أخبار

فرنسا ترى في الصين "حليفا ضروريا"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تقرّ باريس بان للصين دور محوريّ في انجاح الديبلوماسية الفرنسية ورئاسة قمة لمجموعة العشرين.

باريس: تقر فرنسا من خلال استقبالها بحفاوة الرئيس الصيني هو جينتاو مع التضحية بحقوق الانسان، بان الصين ضرورية لانجاح رئاستها لمجموعة العشرين التي تعتبر من اولويات دبلوماسيتها خلال الاشهر الاثنى عشر المقبلة وأداة للبقاء في مستواها الدولي الرفيع.

وفضلا عن العقود العديدة التي وقعتها الشركات الفرنسية وعد هو جينتاو الخميس في باريس "بدعم مساعي فرنسا الرامية ضمان نجاح" مجموعة العشرين التي سيتولى نيكولا ساركوزي رئاستها اعتبارا من 12 تشرين الثاني/نوفمبر.

ولن يتمكن الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي انهكته هزيمة الحزب الديمقراطي في الانتخابات النصفية، من دعم الطموحات الفرنسية في تجديد الحوكمة العالمية لانه سيتعين عليه التوافق مع الجمهوريين الذين يعارضون ضبط النظام المالي.

ولذلك يولي الرئيس الفرنسي وجهه الى ثاني اكبر قوة اقتصادية عالمية بحثا عن مصالحة حقيقية بعد سنة ونصف من تطبيع فاتر. ويرى الباحثون ان الصين لها اهمية اكبر بكثير من غيرها من الدول الناشئة مثل البرازيل والهند.

واعتبرت سيلفي ماتيلي المتخصصة في الاقتصاد الدولي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان الصين "بلد لا يمكن الاستغناء عنه في اي اتفاق دولي مهما كان".

كذلك يرى الباحث فرانسوا غودمان من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان الصين بلد اساسي "يلعب بالعالم كما يلعب البعض على البيانو" مشددا على قدرة بيكين في استخدام مصالح اوروبا ضد الولايات المتحدة وبعض الاوروبيين ضد البعض الاخر وشركاء الشمال ضد شركاء الجنوب حسب اهمية الملفات.

واضطر نيكولا ساركوزي الى عدم التطرق الى حقوق الانسان مشددا خصوصا على تطلعه الى دعم العملاق الاسيوي في "الورشات" الطموحة الثلاث لمجموعة العشرين، اي اصلاح النظام النقدي واحتواء تقلب اسعار المواد الاولية واصلاح الحوكمة العالمية.

الا ان هامش المناورة الفرنسي لا يزال ضيقا. ففي ما يخص الاصلاح النقدي لا تتمع فرنسا واوروبا "باهمية كبيرة" كما قال فرانسوا غودمان مضيفا "اننا بين المطرقة والسندان، وبين الدولار واليوان".

وترى سيلفي ماتيلي ان الصين تمسك باوراق رابحة تجعل من النمو "الدائم والقابل للدعم" الذي دعت اليه قمم مجموعة العشرين السابقة "لا يتطلب مزيدا من تضحيات الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي" وهذه الاوراق معروفة وهي الموافقة على اعادة تقويم سعر اليوان وخفض الصادرات وتشجيع الاستهلاك الداخلي.

لكن عددا من الخبراء يحذرون من ان يكون دعم بكين الى فرنسا وهميا.

وترى فاليري نيكيه من مؤسسة البحث الاستراتيجي ان الصين ستقدم دعما رسميا لفرنسا بشان اصلاح النظام المالي دون الالتزام "باصلاح حقيقي" في الجوهر.

وفي المقابل قد تسمح فرنسا للصين بالوصول الى منتوجاتها وكذلك الى القطاعات الاستراتيجية بالنسبة لها مثل التزود باليورانيوم عبر مجموعة اريفا، على ما يرى الخبراء.

ويراهن نيكولا ساركوزي الذي يواجه صعوبات داخلية وتعرقله شعبيته المتدنية، شخصيا كثيرا على رئاسة مجموعة العشرين التي ستستمر سنة. وتفتح له زيارة هو جينتاو فترة ثرية على المستوى الدولي ينوي اغتنامها بنجاح قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2012.

وقام الرئيس الفرنسي بتنازلات كثيرة للطرف الصيني ولم يعقد مؤتمرا صحافيا كي لا يضطر هو جينتاو الى تناول قضية المنشق ليو تيشاوبو الحائز جائزة نوبل للسلام، وتم احتواء المتظاهرين بشدة بعيدا عن المسؤولين الصينيين والاكتفاء بالادلاء بادنى قدر من التصريحات.

ووصل الامر بالفرنسيين مساء الخميس في قصر الايليزيه الى ترك نائبة وزير الخارجية الصينية في يينغ تعلن نتائج الزيارة، سواء تعلق الامر بمليارات العقود او برفض الطرف الصيني التطرق الى حقوق الانسان.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف