طرود اليمن تلقي بظلالها على سفر مسلمي أميركا لأداء الحج
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تسبب تأخير في تسليم جوازات السفر إلى 17 مسلماً من ولاية فيرجينيا الشمالية بالولايات المتحدة في تعطيل سفرهم لأداء فريضة الحج هذا العام.
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن 17 مسلماً يتحضرون منذ عدة أشهر لأداء الفريضة هذا العام في السعودية، وقد قاموا في سبيل ذلك بتوفير آلاف الدولارات، وأخذ دروس في الحج. لكن أمنيتهم قد تأجلت بعض الوقت، بعد أن تأخر وصول جوازات السفر، التي كان من المفترض أن يستلموها جميعاً يوم الثلاثاء الماضي، رغم قيام إحدى وكالات السفر في ولاية كاليفورنيا بترتيب حجوزاتهم، وتذاكر سفرهم، والحصول على تأشيرات لجوازاتهم، لكي تتم الرحلات الخاصة بهم عبر شركة يونايتد بارسيل سيرفس الأميركية للشحن الجوي.
ونقلت الصحيفة في هذا الجانب عن جمال نور، الإمام بمسجد دار النور في ماناساس وأحد المسافرين، قوله :" لقد أتى مندوب عن شركة يونايتد بارسيل سيرفس. وقلت له ( أين أمتعتي ؟ ) فرد قائلاً ( لا، ليس لك أمتعة )". ثم أشار جمال إلى أن الشركة أخذت ثلاثة أيام في مساعيها لتقفي أثر الأمتعة الخاصة به. وأوضحت الصحيفة أن الشركة قالت في البداية إن الطرد قد فُقِد. لكن المجموعة المسافرة علمت يوم الجمعة الماضي، قبل ساعات من إقلاعها المقرر من مطار دالاس الدولي، أن الأمتعة قد تم التحفظ عليها من قِبل هيئة حماية الحدود والجمارك الأميركية.
وبعد سيل من المكالمات الهاتفية، تم الإفراج عن جوازات السفر ووصلت يوم السبت. لكن جميع المسافرين، باستثناء مسافر واحد فقط، لم يتمكنوا من اللحاق برحلتهم. وهنا، قال رافي الدين أحمد، نائب رئيس المسجد والعضو برابطة مسلمي فرجينيا التي يوجد مقرها في ماناساس: "لقد بكى الرجال كبار السن. لأن أداء تلك الفريضة يتم مرة واحدة في العمر. ومن يَعلم إن كُنَّا سنظل على قيد الحياة العام المقبل أم لا، وإذا فاتتهم فرصة أداء تلك الفريضة الدينية الهامة، فقد لا يحظون بفرصة أخرى".
وقالت الصحيفة إن فريضة الحج تجتذب ما يزيد عن 2 مليون مسلم من جميع أنحاء العالم، في ما يتوجه لأدائها ما يقرب من عشرة آلاف أميركي مسلم كل عام. ثم عاودت واشنطن بوست لتنقل عن رافي الدين، قوله: "وبعد أن حاولوا، وباءت محاولاتهم بالفشل، للسفر خلال عطلة نهاية الأسبوع، علم مساء الأحد مسافرو فيرجينيا الشمالية، وهم أعضاء في مسجد دار النور ومعظمهم مواطنين أميركيين، أن هيئة الجمارك ستشتري لهم تذاكر صادرة بنظام الاستبدال ليغادروا مساء الاثنين، بكلفة إجمالية قدرها 34 ألف دولار. وهو الأمر الذي رحبت به الخطوط الجوية السعودية".
وأضاف رافي الدين في السياق ذاته قائلاً :" يتعين على الناس أن يدخروا أموالاً على مدار سنوات ليتمكنوا من السفر إلى السعودية لأداء تلك الفريضة. وإذا ما تعثرت الأمور وفقدوا رحلتهم، فإن كثيرين منهم لن يتحملوا تكاليف القيام برحلة أخرى". من جهتها، قالت لينيت ماكنتاير، المتحدثة باسم شركة يونايتد بارسيل سيرفس " لقد أخبرنا العميل بالفعل أن الطرد المقصود قد تم استثناؤه للتحفظ عليه من جانب الحكومة. وأود القول إننا نتعاون مع الوكالات الحكومية في ما يتعلق بالأمور الأمنية".
أما ليود إستيرلينغ، المتحدث باسم هيئة الجمارك، فقال إنه لا يستطيع التعليق على حالة معينة، لكنه أوضح في بيان أن: "الهيئة ملتزمة بتسهيل السفر الآمن والمشروع، مع ضمان سلامة جمهور المسافرين". ورغم ذلك، لم يُعَلِّق ليود حول ما تردد عن أن شركة يونايتد بارسيل سيرفس عادةً ما تتقاسم الطرود والأمتعة مع الهيئة.
ثم عاود جمال نور ليؤكد على حالة السعادة الغامرة التي هيمنت على الجماعة المسافرة، رغم تساؤل كثيرين في الجالية الإسلامية عن السر وراء تأخير تسليمهم جوازات السفر. وختمت الصحيفة بنقلها عن إبراهيم هوبر، المتحدث باسم مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، قوله: "نحن بحاجة لمعرفة الحقيقة حول المسؤول عن إضعاف تلك الطرود واعتراض سبيلها، وما هو السبب وراء ذلك، وما إن كان ذلك رد فعل مبالغ فيه على تلك الطرود التي تم الكشف عنها مؤخراً قادمةً من اليمن". كما أشار هوبر إلى أن مكتبه عَلِم بثلاث حالات أخرى على الأقل لجوازات سفر خاصة بمسلمين قد فشلت في الوصول عبر شركة يونايتد سيرفس بارسيل خلال الأسبوع الماضي.