أخبار

عيد الأضحى في غزة في ظل الفقر والبطالة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

يحل عيد الأضحى على أهالي غزة هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية متردية وتزايد مستويات الفقر.

غزة:اضطرت ابتسام الى بيع جزء من مصاغها لشراء ملابس جديدة لاطفالها السبعة وبعضا من الحلويات لاستقبال عيد الاضحى الذي يصادف الثلاثاء القادم، بسبب العوز ووضعها الاقتصادي الصعب.
وتخفي ابتسام (40 عاما) وهي من سكان منطقة فقيرة في حي الزيتون شرق مدينة غزة بيع جزء من مصاغها عن اولادها وزوجها محمد العاطل عن العمل منذ سنوات، تفاديا لغضبه.
وتقول وهي تشتري حذاء لطفلتها الصغرى هنادي ذات العامين، "لقد وعدت اولادي ان اشتري لهم ملابس العيد مثل رفاقهم هذه السنة. من حقهم ان يفرحوا مثل باقي الناس".

وتتابع ابتسام وهي تحاول حبس دموعها "زوجي كان يعمل في البناء وامورنا كانت ممتازة..لا عمل له الان لان البناء متوقف. صرفنا كل مدخراتنا الا هاتين الاسورتين".
وماتزال اسرائيل تمنع دخول مواد البناء الى قطاع غزة منذ ثلاث سنوات تقريبا ما ادى الى توقف شبه تام في حركة البناء والاشغال المرتبطة بها.

وحذرت الامم المتحدة من تدهور الوضع المعيشي في القطاع حيث قول عدنان ابو حسنة الناطق باسم الانروا ان "80 % من السكان يعتمدون على المساعدات الانسانية التي تقدمها الانروا. نحن نقدم لاكثر من 800 الف فلسطيني مساعدات منتظمة". ويبلغ سكان القطاع نحو مليون ونصف مليون نسمة.
ويرى ابو حسنة ان "خلق فرص عمل لايزال معقدا وهو الموضوع الاساسي لتحسين وضع الناس ..واستمرار الوضع سيكون له تاثير سىء للغاية على النسيج الاجتماعي والاقتصادي وعلى مجالات الحياة ومزيد من الاحباط والغضب في ظل غياب افق سياسي واقتصادي".

وتكتظ ازقة سوق الزاوية العتيق وسط مدينة غزة بالمارة والمشترين وسط نداءات الباعة المتقاطعة لترويج بضائعهم وخصوصا من حاجيات ومستلزمات العيد.
وقالت منى (33 عاما) وهي ام لخمسة اطفال اصطحبت اكبرهم حسن (12 عاما) الى السوق ""هذا العيد من الله، علينا ان نجتهد لادخال السرور الى قلوب اطفالنا وعائلاتنا رغم الوضع السيئ والاحباط".

وتضيف منى وهي موظفة في مدرسة حكومية وتتلقى راتبها من حكومة سلام فياض في رام الله بالضفة الغربية، وهي تشير الى شنطة في يدها "اشتريت للاولاد كل ما يلزم ملابس واحذية وشوكلاتة العيد.. هذا اقل شيئ نفعله لنقنع انفسنا باننا نعيش".
ويشتكي امجد ابو عثمان (35 عاما) وهو صاحب محل لملابس الاطفال من قلة المشترين مقارنة بعيد الفطر. ويقول "الزبائن كثر..يسألون عن الاسعار وفي الغالب لا يشترون".

وعزا الشاب قلة الشراء في هذا العيد الى "الوضع الاقتصادي السيئ وقلة ما في اليد وارتفاع نسبة البطالة عدا عن الالتزامات الكثيرة".
وتصل نسبة البطالة الى اكثر من 50% في المائة في القطاع، بحسب احصائيات وكالة الامم المتحدة (الانروا).

وعبرت آلاء (24 عاما) بعد ان اشترت ملابس جديدة لطفلتيها عن غضبها لان "الاسعار مرتفعة وجنونية وليست بمتناول جميع فئات الشعب ..بالكاد دبرت نفسي..رغم ان المحلات مليئة بالملابس ومستلزمات العيد افضل من الاعوام السابقة".
وتفرض اسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ عدة سنوات الا انها اضافت بعض التسهيلات المتمثلة بالسماح لاصناف عديدة بالدخول الى قطاع غزة، عدا عن البضائع المتكدسة التي كانت تمر عبر الانفاق المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية.

الا ان ابو حسنة يعتقد ان "الاوضاع الاقتصادية لم تتحسن منذ تخفيف الحصار"، مشيرا الى ان قطاع البناء هو "اهم قطاعات الاقتصاد ولازال مشلولا تقريبا".
ويبدو ان باعة الحلويات اوفر حظا من باعة الملابس كما يقول هشام عبدو (26 عاما) الذي ازدحمت دكانه الصغيرة بالزبائن لشراء الحلويات والسكاكر لتزيين سفرة الضيافة في العيد.

وان كان عيد الاضحى يتميز بكثرة الذبائح والاضاحي، الا ان اقبال الناس هذا العام خفيف على شراء الاضاحي.
ويؤكد ابو الامين بربخ (53 عاما) وهو من سكان خان يونس في جنوب قطاع غزة بهلجة محبطة ان سوق بيع الخراف "اقل من المقبول" هذا العام، مؤكدا انه لم يبع سوى عشرة خراف يومي الخميس والجمعة، وهو عدد ضئيل نسبيا اذا ما قورن بحركة البيع الطبيعية قبيل العيد في كل عام.

وارجع تجار المواشي قلة بيع الخراف والابقار الى ارتفاع اسعارها.
ويقول بربخ ان متوسط سعر الخروف مثلا 1600 شيكل (440 دولارا) بينما متوسط سعر البقر يصل الى 12 الف شيكل، وهو سعر مرتفع عن الاعوام السابقة ويفوق القدرة الشرائية لسكان غزة.

وتستعد العديد من الجمعيات الخيرية المحلية وخصوصا الاسلامية لتوزيع لحوم الاضاحي على عشرات الاف الاسر الفقيرة والمعدمة في حارات ومخيمات القطاع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف