البابا يكرس في برشلونة كنيسة هي تحفة عمرانية لانطونيو غاودي

كرس البابا بنديكتوس السادس عشر في برشلونة تحفة عمرانية للمهندس المعماري انطوني غاودي هي كنيسة تحمل اسم ساغرادا فاميليا (العائلة المقدسة)، مشددا على القيم التقليدية للعائلة الكاثوليكية، ومنددا بزواج مثليي الجنس والاجهاض.

برشلونة: في اليوم الثاني من زيارته الى اسبانيا التي شرعت زواج مثليي الجنس والاجهاض، دعا البابا في عظته الدول الى تقديم "الدعم والحماية" للعائلة باعتبارها اتحادا "لا ينفصم بين رجل وامرأة". وعن الاجهاض الذي وضعت الحكومة الاشتراكية مسألة تشريعه في اولوياتها، ذكر بان الكنيسة "تعارض اي شكل من اشكال انكار الحياة".

وغادر البابا مساء الاحد برشلونة عائدا الى روما بعد ان اعرب عن الامل بان يكتسب الايمان المسيحي "زخما جديدا" في اوروبا. وبعد ان عبر الكيلومترات الثلاثة الفاصلة بين كاتدرائية القديس اولالي وبازيليك ساغرادا فاميليا، دخل الكنيسة الاخيرة التي تعتبر تحفة عمرانية للمهندس غاودي والتي كانت لا تزال قيد البناء منذ وضع حجرها الاساس العام 1882.

وقام البابا بثيابه الاحتفالية بمباركة البازيليك ليصبح بالامكان من الان فصاعدا اقامة القداديس فيها. وقام ممثلون محليون للكنيسة الكاثوليكية بتقديم الماء للبابا الذي باركه قبل ان يرشه على مذبح الكنيسة. وبدأ البابا القداس ببضع كلمات باللغة الكاتالونية لغة منطقة كاتالونيا وعاصمتها برشلونة.

وقال البابا في عظته ان تكريس هذا البناء كنيسة يهدف الى "الاعلان عن رب يريد السلام والتوافق وليس الفرقة"، معتبرا تحويل هذا البناء الى كنيسة "حدثا ذات اهمية كبيرة". واشاد البابا بالمهندس الكاتالوني انطوني غاودي الذي بنى هذا الصرح ووصفه ب"العبقري القادر على تشييد فسحة جمال وايمان وامل في هذه المدينة".

وكان البابا ندد السبت في سانتياغو دي كومبوستلا بمخاطر العودة الى الاتجاهات الالحادية والمناهضة للاكليروس التي سادت في اسبانيا في الثلاثينات، داعيا الى الدفاع عن العائلة التقليدية ومنددا بالاجهاض.
ومنذ اقرار شرعية زواج مثليي الجنس العام 2005، عقد نحو 20 الف زواج من هذا النوع في اسبانيا.

وقال البابا "ان الحب الذي لا ينفصم بين رجل وامراة هو الاطار الفاعل والاساسي للحياة الانسانية". ودعا بنديكتوس السادس عشر الى "اعتبار حياة الاطفال مقدسة منذ لحظة تشكلها، والى ان يتم دعم الولادة على كافة الصعد القانونية والاجتماعية والتشريعية".

وندد الفاتيكان بشدة بالقانون الذي شرع الاجهاض في اسبانيا واقره البرلمان في شباط/فبراير الماضي، وهو يتبع سياسة متشددة في رفضها للاجهاض والموت الرحيم. ويضع البابا مساء الاحد حجر الاساس لبناء خاص بالاطفال المعوقين عقليا.

وخلال مرور البابا في طريقه الى بازيليك ساغرادا فاميليا، تظاهر نحو 200 شخص من مثليي الجنس منددين بالزيارة ومتهمين الفاتيكان باعتماد سياسة "تمييز" بحقهم. وقال احد هؤلاء ويدعى سيرجي دياز انه يريد "توجيه نداء لتغيير عقلية التعاليم الكاثوليكية التي لا تزال تنكر علينا حقوقنا وترفض الطرق المختلفة في الحب".

الا ان شوارع برشلونة شهدت ايضا تجمعات مؤيدة لزيارة البابا. وقالت ماريا خوسيه كوربيلا (65 عاما) انها "متأثرة جدا لرؤية الحبر الاعظم"، معربة عن الاسف "لتراجع الايمان في اسبانيا خصوصا في صفوف الشبان".