كاليفورنيا تجدف عكس التيار الجمهوري وتثبت نفسها معقلا للديموقراطيين

لوس انجليس: اصبحت كاليفورنيا التي جدفت عكس التيار الجمهوري الذي اكتسح الثلاثاء مجلس النواب الاميركي، معقلا للديمقراطيين مع انتخاب جيري براون في منصب الحاكم واعادة انتخاب السناتورة برباره بوكسر.

وبذلك سيترك الحاكم الجمهوري ارنولد شوارزينيغر وعلى الرغم من مواقفه التقدمية حيال العديد من القضايا، مكانه لرجل يعرف جيدا منصب الحاكم، بعد ان شغله على مدى ثماني سنوات بين عامي 1975 و1983. وكان في حينها اصغر حاكم للولاية. واليوم، وفي سن ال72، سيكون الشخص الاكبر سنا الذي يشغل هذا المنصب.

وتخطى براون منافسته سيدة الاعمال المليارديرة ميغ ويتمان المديرة السابقة لموقع "ايه باي"، بعد حصوله على 51% من الاصوات مقابل 44% لمنافسته بحسب شبكة سي ان ان الاخبارية. ولم تجد المبالغ الهائلة التي انفقتها ويتمان على حملتها من ثروتها الشخصية بحسب وسائل الاعلام المحلية، في احداث فارق لصالحها في المنافسة.

وخلال احتفاله بالفوز في مدينة اوكلاند التي شغل منصب رئيس بلديتها قبل ان يصبح مدعيا عاما لكاليفورنيا، تحدث جيري براون عن "رؤيته" لكاليفورنيا، التي تضربها ازمة اقتصادية حادة. وقال "ارى كاليفورنيا مجددا رائدة في مجال الطاقة المتجددة والتعليم العام، ومفتوحة لاي كان مهما كان لونه".

واضاف "اتفهم الجوانب السياسية، الا انني املك رؤية وامل في ان تكون المرحلة السيئة التي تمر بها كاليفورنيا منذ سنوات مقدمة لولادة جديدة". وبعد 27 عاما على انهائه ولايته الثانية كحاكم، اكد براون انه "مفعم بالحيوية ومليء بالابداع" لخدمة اهالي كاليفورنيا.

وسيحتاج براون الى هذه الطاقة لان كاليفورنيا، الولاية الاغنى والاكبر سكانيا في الولايات المتحدة، تخفق في الخروج من حالة الركود التي تتخبط فيها منذ بداية الازمة المالية والعقارية. ومع مستوى بطالة يعد من بين الاعلى في البلاد، وسوق عقارية تعاني انتكاسة وعجزا مزمنا في الميزانية، فقدت كاليفورنيا اشعاعها على رغم الشخصية الكاريزماتية للحاكم ارنولد شوارزينيغر، الذي حيا فوز جيري براون مؤكدا ان هذا الاخير "اثبت التزامه للكالفورنيين على امتداد مسيرته في القطاع العام".

وترافق انتزاع الديموقراطيين منصب حاكم ولاية كاليفورنيا مع بشرى سارة اخرى لمعسكر الرئيس باراك اوباما: اعادة انتخاب برباره بوكسر لعضوية مجلس الشيوخ لولاية رابعة. ومنافستها كارلي فيورينا، المديرة العامة السابقة لشركة هيولت باكرد ومن اثرياء الجمهوريين ايضا، لم تعترف بهزيمتها ليل الثلاثاء الا ان توقعات سي ان ان رجحت فوز بوكسر ب50% من الاصوات مع تقدم بخمس نقاط.

وسارعت بوكسر الى الاستفادة من منصبها الجديد مشددة على ان كل وسائل الاعلام رجحت فوزها. وقالت امام انصارها "اود ان اشكركم في كل قلبي على هذا النصر بعد الحملة الاكثر ضراوة وصعوبة في حياتي"، لافتة الى ان هذا الفوز الانتخابي هو "الحادي عشر على التوالي" في مسيرتها السياسية.

كما اعيد انتخاب الفائزة الثانية من الديمقراطيين بعضوية مجلس الشيوخ عن كاليفورنيا ديان فينشتاين، هي ايضا لولاية رابعة. وفي تكذيب لسمعتهم كمتحررين تقدميين، رفض ناخبو كاليفورنيا مساء الثلاثاء في استفتاء تقنين استهلاك مادة الماريغوانا وزراعتها والاتجار بها.