي، مع أهمية وضع السياسات والآليات وتوفير الأجواء للإبداع الثقافي والفني وحماية حقوق المبدعين، ولقيام النخب بالدور الفكري المرجوّ لنهضة ثقافية، وإيلاء عناية خاصة بثقافة الأطفال والشباب، وتأكيد دور المرأة في الحياة الثقافية، وتعزيز مقوّمات المجتمع المدني.
وطالبت بإعادة تعريف الهوّية الثقافية العربية، بحيث تعرّف بأنها متحرّكة لا ساكنة، وتعريف الوحدة الثقافية بأنها تنوّع في إطار الوحدة، والتأسيس لثقافة التسامح واحترام الاختلاف وقبول الآخر، المختلف دينا أو طائفة أو فكرا أو طبقة، إضافة إلى أنه لا سبيل إلى حوار ندّي مع الغرب بدون امتلاك ثقافة حديثة ومعاصرة، التي تتطلب بنية ذهنية حديثة ومعاصرة تمكننا من الانخراط فيه ومعالجة مسائله الكبرى.
وأكدت الخطة الالتزام بتحقيق النهضة المشتركة للثقافة العربية، بوصفها مسؤولية تاريخية وأخلاقية تضمن للأمة العربية حضورها الفاعل بين الأمم في خارطة الغد الإنساني.
واتفق المسؤولين عن الثقافة في الوطن العربي على أن تعقد الدورة القادمة لمؤتمرهم في مملكة البحرين الشقيقة.
وكان وزراء الثقافة والإعلام العرب قد استكملو أمس الأربعاء استعراض تقرير اللجنة الدائمة للثقافة العربية، ومشروع القرارات التي تشمل الموقف التنفيذي لقرارات الدورة السادسة عشرة، والأوضاع الثقافية في الدول العربية والتراث الثقافي والحضاري في الوطن العربي، إلى جانب ما يتعلق بالاتفاقيات الثقافية والموضوع الرئيس للمؤتمر الخاص بـ"الخطة الشاملة للثقافية العربية المحدثة", التي تأتي في ثمانية فصول، وملحقا يضم خطط العمل النوعية التي أقرها المؤتمر في دوراته الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف