صحف لبنان: دعوة نصر الله تدشن مرحلة جديدة من "المواجهة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أدرجت معظم الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة دعوة الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الى مقاطعة محققي المحكمة الدولية التي تنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري في خانة تدشين "صفحة جديدة" من "المواجهة" مع المحكمة.
بيروت: كتبت صحيفة "السفير" ان دعوة نصر الله التي جاءت ضمن كلمة مقتضبة مساء الخميس اعلنت انقضاء "فترة السماح التي كانت ممنوحة من حزب الله (...) الى التحقيق الدولي".
واعتبرت ان نصر الله طوى "صفحة اكثر من خمس سنوات من مراعاة الخواطر العائلية والاعتبارات السياسية"، وفتح "صفحة جديدة" مفادها ان ما بعد خطاب الامس "ليس كما قبله" وعنوانها "بلوغ نقطة اللاعودة مع التحقيق الدولي".
ودعا الامين العام لحزب الله مساء الخميس اللبنانيين الى "مقاطعة" المحققين الدوليين في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري التي قتل في شباط/فبراير 2005 في تفجير شاحنة مفخخة تسببت ايضا بمقتل 22 شخصا آخر.
وقال في كلمته التي وجهها عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه "اطالب كل مسؤول وكل مواطن لبناني بمقاطعة هؤلاء المحققين وعدم التعاون معهم"، معتبرا ان "كل تعاون مع المحققين الدوليين مساعدة لهم في الاعتداء على المقاومة".
وكان نصرالله يتحدث غداة تهجم عدد من النسوة في عيادة نسائية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل الحزب الشيعي، على فريق من التحقيق الدولي التابع للمحكمة، ما حال دون حصوله على ملفات ومعلومات كان قد طلبها من صاحبة العيادة حول عدد من مريضاتها.
ورات صحيفة "الاخبار" ان خطاب نصر الله دشن "اولى خطوات الهجوم العملي على المحكمة الدولية". وتابعت "اعلن نصر الله ان زمن السكوت قد ولى".
وكتبت صحيفة "النهار" من جهتها ان كلمة نصر الله "بدت بمثابة تطور تصعيدي كبير في المعركة التي يشنها حزب الله على المحكمة الخاصة بلبنان". وقالت نقلاً عن أوساط مطلعة وصفت الواقع الناشئ عن موقف نصرالله بأنه يتسم بمقدار كبير من الحرج والحساسية ويستدعي جولة مشاورات سياسية ورسمية وحكومية عاجلة على أعلى المستويات تداركا لصدام سياسي كبير داخل الحكومة.
وأوضحت ان المخاوف لا تقف عند حدود الانقسام الذي يرجح ان يثيره هذا الموقف، بل تتعداه الى ما تردد أخيرا عن امكان تصعيد المعركة ضد المحكمة الخاصة بلبنان بنقل الصراع الى مجلس النواب وطرح موضوع مذكرة التفاهم المعقودة بين لبنان والمحكمة سعيا الى تجميدها او الغائها بحجة "لادستوريتها".
ولفتت أوساط مطلعة الى ان الحكومة ستجد نفسها في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في مواجهة تراكم استثنائي وخطير للاستحقاقات المتصلة بملفات المحكمة. ذلك أنما يعرف بملف "شهود الزور" لا يزال عالقا من دون بتّ".
فيما اعتبرت "اللواء" ان الامين العام لحزب الله "اطلق هجوما هو بمثابة البلاغ رقم واحد ضد المحكمة".
اما صحيفة "الديار"، فرأت ان الامين العام لحزب الله "نعى التحقيق الدولي"، وانه بات "على الجميع توقع مختلف النتائج". وذكرت ان "الكلام التحذيري الذي اطلقه الامين العام سيؤجج لمرحلة جديدة عنوانها استحالة التعايش بين الاستقرار والعدالة".
ويخشى حزب الله توجيه الاتهام اليه في القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان، على خلفية تقارير صدرت في صحيفتي "در شبيغل" الالمانية و"لو فيغارو" الفرنسية في 2009 تتحدث عن توجه مماثل لدى المدعي العام الدولي دانيال بلمار. ويحذر سياسيون لبنانيون من وقوع "فتنة"، في حال توجيه الاتهام في اغتيال الحريري الى حزب الله".