أخبار

سكان مستوطنة هار حوما لا يفهمون الجدل حول البناء الاستيطاني

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

القدس: يقول سكان مستوطنة هار حوما اليهودية في القدس الشرقية انهم لا يفهمون الضجة العالمية بشأن قرار بناء 1300 منزل جديد فيها، في الوقت الذي كررت فيه الحكومة الاسرائيلية انها ستبني في اي مكان تريده في القدس.

وتقع هار حوما بمنازلها الحجرية البيضاء على تلة مطلة على مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. وعند مشارف مدرسة ابتدائية يجلس عامير ليفي في محل حلاقة وسط صيحات الاطفال الذين يلعبون بعد انتهاء الصفوف.

ويقول عامير المقيم في هار حوما منذ ثماني سنوات "بالنسبة لنا، انه حي كسواه في ضاحية مدينتنا التي ولدت فيها قبل اربعين عاما. لم انتقل الى هنا لاسباب عقائدية. انها القدس، هذا كل ما في الامر، ولذلك اشعر بالارتياح هنا".

وينقض كل الانتقادات الموجهة لمواصلة البناء في المستوطنات ويقول "هذا سخيف! من الطبيعي ان نبني. المسالة اشبه باضافة خمسة مبان في نيويورك. الامر ليس بهذه الاهمية". ويقول جاره بيني كوهن المقيم مع زوجته وابنتهما ان "من حق اسرائيل تماما ان تطور هار حوما التي هي ملك الشعب اليهودي، هذا امر لا يقبل النقاش".

اما هيبسيبار ابراهام (70 عاما) الذي قدم من الهند عام 1959، فهو بكل بساطة لم يعلم بالجدل القائم حول شرعية مساكن المستوطنة ويؤكد انه انتقل الى المستوطنة بمساعدة من الحكومة. واوضح "علي ان اقيم في مكان ما، وقالت لي الحكومة ان اقيم هنا" مضيفا "لا اعتقد ان هذه مشكلتي، انها مشكلة الحكومة وحدها".

لكن يبقى رغم ذلك ان هار حوما تواجه موجة انتقادات جديدة. واثارت هذه المستوطنة منذ بنائها عام 1997 خلال ولاية بنيامين نتانياهو الاولى على راس الحكومة، سجالا مع الاميركيين والفلسطينيين الذين نددوا بالمشروع لاعتباره يحكم طوقا من المستوطنات اليهودية حول القدس الشرقية سيعزلها عمليا عن الضفة الغربية.

وادى القرار انذاك الى تعطيل مفاوضات السلام. وقال حاجيت عوفران من حركة السلام الان الاسرائيلية المناهضة للاستيطان "انه في الواقع استفزاز من جانب الحكومة الاسرائيلية في مرحلة دقيقة من المفاوضات، يمكن ان يؤدي الى انهيار عملية السلام".

واضاف ان "هار حوما هي بمعنى ما طفل نتانياهو" معتبرا انها "ترمز الى رفض السلام. وتوقفت مفاوضات السلام الاسرائيلية الفلسطينية التي اعيد اطلاقها في الثاني من ايلول/سبتمبر في واشنطن، مع انتهاء العمل في 26 ايلول/سبتمبر بتعليق جزئي لاعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية.

وتشترط السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس تمديد التجميد لاستئناف المفاوضات، وهو ما ترفضه الحكومة الاسرائيلية حتى الان. واسف الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء للموقف الاسرائيلي بهذا الصدد معتبرا ان "هذا النوع من الانشطة لا يساعد ابدا عندما يتعلق الامر بمفاوضات سلام".

ورد مكتب نتانياهو في بيان ان "اسرائيل لا ترى رابطا بين عملية السلام وسياسة البناء في القدس التي لم تتغير طيلة الاربعين سنة الماضية". وتابع البيان "ان القدس ليست مستوطنة بل هي عاصمة دولة اسرائيل"، مذكرا بان القدس الشرقية لم تكن مشمولة بقرار تجميد البناء الاستيطاني.

وتعتبر اسرائيل القدس "عاصمتها الابدية والموحدة". ولا تعترف الاسرة الدولية بضم القدس الشرقية التي تعتبرها ارضا محتلة فيما يقول الفلسطينيون انها عاصمة لدولتهم المقبلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف