عقبات كبرى أمام توسيع عضوية مجلس الأمن الدائمة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كانت المحادثات بشأن تركيبة مجلس الأمن بدأت برعاية "مجموعة العمل المفتوحة" التي سمّاها البعض من باب السخرية "اللجنة التي لا ينتهي عملها ابدا". وفي عام 2009 أخلت هذه المحادثات مكانها لمفاوضات جادة على ما يُفترض.
وتنقل صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر دبلوماسية أن المندوبين الذين يحضرون هذه المفاوضات، يطرحون مواقف حكوماتهم ويغادرون. ولا تجري أي مساومات أو مقايضات. وتكون احتمالات التوصل إلى توافق مستبعدة حتى في المحادثات الحقيقية. وتشمل القضايا التي يتناولها البحث، سبل توسيع عضوية المجلس الى أكثر من 15 مقعدا في الوقت الحاضر، وما إذا كان ينبغي أن تكون العضوية دائمة أو منتخَبة، وما إذا كانت الدول دائمة العضوية الجديدة ستتمتع بحق الفيتو أم لا.
مقترحات متنوعة
ثمة جملة مقترحات مطروحة بينها ما يتحدث عن خمس دول جديدة دائمة العضوية دون أن تتمتع بحق الفيتو، إضافة إلى خمس دول أخرى منتخبة ليرتفع عدد مقاعد المجلس الى 15 مقعدا، أو استحداث مستوى متوسط من المقاعد للبلدان ذات الدور الكبير في الأمم المتحدة، تستمر عضويتها في هذا المستوى ثلاث أو أربع سنوات.
وثمة اتفاق عام على أن المجلس الذي تُعد صيغته بالية لأنها تعكس عالم 1945 الذي أُنشئت فيه الأمم المتحدة، بحاجة الى توسيع ليضم قوى ناشئة. وكانت عضوية المجلس 11 قبل توسيعها الى 15 في عام 1965، وتسلمت الصين مقعد العضوية الدائمة من تايوان في عام 1971.
ولكن فكرة توسيع المجلس هي الفكرة الوحيدة المتفق عليها، فيما تحتدم المنافسات الإقليمية على المقاعد الجديدة للدول دائمة العضوية بحيث يصبح أي تغيير إشكاليا، إن لم يكن متعذرا.
تأييد أميركي للهند
كان إعلان الرئيس أوباما يوم الإثنين تأييده انضمام الهند لعضوية دائمة في مجلس الامن، مبادرة جديدة في كونه ذكر الهند بالاسم. وقبل نحو خمس سنوات اتخذت واشنطن موقفا مماثلا بتأييدها عضوية اليابان. لكن الصين أوضحت بشكل لا يقبل اللبس أن عدوان اليابان في الحرب العالمية الثانية يمنعها من احتلال مقعد دائم. ولا تعارض الصين اضافة دول جديدة دائمة العضوية معارضة صريحة، لكنها تدعو الى "حلول وسط توافقية" إزاء المقترحات المطروحة. ويرى دبلوماسيون ان هذا يعني ان الصين تعارض عمليا اضافة اي دول دائمة العضوية.
ومن بين الدول الأربع الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن فإن بريطانيا وفرنسا تعتبران الأكثر مرونة إلى جانب الولايات المتحدة. أما روسيا فإنها كالولايات المتحدة تؤيد أحيانا إضافة دول دائمة العضوية ، وقبل سنوات محضت هذا التأييد لعضوية البرازيل.
في هذه الأثناء تتمتع الدول الخمس دائمة العضوية بحق الفيتو ضد أي مشروع لإعادة النظر في قوام مجلس الأمن ولا تفعل شيئا لتحريكه. كما يتساءل محللون ما إذا كان توسيع عضوية المجلس سيجعله أشد فاعلية، ويعتقد كثيرون ان ذلك سيجعله حتى أبطأ منه الآن في اتخاذ قراراته. وفي هذا الإطار يقول توماس وايس أستاذ العلوم السياسية في جامعة كولومبيا في نيويورك ان الولايات المتحدة لا تخسر شيئا بمحاولتها بيع مزيد من الدراجات النارية في الهند، واقتراح شيء لن يتحقق.