أخبار

مافيات الجريمة المنظمة تتحالف وتتعاون والانتربول يحاول مواجهتها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يبدو أن مافيات الجريمة المنظمة تتحالف وتتعاون بشكل اسرع من تعاونالشرطة الدولية "الانتربول".

الدوحة: اذا كانت اجهزة الشرطة من العالم اجمع تجتمع مرة واحدة سنويا في اطار الجمعية العمومية للانتربول، فالمافيات وعصابات الجريمة المنظمة بدورها تتعاون وتجتمع وتتحالف وتسبق الشرطة.
فالجريمة المنظمة لا تعاني من البيروقراطية والاجراءات الادارية وتتمتع بقدرة مذهلة على ردة الفعل وبميزانيات عمل غير محدودة، فضلا عن خبرة وقدرات ردعية خارجة عن المألوف.

ويمكن القول بان اقطاب الجريمة المنظمة يتعاونون بشكل افضل ويستفيدون منذ عشرين عاما من العولمة الى اقصى حدود.
وفي العام 1992، قبل عشرة ايام من مقتله الذي دبرته المافيا الايطالية، حذر القاضي الايطالي جيوفاني فالكوني المتخصص في مكافحة الجريمة المنظمة من "تحالف المنظمات غير المشروعة على المستوى العالمي".

وقال المدير التنفيذي لاجهزة الانتربول، الفرنسي جان ميشيل لوبوتين لوكالة فرانس برس "كل يوم نعثر على دليل جديد لتعاونهم".
واضاف "بالنسبة لهم، العلاقات لم تكن يوما بهذه السهولة. لديهم كل المال الذين يحتاجون اليه وهم متطورون جدا على المستوى التقني. يتاقلمون بسرعة، ففي كل مرة يتم اتخاذ تدبير ما لمكافحتهم يجدون سبلا جديدة للالتفاف حوله".

وبحسب لوبوتين، فان "الصعوبة بالنسبة لنا تكمن في محاولة استباق خطواتهم وهذا امر يتطلب في الغالب امكانيات كبيرة وقدرة على الرد".
وفي اروقة فندق الشيراتون بالدوحة حيث عقد الانتربول جمعيته العمومية حتى اليوم الخميس، كان مسؤولو الشرطة من كافة انحاء العالم يتبادلون المعلومات وبطاقات التعريف والنصائح، ويبنون علاقات شخصية.

وبينما كانا يرتشفان فنجانا من القهوة في بهو الفندق، قال المسؤول في الشرطة النيجيرية احمد جيادي لزميله المكسيكي كارسول دياز، مدير مكتب الانتربول في مكسيكو، كيف ذهب زعيم مافيا نيجيري بعيد اطلاقه من السجن الى اميركا الجنوبية حيث امضى ثمانية اشهر مثمرة تمكن خلالها من بناء شبكة علاقات كبيرة.
وفي المقابل، اخبر دياز زميله النيجيري كيف ذهب تاجرا مخدرات الى طوكيو لبناء تحالف مع المافيا اليابانية.

اما قائد العمليات الخاصة في الشرطة الاسرائيلية غي نير فاقر بان "التباينات بين التشريعات المختلفة في البلدان لا تسهل لنا المهمة على الاطلاق، والجرمون يعلمون ذلك ويستفيدون من الوضع".
واضاف "انهم يبحثون عن نقاط الضعف ويتحركون بسرعة، ولهذا فان الانتبرول مهم جدا لانه يساعدنا على سد الفجوات" في التعاون الامني بين الدول.

وفي وجود الانترنت، باتت اجتماعات زعماء المافيا قليلة بسبب مخاطر تجمعهم وانتقالهم، وباتت التحالفات اكثر مرونة وسرية، فزادت صعوبة اكتشافها.
وقال الخبير في الجريمة كزافييه روفر لفرانس برس ان المشكلة الاساسية بالنسبة لاجهزة الشرطة هي انها لا تتمتع بنفس القدرة على استخدام الوقت.

واضاف "كقاعدة عامة، تعمل كل البيروقراطيات استنادا الى السوابق، ويكون رد فعلها بطيئا وبصورة عامة على احداث معروفة حصلت من قبل ولا يمكنها استباق الامور".
واعتبر انه يجب "استباق الامور، ولكنه صعب جدا بالنسبة للبيروقراطيين".

وذكر الخبير بانه "في نهاية الحرب الباردة، كانت التهديدات بطيئة وجامدة اما اليوم فالعكس هو الصحيح. التهديدات لم تتغير وانما تغير ايقاعها".

ولمحاربة هذا التغير، قررت منظمة الشرطة العالمية (الانتربول) انشاء مركز متخصص في سنغافورة لمكافحة الجريمة الالكترونية يحظى باحدث تقنيات الاستقصاء، وهو سيفتتح في 2014 ويعمل فيه 300 شرطي وتقني وخبير.
وقال لوبوتين "علينا استباق التهديدات كما يجب ان نرى مسبقا كيف ستتطور الامور ... هذا بالتحديد هدف المركز في سنغافورة".

اما الاسرائيلي نير فقال "غالبية رجال المافيا ينتهون في السجن، لكنها حرب لا نهاية لها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف