إسرائيل ترفض الادانات بشأن مواصلة الإستيطان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أعلنت إسرائيل رفضها للإدانات التي أطلقها المجتمع الدولي حيال التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية.
القدس: أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الثلاثاء رفضه للانتقادات التي وجهت الى إسرائيل اثر الاعلان عن العزم على بناء 1300 مسكن استيطاني جديد في القدس الشرقية، واكد ان القدس "ليست مستوطنة بل هي عاصمة إسرائيل".
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتانياهو "ان إسرائيل لا ترى رابطا بين عملية السلام وسياسة البناء في القدس التي لم تتغير طيلة الاربعين سنة الماضية". وتابع البيان "ان القدس ليست مستوطنة بل هي عاصمة دولة إسرائيل" مضيفا ان اي حكومة إسرائيلية لم توقف البناء في المدينة المقدسة منذ احتلت إسرائيل قسمها الشرقي عام 1967.
واضاف البيان "ان البناء في القدس لم يتداخل حتى الان مع عملية السلام" مشيرا الى وجود خلافات مع الادارة الاميركية حول القدس طيلة ال43 سنة الماضية. وجاء الاعلان عن عزم إسرائيل على بناء مزيد من المساكن الاستيطانية في القدس الشرقية متزامنا مع وجود نتانياهو في واشنطن. ومن المتوقع ان يجري نتانياهو الخميس محادثات حول عملية السلام في الشرق الاوسط مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون.
وأبدى كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما وروسيا وفرنسا والاتحاد الاوروبي قلقهم الثلاثاء لقرار اسرائيل السماح ببناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية معتبرين ان هذا التوسع الاستيطاني يزيد من صعوبة استئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين.
وقال الرئيس اوباما في مؤتمر صحافي في جاكرتا ان "هذا النوع من الانشطة لا يساعد ابدا عندما يتعلق الامر بمفاوضات سلام". واضاف "اشعر بالقلق لعدم رؤية كل جانب يبذل اقصى الجهود لتحقيق اختراق يمكن ان يؤدي في النهاية الى خلق اطار تعيش فيه اسرائيل في سلام الى جانب دولة فلسطينية ذات سيادة".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي قال الاثنين للصحافيين ان واشنطن "تشعر بخيبة أمل شديدة من الاعلان (الاسرائيلي) عن التخطيط لبناء وحدات سكنية جديدة في مناطق حساسة من القدس الشرقية".
وقد اقرت بلدية القدس الاسرائيلية الاثنين بناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية من بينها الف وحدة في حي هار حوما (جبل ابو غنيم) الاستيطاني القريب من مدينة بيت لحم. وطلبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون وفرنسا الثلاثاء من اسرائيل العودة عن قرارها.
وقالت آشتون في بيان "ان هذه الخطة (لبناء 1300 مسكن يهودي في القدس الشرقية) تتعارض مع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لاستئناف المفاوضات المباشرة ويجب الغاء القرار". واضافت "ان المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة امام السلام وتهدد بجعل حل الدولتين مستحيلا".
من جانبها ابدت فرنسا "اسفها الشديد" لهذا القرار الاسرائيلي وطلبت بالحاح من الحكومة الاسرائيلية "العودة عن هذا القرار" الذي ستكون "نتائجه عكسية" على جهود السلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو "يجب عدم تفويت الفرصة التي اتيحت في الثاني من ايلول/سبتمبر مع استئناف المفاوضات المباشرة بهدف قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش في سلام الى جوار اسرائيل".
واكد "ان فرنسا تطلب بالحاح من السلطات الاسرائيلية العودة عن هذا القرار". كما اعربت روسيا الثلاثاء عن "قلقها الشديد" لهذا القرار معتبرة انه "من الضروري ان يمتنع الجانب الاسرائيلي عن اعمال البناء المعلن عنها (...) لاتاحة استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين".
وشددت وزارة الخارجية الروسية في بيان على ان "هذا الحوار يظل حلا لا بديل عنه للتوصل الى تسوية سياسية عادلة وشاملة في الشرق الاوسط"، مضيفا ان روسيا "ستساهم فيه بشكل فاعل". وخلال لقائه الاثنين مع نتانياهو اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ايضا عن قلقه "لاستئناف البناء" في المستوطنات معتبرا انه "من الضروري جدا الخروج من المازق الدبلوماسي".
من جانبهم حث الفلسطينيون الثلاثاء المجتمع الدولي على الاعتراف فورا بالدولة الفلسطينية ردا على هذا القرار الاسرائيلي. وقال صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، في بيان ان "هذا القرار المنفرد الاخير لاسرائيل يتطلب تحركا دوليا حاسما للاعتراف فورا بالدولة الفلسطينية في حدود 4 حزيران/يونيو 1967".
واعتبر عريقات ان "اسرائيل تتصرف على انها دولة فوق القانون وعلى المجتمع الدولي ان يتحرك" للرد على ذلك. واستنادا الى منظمة "السلام الآن" الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ووسائل اعلام فقد اعيد اطلاق مشروع بناء 800 مسكن الشهر الماضي في حي جديد في مستوطنة ارييل الاسرائيلية شمال الضفة الغربية.
وبحسب متحدثة باسم المنظمة فان توسيع مستوطنة ارييل سيتيح "تطويق بلدة سلفيت الفلسطينية المجاورة". ويحول الخلاف بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني حول الاستيطان دون استئناف محادثات السلام المباشرة بينهما التي انطلقت في الثاني من ايلول/سبتمبر برعاية الولايات المتحدة بعد توقف لمدة 20 شهرا، الا انها عادت وتوقفت مجددا.
وترفض السلطة الفلسطينية استئناف المفاوضات ما لم توافق اسرائيل على تمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان الذي انتهى العمل به في 26 ايلول/سبتمبر الماضي. وتعتبر اسرائيل القدس "عاصمتها الابدية غير القابلة للتقسيم" بينما يريد الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية. ويعيش نحو 270 الف فلسطيني في القدس الشرقية حيث يقيم قرابة 200 الف اسرائيلي في عشرة احياء استيطانية جديدة.