أخبار

المستوطنون "يغزون" حي رأس العامود بالقدس

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تميز حي رأس العامود في مدينة القدس الشرقية في الماضي بالحفاظ على طابعه العربي، لكن الصورة اختلفت اليوم.

القدس: يخشى أهالي حي راس العامود، وهو من أجمل أحياء القدس الشرقية المحتلة، على مستقبل أبنائهم بعد انتقال عشرات المستوطنين المتشددين الى مجمع استيطاني اقيم داخل الحي.
وقال سليمان العباسي رئيس لجنة الدفاع عن الاراضي في راس العامود ان تجمع "معاليه هازيتيم " الذي انتقلت اليه خلال الايام الماضية 66 عائلة من المستوطنين المتشددين، "هو عبارة عن مستوطنة مصغرة وسط 15 الف فلسطيني، وهذا الامر يخيفنا".

ويبدو التجمع الاستيطاني على شكل قلعة مسورة من كافة الجهات. وهو يضم عدة مبان مبنية بالحجر، ولها شرفات تطل على مدينة القدس، في المراحل النهائية للتشطيب.
ويدخل المستوطنون من موقف السيارات في الحي الى المجمع عبر بوابة مركزية كهربائية زينت باعلام اسرائيلية صغيرة. وتنتشر الكاميرات على طول سور المجمع الذي يحرسه حراس مسلحون ولا يسمح لاحد من الخارج بالدخول اليه بدون تنسيق مسبق.

ولم يتسن مقابلة مسؤول تجمع "معاليه هازيتيم" ارييه كينج الذي يسعى لتهويد القدس. لكنه اكد للقناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي ان "66 عائلة يهودية توطنت مؤخرا. لقد تم البناء هنا على ارض يهودية مثلها مثل تل ابيب ومثل حيفا".
وتابع "المكان جميل ويبعد فقط عشر دقائق عن جبل الهيكل وعن حائط المبكى". ويطلق اليهود اسم جبل الهيكل على مجمع المسجد الاقصى، وحائط المبكى على حائط البراق.

ويجري العمل على قدم وساق لبناء تجمع استيطاني اخر، على بعد ثلاثمئة متر يضم 108 وحدات سكنية، في ارض كان عليها مركز للشرطة، وتحولت الى الجمعيات الاستيطانية التي تقيم عليها مجمعا استيطانيا اطلقت عليه اسم "معلوت دافيد".
وسيربط التجمعين الاستيطانيين جسر علوي بين الاسطح، ويتوقع ان يسكن فيهما 200 عائلة.

وقال العباسي لفرانس برس "المستوطنون الذين يسكنون هنا هم ممن يكرهون العرب، ونحن نخشى ان تجري مشاكل في المستقبل لان برنامجهم يقوم على تفريغ القدس من العرب".
واوضح ان "المستوطنة الجديدة بنيت على ارض مساحتها 16 دونما، وهم على وشك الانتهاء من البناء ويريدون توطين 130 عائلة".

ويعتبر تجمع راس العامود الاستيطاني من اكبر التجمعات الاستيطانية في مدينة القدس التي تعتبرها اسرائيل بشقيها الغربي والشرقي عاصمة "موحدة وابدية" لها رغم عدم الاعتراف الدولي بذلك.
وقال رئيس الهيئة الادارية لنادي راس العامود- سلوان اشرف عاصم الاعور "بات الوضع صعبا جدا. في البداية سكنت خمس عائلات يهودية و لقد منعونا من اقامة امسيات رمضانية في النادي في (ايلول) سبتمبر الماضي، وازعجونا عندمااحتفلنا بتخريج طلاب الثانوية العامة في النادي".

واضاف "لقد استولوا على 400 متر مربع من ارض النادي، بعد ان خسرنا القضية".
ومضى يقول "قبل اسبوع كان اولاد المستوطنين يضربون الحجارة علينا ويلقون حبات فاكهة المندرين على الاولاد،اتصلنا بالشرطة لكنها لم تحضر، وعندما القى ولد فلسطيني عليهم حجرا، هرع حراس المستوطنين. ولكن عندما شاهدوا حبات المندرين تراجعوا، لان عندهم شجرة منها على السطح".

واضاف" نحن قلقون جدا لاننا لا نعرف ماذا سيحدث في المستقبل. فهم بداوا يتدفقون للعيش هنا. هذا ناد وفيه اولاد. نحن نحاول ان نمنع اي مجال للاحتكاك، فالاولاد امانة في اعناقنا ولا نريد ان يحدث لهم اي مكروه".
ويعمل القائمون على النادي لتغطية ساحة النادي بشادر "لحماية الاولاد في الساحة من استفزازات اولاد المستوطنين الذين سكنوا للتو".

واوضح اشرف "استدعتنا المخابرات الاسرائيلية، وطالبتنا بالتوقيع على وثائق تحملنا المسؤولية عن اي مشكلة تحدث بين المستوطنين والاولاد لكننا رفضنا".
وقال مقاول يهودي يشرف على المجمع لوكالة فرانس برس "ان سعر البيت هنا اربعة ملايين شاقل (نحو مليون ومئة الف دولار) والمساحة تبدأ من 150 مترا مربعا. هذا اجمل موقع في القدس. انها راس العامود، الطبيعة هنا، ومشهد القدس البانورامي هنا".

وقال كينج لاذاعة المستوطنين "ما نقوم به هو مبادرات خاصة من الجمعيات الاستيطانية. لقد بنينا في عير دافيد (سلوان) وجبل الزيتون، والبلدة القديمة، وبيت صفافا وبيت حنينا، ودخلنا مناطق جديدة".
وتابع وهو يتحدث عن "الخطر الديمغرافي"، "نحن نخوض معركة القدس.ان لم نقم بحمايتها، سيكون الشعب اليهودي مهددا".

وتنشط منظمات صهيونية اخرى للعمل على تهويد القدس مثل "عطيرت كوهنيم"التي تخصصت في البلدة القديمة و"نحلات شيمون" في الشيخ جراح و"العاد" في سلوان ويعمل كينج في راس العامود.
كما ينشط كينج في ملاحقة العرب الذين يبنون بيوتا بدون رخص ويطلق عليهم تسمية "الزعران" ويطالب البلدية بهدم بيوتهم.

وتمكن 900 اسرائيلي من الاقامة في البلدة القديمة للقدس من خلال منظمة "عطيرت كوهنيم" بالاضافة الى 3100 يهودي كانوا يقيمون في الاصل في الحي اليهودي.
وفي الاجمال يعيش 270 الف فلسطيني و200 الف اسرائيلي في القدس الشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم المستقبلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف