أخبار

أوباما قد يواجه أول نكسة إنتخابيّة له على خلفية الأزمة الإقتصاديّة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

شارك عشرات الآلاف من الاشخاص في واشنطن في تجمع ضخم من أجل إضفاء "تعقل" على الجدل السياسي قبل ثلاثة ايام من إنتخابات منتصف الولاية حيث من المتوقع أن يتلقى أوباما أول نكسة سياسية كبيرة بعد سنتين من دخوله البيت الأبيض.

واشنطن: بعد سنتين على فوزه التاريخي ودخوله البيت الابيض يتوقع أن يتلقى الرئيس باراك أوباما أول نكسة سياسية كبيرة في الانتخابات التشريعية المرتقبة الثلاثاء، لكن ليس من دون أن يضع كل ثقله في حملة تميزت بانتعاش اقتصادي ما زال خجولا للغاية.

فأمام جمهوريين يحشدون قواهم بشكل كبير وجناحهم المحافظ المتشدد المستنفر المتمثل ب"تي بارتي" او حزب الشاي، يتوقع ان يفقد حزب الرئيس الغالبية أقله في مجلس النواب. وبعد الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر سيتعين على أوباما إما ان يضع طموحاته الإصلاحية جانبا او ان يسعى إلى ايجاد تسويات مع الجمهوريين بشأن مواضيع مثل التغير المناخي والهجرة او التعليم.

ويتوقع ايضا ان يخسر الديمقراطيون بعض مراكز حكام الولايات وبعض مقاعد مجلس الشيوخ لكن من دون فقدان السيطرة على هذا المجلس. والجمعة اضطر أوباما فيما كان يستعد للقيام بآخر مسعى لإقناع الناخبين المترددين، للاضطلاع بدوره كقائد أعلى للقوات بعد العثور على طردين مفخخين مرسلين من اليمن، في طائرتين كانتا متوجهتين الى الولايات المتحدة.

وفي رد فعل حازم وصف أوباما هذا الانذار بانه "تهديد إرهابي حقيقي" وأكد أن الولايات المتحدة مصممة على "تدمير القاعدة في اليمن". لكن خلافا للعام 2008 حيث اثار أوباما الحماسة خصوصا لدى الناخبين الشبان، فان اسم الرئيس لا يرد على بطاقات التصويت هذه السنة.

وتقليديا تتمخض الانتخابات الاولى لمنتصف ولاية رئيس منتخب حديثا عن هزيمة حزبه. وصباح السبت بدأ أوباما -الذي يجوب ارجاء البلاد منذ اسابيع عدة- جولة ماراتونية تشمل اربع ولايات في خلال يومين (بنسلفانيا، كونيكتيكت، اوهايو وايلينوي). كما يقوم نائب الرئيس جو بايدن والسيدة الاميركية الاولى ميشال أوباما والرئيس الاسبق بيل كلينتون بجولات اخرى منذ اسبوعين.

وكرر الرئيس اثناء زيارته الى فيلادلفيا السبت "انه امر اساسي حتما ان تظهروا وتعبروا عن آمالكم من أجل المستقبل، وخصوصا الشبان هنا"، مضيفا ان الانتخابات ستحدد الاتجاه للسنوات العشرين المقبلة. وفي واشنطن تجمع حشد هائل في أجواء فرحة وحماسية في حديقة مول الفسيحة القريبة من البيت الابيض في يوم مشمس. ورفع بعضهم لافتات كتب عليها "كونوا لطيفين" بينما تنكر اخرون بزي مهرج.

وقال رجل تنكر بإحدى شخصيات فيلم افاتار للمخرج جيمس كاميرون "اننا هنا لإسماع صوت 90% من الشعب، وليس فقط متطرفي اليمين واليسار". وقال جيمس كويزون الذي جاء من هاواي للمشاركة في الحدث "انها فوضى لكنها سليمة. الناس جاؤوا من كل مكان والاجواء فرحة".

وقد اغتنم المشاركون مناسبة الهالوين او عيد الاموات (عيد جميع القديسين) الذي يحتفل به الاميركيون في عطلة هذا الاسبوع للتنكر بازياء غريبة حتى ان احدهم تنكر بشكل مغلف شاي عملاق اشارة الى حركة الشاي المحافظة المتشددة.

والتظاهرة التي سميت ب"التجمع من اجل العودة الى العقل" ولكن ايضا للسخرية "المسيرة لابقاء الخوف" شاء منظموها ان تكون بعيدة عن السياسة. الا انها ضمت مناصرين لليسار الاميركي وللديمقراطيين الذين يبذلون مساعي اخيرة قبل الانتخابات.

كما ان بعض الرسائل التي كتبت على اللافتات تذكر بالرهان السياسي الذي تنطوي عليه التظاهرة. وكتب على احداها "هل بامكاننا ان نفكر عندما نكون خائفين؟" في توجه الى المحافظين الذين يتهمون بالاساءة الى الجدل السياسي.

والتجمع الذي هو مزيج من الحفلات الموسيقية وإلقاء الكلمات، جاء بمبادرة الهزليين السياسيين الاميركيين ستيف كولبرت وجون ستيوارت ويشكل ردا على ذلك الذي نظمته شخصية اعلامية اخرى، غلين بيك، وهو مقدم برنامج محافظ متشدد في محطة التلفزة فوكس.

وقال جون ستيوارت الذي ارتدى سترة بألوان علم الولايات المتحدة امام الحشد "نعمل معا كل يوم لنحقق انجازات بعون الله" من اجل اعلاء السياسة عن الانقسامات. وأضاف "نعيش أوقاتا صعبة، لكنها ليست نهاية العالم".

وأكد مشارك اخر "بدلا من مهاجمة بعضنا البعض الاولى بنا ان نقبل بواقع ان لدى كل فرد رأيا مختلفا". ووصف المنظمون التجمع بانه "وودستوك (مهرجان موسيقي) القرن الحادي والعشرين" لكنه يستبدل "التعري والمخدرات بخلاف ضمن حدود الاحترام".

وجاء هذا التجمع بمبادرة من السياسيين الاميركيين الهزليين ستيف كولبرت وجون ستيوارت ويعتبر بمثابة رد على ذلك الذي نظمته شخصية اعلامية اخرى، غلين بيك، وهو مقدم برنامج محافظ متشدد في محطة التلفزة فوكس، في اب/اغسطس الماضي.

ويستفيد الجمهوريون من استمرار ارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة حيث سجل انتعاش حقيقي للنمو لكن بوتيرة بطيئة. وتنامى حضور حزب الشاي الذي انشأه قسم من الناخبين الجمهوريين، منذ بداياته في 2009 من خلال مطالبته بحكومة اقل حضورا في الحياة العامة وبتخفيض الضرائب.

وإدراكا منه لأهمية التيار الجديد فإن زعيم الاقلية الجمهورية جون بونر الذي قد يصبح رئيسا لمجلس النواب في حال فوز حزبه، توعد بأن الديمقراطيين لن يحصلوا على "اي سنت" لتمويل برنامجهم السياسي. وفي حال فاز الجمهوريون بالاغلبية في مجلس النواب فانهم سيحصلون على صلاحيات للتحقيق يمكن ان يستخدموها ضد إدارة أوباما. كما وعدوا بأنهم سيتصدون لاصلاح نظام التأمين الصحي والنظام المالي.

ويبدو ان أوباما بدأ يستعد لمرحلة ما بعد الانتخابات بدعوته الجمعة الجمهوريين الى الاتحاد. وقال اثناء زيارة الى ميريلاند (شرق) "ان الموسم السياسي سينتهي قريبا وعندما يحصل ذلك ستقع على كل منا مسؤولية العمل معا من اجل الدفع قدما بالعمل والنمو".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف