فتح مكاتب الاقتراع في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: فتحت مكاتب الاقتراع في ولايات عدة الثلاثاء أبوابها لانتخابات منتصف الولاية التشريعية في الولايات المتحدة والتي تتوقع استطلاعات الرأي ان يمنى فيها الرئيس باراك اوباما وحزبه الديمقراطي بانتكاسة كبرى.
وبدأ النهار الانتخابي الطويل عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي (10,00 تغ) مع فتح مكاتب الاقتراع في ثماني ولايات تقع في شرق البلاد.
نكسة متوقعة للديموقراطيين بقيادة باراك أوباما
"ساحرة" قد تكلف الجمهوريين مجلس الشيوخ
التصويت الالكتروني في الولايات المتحدة ينتشر ولكنه غير آمن كفاية
ومن المقرر أن تغلق مكاتب الاقتراع في المناطق الواقعة على الساحل الغربي عند الساعة 22,00 تغ، اما المكاتب التي ستكون آخر من يغلق أبوابه فتقع في هاواي والاسكا وذلك عند منتصف الليل بالتوقيت المحلي (الاربعاء 04,00 تغ).
وبحسب استطلاعات الرأي الاخيرة فان الجمهوريين سيفوزون بغالبية مقاعد مجلس النواب وسيعززون بنسبة كبيرة اقليتهم في مجلس الشيوخ، ما سيحد من قدرة الرئيس على العمل قبل سنتين من انتهاء ولايته.
وقدأقر الرئيس الأميركي باراك أوباما في مداخلة أخيرة قبل فتح صناديق الاقتراع في تصريح لإذاعة "دبليو دي ايه اس-اف ام" في فيلادلفيا (بنسيلفانيا، شرق) بانها "انتخابات صعبة لاننا عبرنا للتو فترة صعبة للغاية في السنتين الاخيرتين".
ولاحظ اوباما "ان البطالة لا تزال مرتفعة، والناس مستاؤون من وتيرة التحسن بالتأكيد، حتى ولو أنقذنا الاقتصاد من تدهور ثان". ويبلغ معدل البطالة الرسمي حاليا في الولايات المتحدة 9,6%، اعلى مستوى له تقريبا منذ 30 عاما.
واكد الرئيس "لكن الحقيقة هي اننا في صدد احراز تقدم (...) كل الاحصاءات تدل على اننا في الاتجاه الصحيح". وبعدما اجتاز الولايات المتحدة في الطول والعرض حتى الاحد، بقي اوباما الاثنين في البيت الابيض لإجراء مقابلات مع اذاعات محلية ومحاولة تحريك الناشطين الديمقراطيين.
واعتبر ان الاميركيين سيردون الثلاثاء على السؤال التالي: "هل سنواصل السير على هذه الطريق او اننا سنغير وسنعود الى الوضع الذي أسقطنا في هذا الارتباك؟"، في اشارة الى ثماني سنوات من الرئاسة الجمهورية مع جورج بوش.
وقال اوباما "مهما كان الوضع صعبا في هذه اللحظة، فاننا سنسير في الاتجاه الصحيح على الاقل. اذا غيرنا، سيلزمنا وقت قبل الوصول الى وضع يمكن للناس فيه ان يطوروا مواهبهم والشركات الصغيرة ان تنمو".
واضاف "قد نعود الى وضع صعب جدا جدا"، محذرا من ان التصويت الثلاثاء سيكون له "عواقب بالنسبة إلى العقود المقبلة". وقال "ينبغي ان تحصل مشاركة كبيرة" لمصلحة المرشحين الديمقراطيين. واذا كان الاخرون (الجمهوريون) اكثر حماسة، فقد نواجه مشاكل لدفع البلاد الى الامام".
وقال أوباما انه ما كان ينبغي له أن يستخدم كلمة "أعداء" لوصف خصومه السياسيين في الوقت الذي يسعى فيه الجمهوريون لاثارة قضية هذا التعليق. وفي مقابلة مع الاذاعي مايكل بايسدن قال أوباما "كان ينبغي على الارجح أن استخدم كلمة (خصوم) بدلا من أعداء."
وكان أوباما يتراجع عن تعليق أدلى به قبل اسبوع في مقابلة مع اذاعة نيفيسيون كان يسعى من خلاله الى اقناع المنحدرين من أصل لاتيني بالتصويت لصالح المرشحين الديمقراطيين بدلا من الجمهوريين. واستخدم أوباما "اعداء" في وصفه للجمهوريين.
واعلن البيت الابيض الثلاثاء ان الرئيس باراك اوباما سيعقد الاربعاء مؤتمرا صحافيا عند الساعة 17,00 ت غ، وذلك غداة الانتخابات التشريعية التي يتوقع ان يمنى فيها الديمقراطيون بهزيمة كبرى.
وأوضحت الرئاسة في بيان "ان الرئيس باراك اوباما سيشارك الاربعاء في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر في مؤتمر صحافي عند الساعة 13,00 (بالتوقيت المحلي) في ال+ايست روم+ (القاعة الشرقية) في البيت الابيض" المخصصة للمناسبات المهمة.
ويصوت الاميركيون اليومالثلاثاء في انتخابات التجديد النصفي لاختيار كل أعضاء مجلس النواب وعددهم 435 نائبا الى جانب 37 عضوا في مجلس الشيوخ الذي يتكون من 100 عضو. ورغم الارقام التي تقدمها استطلاعات الرأي والتي تشير الى عودة الجمهوريين يحشد الديمقراطيون جهدهم لتقليص نسبة الخسارة.
في وقت يظل الهم الاقتصادي الملف الابرز لدى الناخب الاميركي، وكانت قد ركزت المعارك السياسية قبل الانتخابات على الضرائب والانفاق والعجز في الميزانية قبل أن يتسلم الكونغرس الجديد عمله في كانون الثاني- يناير المقبل.
وعشية موعد الانتخابات التشريعية الاميركية التي يبدو ان نتائجها لن تصب في مصلحة حزب باراك اوباما، ضاعف الديمقراطيون والنقابيون والمتطوعون جهودهم لإقناع الاميركيين بالتصويت لصالح الحزب الديمقراطي. وقال المسؤول السياسي في نقابة عمال صناعة المعادن النافذة تيم ووترز "لدينا المئات من الاشخاص قاموا بذلك في كافة انحاء البلاد طوال عطلة نهاية الاسبوع". واضاف "هذا الصباح خرجوا مجددا عند مداخل المصانع".
ورغم استطلاعات الرأي التي توقعت هزيمة نكراء للمعسكر الديمقراطي، كان انصار الحزب الديمقراطي يحتفظون ببصيص امل. ففي فرجينيا (شرق) حيث تتنافس قبضة من المرشحين الديمقراطيين في مجلس النواب مع خصومهم، كانت الجهود لتعبئة الناخبين حثيثة. وقال المحلل تشارلي كوك ان توم بيرييلو وجيري كونولي وريك باوتشر وغلين ني مهددون من خصوم جمهوريين ناشطين جدا.
وقال براين كوي المدير السياسي للديمقراطيين في فرجينيا "يمكن لهذه الجهود ان تحدث فرقا" قبل ان يذكر بان بيرييلو فاز بالانتخابات في 2008 بـ"عدد محدود من الاصوات". واضاف كوي انه اعتبارا من الثلاثاء بعد فتح مكاتب الاقتراع، سيواصل المتطوعون جهودهم من خلال مرافقة ناخبين الى صناديق الاقتراع وتذكير الاشخاص الذين يعملون بألا ينسوا بأن عليهم التصويت قبل إقفال مراكز الاقتراع في الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي.
وفي بنسلفانيا (شرق) حيث يواجه الديمقراطيون حملات صعبة، أطلقت نقابة "اس اي آي يو" ألفا من اعضائها في الايام الماضية في كافة انحاء الولاية لاستمالة الناخبين للتصويت لصالح الديمقراطيين. وهم يواجهون هذه السنة قلة حماسة من قبل ناخبيهم. وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب فإن 55% من الناخبين الجمهوريين سيشاركون في الاقتراع مقابل 40% للديمقراطيين.
الا ان الحماسة موجودة لدى الناطقين بالاسبانية الذين غالبا ما يصوتون لصالح الديمقراطيين. والاثنين اعلن ديفيد اكسلرود المستشار الرئيس لباراك اوباما ان التصويت لدى الناطقين بالاسبانية زاد ب13% مقارنة مع انتخابات 2006.
وفي ولاية نيويورك (شمال شرق) شارك هيوغو روسل (18 عاما) في تنظيم الجهود. وقال "وصل عدد محاولاتنا واتصالاتنا المباشرة لاقناع ناخبين، الى 100 الف يوميا". واضاف "نركز جهودنا على الدوائر الاكثر صعوبة، كل ما يقع شمال ولاية نيويورك.فهنا يكمن التحدي الكبير" موضحا انه تم اعادة توزيع نحو خمسين متطوعا من مدينة نيويورك الى شمال ويستشستر. وبالنسبة إليه هذه الجهود "اكثر فعالية من رسالة ينقلها بيل كلينتون عبر فيديو".
من جهتهم يقوم الجمهوريون ايضا بعمليات وحملات لاستمالة الناخبين. وقال اليكس بورغوس المسؤول الاعلامي للمرشح الجمهوري في مجلس الشيوخ في فلوريدا (جنوب شرق) ماركو روبيو ان "استطلاعات الرأي تشير الى تفوقنا لكننا لن نشعر بارتياح طالما لم تنته الانتخابات ولن نحقق فوزا. اليوم طوال النهار سنذكر الناخبين بان عليهم التصويت".
كلينتون: اوباما يحسدني لبعدي عن واشنطن يوم الانتخابات
وفي سياق قريب، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مازحة الثلاثاء في ماليزيا ان الرئيس باراك اوباما يحسدها لوجودها بعيدة عن الولايات المتحدة يوم الانتخابات التشريعية التي قد تؤدي الى هزيمة الديمقراطيين.
وقالت كلينتون في حديث تلفزيوني في كوالالمبور "تحدثت مع الرئيس اوباما ... اعتقد انه يشعر قليلا بالحسد لكوني هنا".
واكدت انها تشعر ب"فخر كبير" للعمل مع اوباما الذي هزمها في الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية عام 2008.
واضافت وزيرة الخارجية الاميركية "انا وهو نعمل معا بشكل وثيق بشأن السياسة الخارجية وانا ادعم بشدة الاهداف التي حددتها للبلاد".
وقالت "اعتقد ان الرئيس ورث مشاكل بالغة الصعوبة وهو يعمل بتصميم وحكمة على حلها. انه امتياز لي ان اكون شريكة ومستشارة قريبة له".
ويتوقع ان يتلقى الديمقراطيون هزيمة سياسية ثقيلة في انتخابات التجديد النصفي التشريعية مع تزايد الاستياء من الوضع الاقتصادي بعد عامين على انتخاب اوباما.
وتقوم كلينتون حاليا بجولة طويلة في اسيا-المحيط الهادئ ستقودها بعد فيتنام والصين الى استراليا.