مرصد: اغلاق "البغدادية" انتكاسة لحرية الصحافة

اعتبر مرصد الحريات الصحافية العراقي اليوم اغلاق السلطات لمكاتب قناة البغدادية في جميع مدن العراق وايقاف مراسليها عن ممارسة مهامهم وتوقيعهم على تعهدادت خطية بأنه انتكاس لحرية الصحافة ودعا هيئة الاتصالات والاعلام الى العدول عن قرارها.

واغلقت قوات الامن العراقية مكتب قناة البغدادية الفضائية في بغداد واستولت على اجهزة البث و المعدات واخلت المبنى من العاملين فيه وطوقت قوات عسكرية مقرها بالكامل بعد ان قررت هيئة الاعلام والاتصالات اغلاق مكاتب القناة في انحاء العراق . وقالت الهيئة ان "قناة البغداداية بثت مساء الاحد 31/10/2010 اخباراً حول ما أسمتهُ بـ (مطاليب الخاطفين) الارهابيين الذين احتجزوا المواطنين في كنيسة النجاة ببغداد وذلك عبر اتصال بين القناة والارهابيين متحولة الى منبر للارهابيين العابثين بارواح الابرياء".

واضافت ان "اخلال القناة بقواعد ونظم البث الاعلامي وخرق النظام العام وتهديده" من دون ان توضح الهيئة الاخفاق المهني أو تفاصيل الخطأ الذي ارتكبته القناة وفقاً لتحليل المضمون و المعايير المهنية. وقد رافق القوات الامنية و العسكرية عند تطويقها مقر القناة ممثل عن هيئة الاتصالات و الاعلام الذي قام بدوره بأيقاف البث الفضائي عندما كانت القناة تبث برنامجاً عن حرية الاعلام و تستضيف به عددا من الاعلاميين.

ومنعت هيئة الاتصالات والاعلام في قرارها ايضا عمل القناة على جميع الاراضي العراقية و شمل المنع كذلك سيارات البث المباشر (SNG)، مما ادى الى احتجاز مهندس البث في القناة حسن كاظم وسيارة بث فضائي كانت ترافقه في مركز شرطة المأمون ببغداد حيث طالب مرصد الحريات الصحفية باطلاق سراحه فوراً ووصف اعتقاله بالامر التعسفي.

كما ابلغت قوات الامن في مدينة البصرة مكتب القناة هناك بأن على مراسلها ميناس السهيل الموفد الى المدينة تسليم سيارة البث الفضائي التي ترافقه وأبلغت السلطات المحلية في مدينة الديوانية مراسل القناة عماد الخزاعي بأن هناك توجيهات مركزية مشددة من بغداد تمنعه من مزاولة عمله للقناة ووقعته على تعهد خطي يقر ذلك بعد ان طلبت منه القوات الامنية الحضور الى مركز العمليات المشترك. و قال حسن هادي مراسل قناة البغدادية في بابل إن "البغدادية ليس لديها مكتب في المحافظة وسنتوقف عن العمل لحين معرفة النتائج حفاظا على حياتنا من التعرض للخطر".
المحامي حسن شعبان وجد ان قرار وقف البث يتعارض مع حرية الاعلام لانه لايتوافق مع الدستور العراقي و مبادئ حرية الصحافة . واضاف شعبان "كان بأمكان القوات الامنية نشر وجهة نظرها بشأن احداث كنيسة النجاة ". وأشار الى أن القائد العام للقوات المسلحة مخول وفق قانون مكافحة الارهاب إتخاذ إجراءات بحق مؤسسات وأشخاص ولكن القانون الزمه في ذات الوقت بعرض الموضوع على القضاء للبت فيه وفي خلال 24 ساعة.

وكانت قناة البغدادية نشرت في خبر عاجل على شاشتها بأن مكتبها في مدينة البصرة تعرض للاقتحام من قوات امنية و عبث بمحتوياته و حطم بعض الاثاث فيه وقال عماد العبادي مقدم البرامج في القناة بأن شخص يدعي انه ممثل هيئة الاعلام و الاتصالات حاول دخول مبنى القناة ورفض اعطاء مايثبت انه يمثل الهيئة وقال " انا فوق القانون" .
كما اعتقلت الشرطة في وقت سابق اثنين من العاملين في القناة بعد تغطيتهما عملية كنيسة سيدة النجاة في الكرادة وسط بغداد الأحد، بسبب تلقيهما اتصالا من مسلحين اقتحموا الكنيسة واحتجزوا عشرات من المدنيين رهائن بداخلها ثم أطلقت سراح احدهما فيما بقي الاخر محتجزاً لديها.
وعبر مرصد الحريات الصحافية عن بالغ الاسف لتطورالاحداث المتسارع ووصول الامور الى حد إغلاق مكاتب قناة البغدادية في البلاد .. ودان "التوجهات التي قد تلحق الاذي بحرية الصحافة والتعبير في العراق" مطالبا هيئة الاتصالات والاعلام وقيادة عمليات بغداد بالعودة عن قرار اغلاق مكاتب القناة وايقاف الاجراءات التي تتخذ حاليا في هذا الاطار، ويشدد على حساسية الامور في هذه المرحلة التي تشهد انتقالا نحو الديمقراطية لايتوجب معه كبح وسائل الاعلام واعاقتها عن التواصل مع الجمهور العام لما لذلك من مخاطر قد تؤدي الى انتكاسة حقيقية لحرية التعبير ونشر مفاهيم الديمقراطية حيث يعد قرار اغلاق مكاتب البغدادية بالا نتكاسة لحرية الصحافة .

وشدد المرصد الى ضرورة العمل على تشريع قوانين تتيح حرية العمل الاعلامي وتضمن حرية الوصول الى المعلومة لامواجهته بطريقة تحدث الانقسام وتؤدي الى التشظي في طرح الرؤى والافكار وإضعاف الدور الحيوي للصحفيين ولمؤسساتهم الاعلامية.