تشديد الأمن عالمياً واليمن يبحث عن مرسلي الطرود
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
شددت معظم دول العالم الإجراءات الأمنية في مطاراتها في وقت يواصل اليمن البحث عن مرسلي الطرود المفخخة.
عواصم: شددت الولايات المتحدة وحلفاؤها إجراءات السلامة والأمن على طائرات الشحن والركاب وشركات إرسال الطرود، وطلب مسؤولو مكافحة الإرهاب الأميركيين من مختلف وحدات الشرطة المحلية التحلي بمزيد من اليقظة والحذر والانتباه إزاء مختلف الطرود المشبوهة.
وبدأت السلطات الأميركية الاثنين تطبيق إجراءات أمن جديدة بهدف منع صعود إرهابيين محتملين على متن الطائرات المدنية. وسيكون على الركاب تدوين أسمائهم بالكامل وتواريخ ميلادهم عند شراء تذكرة طيران كي تتمكن السلطات من التأكد مما إذا كان الراكب مدرجا على لائحة الممنوعين من السفر أم لا.
وقالت جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الوطني: "لقد عززنا إجراءات فحصِ الركاب في المطارات، لا المسافرين القادمين من اليمن فقط بل ستُطبق الإجراءات على جميعِ المسافرين وكل من تكون نقطة وصولهم الأخيرة هي الولايات المتحدة".
وتضيف نابوليتانو: "هذا فضلا عن وقف استقبال أية شحنات قادمة من اليمن من الآن فصاعدا". وقالت إنه يجري التنسيق مع الفريق الذي توجه إلى اليمن للمساعدة في عمليات التفتيش، وأضافت تقول: "يوجد في اليمن حاليا فريق من المختصين الأميركيين يفحصون عن قرب ما يجري وخاصة فيما يتعلق بعمليات شحن البضائع التي تخرج من هناك".
وكان مكتب التحقيقات الفديرالي وإدارة الأمن الداخلي قد أرسلت بيانات لمختلف مراكز الشرطة المحلية في المدن والولايات الأميركية لتعقب وفحص الطرود الأجنبية المصدر والتي لا تحتوي على عنوان المرسل والانتباه إلى تعدد الطرود المرسلة إلى عنوان واحد.
ألمانيا تفرض حظرا على جميع طائرات الركاب القادمة من اليمن
وقد فرضت ألمانيا حظرا على هبوط جميع الطائرات القادمة من اليمن في مطاراتها بسبب التهديدات التي أثارتها قضية الطرود الملغومة. وأوضحت السلطات أنها لن تستقبل أي طائرات ركاب قادمة من اليمن حتى إشعار آخر. وكانت ألمانيا قد أعلنت قبل أيام توقفها عن استقبال طائرات الشحن القادمة من اليمن.
هولندا تمنع دخول طائرات الشحن القادمة من اليمن
بدورها منعت هولندا طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في اراضيها حسب ما اعلن جهاز التنسيق الوطني ضد الارهاب. وقال متحدث باسم الجهاز هو ادموند ميشايرت "توصلنا الى اتفاق مع شركات الطيران والمشرفين على الشحن لتعليق كل عمليات الشحن والرسائل البريدية المشحونة جوا من اليمن الى هولندا او عبر هولندا الى دول اخرى". واتخذت تدابير مشابهة في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا.
اليمن يواصل تمشيط أراضيه بحثا عن أفراد القاعدة
على صعيد آخر، أعلن اليمن أن 14 من أفراد تنظيم القاعدة سلموا أنفسهم في جنوب البلاد، هذا في الوقت الذي تواصل قوات الأمن حملة تمشيط واسعة بحثا عن المسؤولين عن عملية الطرود الفاشلة.
ورجح البعض صعوبة التحدي الذي يواجه سلطات الأمنية في ظل المشكلات الداخلية والحالة الاقتصادية ومنهم محمد القاضي الكاتب والمحلل السياسي اليمني. وأشار القاضي إلى أن الشعور السائد في البلاد هو أن اليمن وقع ضحية لمخطط إقليمي.
لكن نبيل عبد الفتاح خبير الأمن والإرهاب في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية قال إن سبب الاختراقات الأمنية التي وقعت في اليمن هو الطبيعة القبلية للبلاد، وشدد عبد الفتاح على ضرورة تبني سياسات جديدة تتسم بالعدالة بين قطاعات المجتمع المختلفة للقضاء على الإرهاب. وأشار إلى أن الوضع الراهن قد يدفع القوى الدولية لمزيد من التدخل في اليمن لملاحقة عناصر القاعدة.
الحراك الجنوبي يندد بعمليات الطرود الفاشلة
وعلى صعيد آخر، شهد جنوب البلاد إضرابا شاملا دعا إليه الحراك الجنوبي السلمي الذي يطالب بانفصال الجنوب عن شماله، احتجاجا على سياسات حكومة صنعاء في الجنوب. واستغل الحراك ذلك الإضراب لتنظيم مسيرات للتنديد بعملية الطرود الفاشلة كما أفاد عبده المعطري المتحدث باسم الحراك.
وكانت حكومة صنعاء قد اتهمت من قَبل بعض أفراد الحراك بالتعاون مع عناصر القاعدة. كما شهد جنوب البلاد وجودا أمنيا كثيفا في الأيام الماضية لملاحقة أفراد القاعدة. لكن المعطري أكد عدم تعرض أي من أعضاء الحراك لأي ملاحقات في الفترة الماضية. وأوضح محمد القاضي أن هناك شعورا بأن الحكومة تستغل مكافحة الإرهاب والحرب على القاعدة ربما يكون الهدف من تكثيف الوجود الأمني في الجنوب تطويق الحراك.
محللون يؤكدون ان التنظيم يواصل مساعيه لضرب الولايات المتحدة
وأكد الجنرال المتقاعد مارك كيميت أن تلك المحاولة الفاشلة تؤكد التهديد الذي يمثله "التنظيم الإرهابي"، كما أعرب عن اعتقاده أن تكون جميع فروع القاعدة على اتصال مع بعضها بعضا، وقال: "من المؤكد أن للفروع اتصالات غير رسمية إذا لم تكن تلك الاتصالات مباشرة بينها بنفس المفهوم الخاص بتشاطر التقنيات والتكتيكات عبر الإنترنت، وأتوقع أن تكون لهم طريقة اتصال مع أسامة بن لادن سواء كانت مباشرة أم لا".
وشدد الجنرال كيميت على أهمية تعزيز قدرات اليمن الاستخباراتية والعسكرية لمواصلة الحرب على الإرهاب، وأضاف: "نعتقد أنه يجب تزويد اليمن بمزيد من القدرات ليتمكن من مواجهة المشكلة بنفسه، هذا إلى جانب البرنامج العسكري الذي بدأ منذ سنوات، علاوة على مساعدات التنمية الأخرى الرامية للحد من الفقر في البلاد، وهو السبب الرئيسي الذي يساعد تنظيم القاعدة في تحويل اليمن ملاذا آمنا ومركزا لإنطلاق عملياته".
واشنطن تشيد بأداء اليمن
من جانبها، أشادت الولايات المتحدة بتعاون السلطات اليمنية ومساعدتها في الجهود التى تبذل للقضاء على الإرهاب. وقال فيليب كراولي المتحدث بإسم وزارة الخارجية: "لقد عملنا مع اليمن، وأعربنا عن ارتياحنا إزاء ما تبديه من اهتمام بالتهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة على اليمن والجزيرة العربية، وعلى الولايات المتحدة، ودول أخرى".