مخاوف التصفيات الجسدية تمنع عودة العقول

** تاريخ النشر الجمعة 5-11-2010 الساعة 7:00 غ ت

اعتبر ممثل الحركة الوطنيّة العراقيّة في أوروبا والمملكة المتحدة المخاوف من التصفيات الجسدية وغياب الضمانات المادية في مقدمة الأسباب التي تعيق عودة العقول العراقيّة المهاجرة إلى بلدها. ووصف في حديث مع "إيلاف" تعامل السفارات العراقيّة مع مواطنيها بأنه يصل إلى حد الاذلال أحياناً. ودعا الى آليات تقودها أطراف سياسية وطنية لرفع مستوى وعي المواطن ليمتنع عن منح صوته خلال الانتخابات لطائفته او قوميته وانما لوطنه العراق.

قال مثل الحركة الوطنية العراقية في أوروبا والمملكة المتحدة مروان العقيدي في حديث مع "إيلاف" عن هموم العراقيين في الخارج والذين يزيد عددهم عن الثلاثة ملايين نسمة وعن الاوضاع في بلدهم العراق وتفاعلهم مع احداثه ان هناك تحضيرات تجري لجمع الاموال من خلال قدرات ذاتية لعقد مؤتمر عام لعراقيي الخارج من اجل وضع اسس لادائهم لدورهم الوطني في بناء وإعمار العراق وتقدمه.

وأشار إلى أن عدم عودة الأمين العام للجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك الى العراق حاليا مسألة تتعلق بمخططات تهدف الى تصفيته جسدياً بعد اغتيال حقه في الإنتخابات البرلمانية من قبل الأطراف المهيمنة على السلطة في بغداد.

نص الحوار:

** ما هو الدور السياسي الحالي "للحركة الوطنية العراقية" التي تضم "حركة الوفاق العراقي" برئاسة أياد علاوي و"الجبهة العراقية للحوار الوطني" بقيادة صالح المطلك خاصة بعد انبثاق "القائمة العراقية" وخوضها الانتخابات الاخيرة.. وهل ان الاهداف التي تسعى لها الحركة تندرج ضمن أهداف العراقية.. وكيف؟

- هناك قواسم وطنية مشتركة بين أهداف "الحركة العراقية الوطنية" مع أهداف كافة مكونات "القائمة العراقية" ودورها السياسي ينصب في هذه المرحلة على لَم شمل كافة القوى الوطنية لتشكيل حكومة شراكة وطنية في سبيل بناء مؤسسات ديمقراطية حديثة للدولة العراقية، مؤسسات قادرة على تأمين الأمن والأمان وتغطية إحتياجات المواطنين من خدمات وبناء علاقات عربية قوية وإقليمية سليمة ودولية متوازنة والعمل لتحقيق السلام لشعوب جميع دول المنطقة. لأن جميع قادة مكونات القائمة لا ينظرون بمصالح مكوناتهم السياسية كما يصب جل إهتمامهم لصالح العراق وشعب العراق ولصالح الأمة العربية والإسلامية وسلامة شعوب العالم.

** يشير البيان التأسيسي لـ "الحركة العراقية الوطنية" إلى أن من أهدافها خلق توازن على الساحة العراقية في مواجهة التحزب الطائفي والقومي.. فإلى أي مدى نجحتم في ذلك؟

- من أحد أهم أسباب نجاح أي حركة سياسية هي قدرتها على خلق التوازن المطلوب على الساحة العراقية حتى لو شكلت الأغلبية المطلقة في البرلمان. و"الحركة العراقية الوطنية" متمسكة بهذا المبدأ لأنها خرجت للوجود للصالح العام وليس لمصالح مكوناتها على حساب مصالح الشعب فلذلك ننتظر من الشعب أن يقول كلمته في مدى نجاحنا متى رأى ذلك حقاً نستحقه.

**كيف تنظرون الى الازمة السياسية الحالية في العراق.. والطريق الى الخروج منها؟

- الشعوب كافة مرت وستمر في المستقبل بأكثر ممّا مرّ به العراق وربما بما هو أقسى ولكن هذا لا يعني ان يبقى العراق الغني بموارده البشرية والمالية تحت سقف الفقر والحرمان وفاقد لأبسط حقوق المواطنة في أمنه وأمانه. وتبقى الأزمات تتجدد باستمرار ولا طريق للخروج منها ما لم يتحقق النظام الديمقراطي في العراق بثياب عراقية وبمعناه الصحيح.

**الى اي مدى يؤثر وجود صالح المطلك خارج العراق وحرمانه من اي نشاط سياسي في الداخل على قوة وحركة ودور جبهة الحوار؟ وهل من عودة قريبة له الى البلاد؟ وما الذي يمنع هذه العودة حاليا؟

- صالح المطلك هو الأمين العام لـ "الجبهة العراقية للحوار الوطني" التي تشكل مع "حركة الوفاق الوطني" بقيادة أياد علاوي "الحركة العراقية الوطنية" ويمثل المطلك ركناً أساسياً مع قادة مكونات "القائمة العراقية" يمارس عمله كقائد أينما كان موقعه ومكانه ومتى كان الزمان ويضيء وطنية وإخلاصا لعراقه وشعبه وعروبته وإسلامه الحنيف وللإنسانية. وعودته إلى البلاد مسألة تتعلق بمخططات تهدف إلى تصفيته جسدياً بعد اغتيال حقه في الإنتخابات البرلمانية من قبل الأطراف المهيمنة على السلطة في بغداد والمتهمة بارتكاب جرائمها البشعة بحق الشعب كما بينتها وثائق ويكيليكس أخيراً.

**هل تعتقدون ان حالة الإحتقان الداخلي في الاوضاع العراقية الحالية راجع الى الازمة السياسية وحدها ام ان هناك ازمة فكرية او اجتماعية تقف وراءها.. كيف ذلك؟

- حكومة الزعيم الأوحد، والقائد الأوحد والحزب الأوحد، والشعارات البالية والخالية من المضامين الهادفة بالصلاح والإصلاح، مثل بالروح بالدم نفديك يا فلان في كل العهود السابقة وبالتحديد منذ انقلاب تموز عام 1958 وليومنا هذا في ظل حكومات شمولية كانت السبب في الأزمة الفكرية والاجتماعية التي يعاني منها شعبنا اليوم وتتحمل مسؤولية ذلك كافة الأحزاب السياسية من دون استثناء قبل الحكومات لان الأحزاب في العراق إهتمت بمصالحها الضيقة على حساب مصالح الشعب في كافة المجالات وبمساحات واسعة جداً.

** تنادون كحركة وطنية كما القوى السياسية الاخرى.. باخراج البلاد من عباءة المحاصصة.. لكنه عند تشكيل أي حكومة أو توزيع المناصب المهمة في الدولة نجد ان هذه المحاصصة هي الطاغية على مطالب جميع القوى السياسية.. لماذا؟

- إن المحاصصة أصبحت لدى شعبنا تعني نهب أموال البلاد وقتل العباد ولا تختلف عن الشراكة ما دامت الشراكة في نهب السلطة والأموال. ما هو الضير بالمحاصصة أو الشراكة في صنع القرارات الوطنية لا لصنع عصابات لنهب البلاد وقتل العباد؟ محاصصات وطنية لا محاصصات طائفية، شراكة وطنية لا شراكة طائفية. علينا أن نبين لشعبنا ماذا تعني المحاصصة أو الشراكة الطائفية أمام الوطنية. نعم أنا شخصياً معك في تشكيل أي حكومة أو توزيع المناصب المهمة في الدولة نجد ان هذه المحاصصة هي الطاغية على مطالب جميع القوى السياسية لأن الدور لم يكن للشعب على الرغم من الإنتخابات التي جرت، لأن الإنتخابات الديمقراطية لا تأتي بقيادات جيدة بنسبة كافية ما دام الشعب يقف أمام صناديق الإقراع ليصوت لطائفيته وليس لخير طائفته على أقل تقدير إن لم يكن للوطن إن كان شيعيا أو سنيا كرديا أو تركمانيا أو عربيا.. وهذا يحتاج إلى آليات تقودها أطراف وطنية صادقة مع الشعب لرفع مستوى وعي المواطن ويعرف مسؤولياته الوطنية كعراقي وصوته للعراق عند صناديق الإقتراع.

** كيف تتحركون على الساحة الاوروبية والبريطانية لبناء أرضية للتواصل بين عراقيي الخارج ومواطنيهم في الداخل.. وماذا حققتم في هذا المجال؟

- نحن في مرحلة بناء قاعدة وطنية لتعطي "الحركة العراقية الوطنية" دورا مهما لم تسبقها أي حركة سياسية أو حكومات سابقة ونترك الكلام ليثبت الفعل دوره المنشود عندما تفرض "الحركة العراقية الوطنية" بآليات مشروعة عملها المقبل على الحكومات المقبلة: إحترام المغتربين والإهتمام بتنفيذ مطالبهم وتغطية إحتياجاتهم وخدمة مصالحهم المشروعة والتعامل معهم بوسائل إدارية مشروعة من قبل العاملين في السفارات بحكم مسؤولياتهم الوظيفية مع ما ستقدمها "الحركة العراقية الوطنية" من جهود خيرة للم شمل كافة شرائح الجالية العراقية في الخارج وأن تستمر علاقاتها بشعبها وتمسكها بتراب عراقها بأفضل وجه. ونأمل أن ننجح في ذلك مع شروعنا بتنفيذ المشروع.

** ماذا قمتم به من أجل عودة الطاقات والكفاءات والعقول العراقية المهاجرة الى بلدها.. وماهي العقبات التي تواجهونها لتحقيق هذا الهدف.. والنجاحات التي حققتمونها؟

- الإهتمام بعودة الطاقات والكفاءات والعقول العراقية المهاجرة إلى العراق تأتي بالمقام الأول بالنسبة إلى مشروع "الحركة العراقية الوطنية" في لندن وأوروبا وأميركا بصورة خاصة والعالم بصورة عامة، لكن ليس في ظل الظروف الحالية التي لا يستطيع أحد منهم ان يضمن مستقبله وحسب بل حتى سلامة حياته ليعطوا العطاء المطلوب منهم في كافة مرافق الحياة وذلك خوفاً من تدخلات النظام الإيراني وهيمنته على السلطة في العراق لتصفيتهم كما قاموا ولا يزالون يقومون به بتصفية الكفاءات العلمية واساتذة الجامعات. بالإضافة إلى غياب تقديم ضمانات صادقة تغطي طلباتهم بموجب عقود رسمية تبين وظائف تتناسب مع كفاءاتهم وحقوقهم لتلعب الدور المطلوب لتشجيع عودة الكفاءات العلمية والفنية والإدارية لتفجير طاقاتهم الخلاقة من مسلمين ومسيحيين وعرب وأكراد وتركمان وشبك ويزيدية.. نحو بناء عراقهم العزيز عليهم.

**من اهداف حركتكم خارج البلاد عقد مؤتمر عام لعراقيي الخارج وتقوية أواصر الارتباطات بين الجاليات العراقية.. ماذا انجزتم على هذا الطريق.. والاهداف التي تتوخونها من هذه المؤتمرات؟

- ما زلنا على العهد ولكن ننتظر الوقت المناسب وجمع الأموال مما يتيسر من قدراتنا الذاتية ، لأن المؤتمر لا نريد منه أن يكون رقماً من الأرقام لمؤتمرات انعقدت بأموال غير وطنية لاستلاب إرادة شعبنا وحقوقه المشروعة. ما دام الهدف السياسي من وراء المؤتمر هو كيف تساهم الجالية العراقية في إنتزاع حقوق الشعب العراقي المستلبة من قبل النظام الإيراني وتطهير البلاد من عملائه واستلام السيادة من المحتل بوسائل وطنية سلمية مشروعة. وتلعب الدور الوطني منها في بناء وإعمار العراق وتقدمه. نريده مؤتمراً وطنياً عراقياً بالمعنى الصحيح.

**كيف تنظرون الى تعاون السفارات العراقية مع العراقيين في اوروبا والمملكة المتحدة وجهودها للتواصل معهم والعمل على جمع شتات الجاليات العراقية واحتضانها؟

- السفارات لم تكن بالمستوى المطلوب كسفارات الدولة القائمة على مؤسسات وطنية ديمقراطية مسؤولة لأنها تتعامل مع العراقيين في الخارج كما تتعامل دوائر الدولة داخل العراق. سفارات بموظفين غالبيتهم لا يمتلكون الخبرات المطلوبة لأداء مهماتهم الوظيفية. وهنا لا نقصد التشكيك بنوايا السيد وزير الخارجية بقدر مطالبته بمعالجة الظواهر التي تسيء بمقاصده الوطنية لأنه فسح المجال حتى لأعداء العراق وعروبة العراق من دون قصد ليأخذوا مأخذهم بإذلال الجاليات العراقية إذلالاً مهيناً لا يتناسب مع مكانة السيد الوزير السيادية والوظيفية. ولابد لي أن أؤكد أن "الحركة العراقية الوطنية" تحترم وتثمن وتدعم أي جهد من قبل الحكومة العراقية في توسيع نشاط السفارة في مجال خدمة الجالية العراقية وكل ما يصب في صالح العراق العزيز على جميع أبناء مكوناته الوطنية.

**الى اي مدى ترون ان الخلافات بين الكتل السياسية في الداخل قد انعكست سلبا على علاقات العراقيين في الخارج ووحدة صفوفهم وقيامهم بالنشاطات المطلوبة لتعضيد وجودهم وترسيخ دورهم الايجابي في المجتمعات التي يعيشون وسطها في دول المهجر.. او لخدمة بلدهم؟

- إن تدهور وضع العراقيين وإهتماماتهم بعراقهم ليس لها أية علاقة بخلافات الكتل السياسية. أسباب التدهور هي عدم ثقة العراقيين في الخارج كما هي في الداخل بقادة غالبية هذه الكتل لأنها لا ترتقي بمستوى المسؤولية الوطنية ليثق الشعب بهم. بدليل إن من صَوَّتَ للغالبية التي وصلت للبرلمان هو اليوم نادم حتى وصل الأمر بأحد المواطنين ومن على الفضائية البغدادية وبأعلى صوته قال "أقص إصبعي هذا إذا غمسته في الحبر البنفسجي في الإنتخابات القادمة". ونحن بصدد وضع آليات عمل نستطيع بموجبه وبالتعاون مع الجاليات للمشاركة في الانتخابات المقبلة بصورة افضل من السابق وتمثيلهم في البرلمان القادم بعدد يتناسب مع حجم وجودهم خارج العراق. ونَصُبُّ إهتمامنا لنحصل على ضمانات أكيدة لعودة الملايين من المغتربين إلى العراق لا سيما اصحاب الكفاءات العلمية والإدارية والفنية للمساهمة في بناء عراقهم.