أخبار

«في سرّ الرؤساء» يكشف رفض شيراك للوصاية السوريّة على لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يكشف فنسنت نوزي في كتابه "في سرّ الرؤساء" حماسة الرئيس جاك شيراك في اعقاب اغتيال صديقه الرئيس رفيق الحريري، للتصدي لنظام الوصاية السوريّة على لبنان، ويؤكد لـ إيلاف أن الملف اللبناني كان بالنسبة لشيراك فرصة لإعادة الدفء إلى العلاقات الفرنسية الأميركية. وعن اسقاط نظام صدام حسين، يكرر القول إنّ قرار الحرب على العراق سبق اكتشاف أسلحة كيميائيّة فيه.

باريس: يثير "في سرّ الرؤساء" للكاتب الفرنسيّ فنسنت نوزي (Vincent Nouzille) المعروف بتحقيقاته وكتاباته المعمقة حول الاستخبارات وكواليس السياسة والأمن، انتباه المتابعين نظرًا لما يحتويه من معلومات كان من المفروض ألا ترى النور قبل نصف قرن من الزمن على اعتبار أنها أرشيف لا يمكن الاطلاع عليه في الوقت الحاليّ.

ويعتبر الكتاب الجديد للكاتب نوزي والذي صدر قبل أيام عن دار "فايار" (Fayard) الباريسيّة، وثيقة ستساعد الكثيرين على فهم أسرار الموقفين الفرنسيّ والأميركيّ من منطقة الشرق الأوسط عموما ولبنان وسوريا خصوصًا خلال المرحلة التي سبقت وتلت اغتيال رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق رفيق الحريري.

وربما - بالكثير من الإجحاف والتعسّف على تفاصيل أخرى مهمة وردت- يمكن القول إنّ الكتاب يدفع استنادًا إلى خطوطه العريضة نحو الاقتناع بانّ الرئيس الفرنسيّ السابق جاك شيراك كان المحرّك الأساسيّ في المواجهة التي يخوضها الغرب اليوم ضدّ النظام السوريّ والتي تتخذ منعطفات عديدة.

ويبدو من خلال الكتاب الجديد "في سرّ الرؤساء" أنّ شيراك كان السياسيّ الأبرز الذي يحمل فكرة "ضرورة التصدّي للوصاية السورية على لبنان"، وربما فاقت حماسته تلك أكثر حماسة الرئيس الأميركيّ الأسبق جورج بوش لجهة تسريع الانسحاب السوريّ من لبنان، ومن ثمة إسقاط النظام البعثي الحاكم في دمشق.

"إيلاف" التقت الكاتب الصحافي فنسنت نوزي صاحب "في سر الرؤساء" الذي أكد أنّ عمله جاء امتدادًا لكتابه السابق "أسرار في غاية الحفظ"، الذي اطلع من خلاله القراء على خفايا العلاقات الفرنسية الأميركية، مشيرًا إلى أنه اعتمد منهجية البحث والتحري في وثائق أميركية وأخرى فرنسية لوضع القراء حقيقة في "سر الرؤساء".

غلاف كتاب في سر الرؤساء واطلع نوزي على وثائق تعود إلى أرشيف البيت الأبيض وأخرى إلى الاستخبارات الأميركية، كما حصل من جاك شيراك على إذن للخوض في أرشيف الإليزيه بخصوص العلاقات الأميركية والفرنسية ابتداء من سنة 1981، ما يعني حقبة حكم الرئيس الاشتراكي فرانسوا ميتران ثم المدة التي تولّى فيها شيراك الشؤون الفرنسية.

وحمل الكتاب أسرارًا يمكن أن تمس بالعلاقات السورية الفرنسية، لما احتواه من حقائق حول إصرار الإليزيه في عهد شيراك على الإطاحة بالنظام السوري، دون

الدخول في المواجهة المباشرة معه، وأن يحصل هذا بالمرور من البيت اللبناني، بحسب المعلومات التي أتى بها هذا الصحافي الفرنسي، الذي قال لـ إيلاف في هذا الخصوص "إنه لا يعتقد أن شيراك كان واعيا بقيمة تلك الوثائق".

أضاف الكاتب "بحثت في الوثائق حتى وصلت إلى هذه الحقائق"، في إيحاء إلى أن الإليزيه لم يكن يتصور أن هذه المستندات يمكن لها أن تحمل كل هذه الأشياء، كما نفى أن يكون تلقى أي رد فعل من قبل الرئيس السابق الفرنسي، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمعلومات مستمدة من وثائق رسمية، ولا يمكن بأية حال من الأحوال نفيها أو تكذيبها.

شيراك والملف اللبناني

يتحدث الكتاب عن الحنق الذي ظل يلازم جاك شيراك بعد مقتل صديقه رفيق الحريري في عملية إرهابية، ودوره في تشكيل لجنة تحقيق دولية ثم محكمة دولية لمتابعة القتلة.

لم يكن يتردد في توجيه التهمة للنظام السوري، كما كان شأن مصر التي انضم رئيسها حسني مبارك، حسب "في سر الرؤساء"، إلى جوقة متهمي سوريا بضلوعها في العملية التي أودت بحياة الزعيم اللبناني، مباشرة بعد الحادث.

وأكد نوزي لـ إيلاف أن "الملف اللبناني كان بالنسبة لشيراك فرصة لإعادة الدفء للعلاقات الفرنسية الأميركية".

وأوضح أن الإليزيه جدّ في البحث عن وسيلة لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مجراها الطبيعي، موحيًا أنه لم يكن في صالحه أن تستمر على نحو من التوتر، وخصوصا أن باريس كانت تعي كونها مهددة في مصالحها من قبل واشنطن.

يسرد الكتاب بهذا الشأن تهديدا واضحا وجهه أحد رموز المحافظين في البنتاغون، بول ولفوفيتز، إلى مبعوث جاك شيراك إلى الولايات المتحدة على خلفية التعاطي السلبي لباريس مع الحرب الأميركية ضد العراق، وذلك بقوله: "إن الموقف الفرنسي تعبير عن هزيمة أخلاقية"، مضيفا وهو يلوح بيده في اتجاهه "نحن نعرف ماذا تعرفون"،علما أن الكتاب يفيد من جديد أن قرار خوض الحرب ضدّ نظام صدام حسين كانت مقررة سلفا على أن يتمّ البحث عن الأسلحة الكيميائيّة في ما بعد.

نوزي: قمت بعمل صحافي وتاريخي

الكاتب فنسنت نوزي

وإن كان تلقى ردود فعل من طرف الحكومات العربية التي أشير لحكامها بالاسم في الكتاب، قال فنسنت نوزي "حتى الآن لم أتلقى أي رد فعل، ولا أهتم بها إن كانت لا تقبل النقاش..."، مضيفا "قمت بعمل صحافي وتاريخي معتمدًا في ذلك على وثائق ألزمتني الكثير من البحث و التحري".

وأشار الكاتب إلى أن مؤلفه صدر حديثًا وأنه لمس فضولاً من قراء الشرق الأوسط لمطالعته.

ونفى أن يكون كتابه سعى أن يمنح للعلاقات بين باريس وواشنطن لمعانًا، مضيفاً أنه وضع أسرار العلاقات الفرنسية الأميركية منذ عقود في متناول القارئ.

كما شدد على أنه أبرز الضغوطات التي مورست على الإليزيه في عهد شيراك الذي استغل الملف اللبناني أحسن استغلال لكسب ثقة البيت الأبيض، إلا أنه دفع الثمن غالياً، وبإلحاح أميركي، "بالتنازل عن الديون المتبقية لفائدة العراق والتي بلغت5.5 مليار دولار أي ما يناهز ثمانين بالمائة من ديون بغداد لحساب باريس".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الاستياء من البعث
سعيد -

لولا ان الاستياء من النظام السوري وصل الى حدودة القصوى لما اعلنت فرنسا على يد احد ابرز صحفييها هذه المعلومات السرية

إلى رقم واحد
مواطن سوري -

أولا : سوريا خارج لبنان الان واعتقد انه لا يحق لأحد مهاجمة سوريا بهذا الخصوص بعد اليوم والاولى أن يتم تنظيف لبنان من عملائه الفرنسيين والامريكيين والاسرائيلين الذين يملؤن البلد وبالطبع نحن السوريين سواء ضد نظام البعث أو معه فهذا شأن داخلي نناقشه فيما بيننا ونقرر إذا كنا نحتاج لدعم خارجي أم لا كما هو حال العراق أما البقية فليخرسوا وليبذلو الجهود لاصلاح بلادهم سواء لبنان أو غيره وأعتقد بالنسبة لمؤامرة الرئيس المصري فهو ليس أحسن حال من سوريا وقد أعتدنا على إنصياعه وخنوعه لاسياده الامريكان والاسرائيلين...ولبنان بعد خروج الجيش السوري لمم تتغير فإذا ....دود الخل منو وفيه......

اسقاط البعث السوري
برجس شويش -

كانت فرصة ذهبية امام الشعب السوري و القوى المعارضة للنظام البعثي السوري التحرك واسقاط النظام فنظام البعث العراقي سقط و لحق في لبنان هزيمة كبرى بالنظام السوري بعد مقتل الرئيس حريري و اصبحت النظام مستهدفا من الدول العظمى وخاصة امريكا و فرنسا و بريطانيا و لكن للاسف القوى المعارضة السورية لم تستغل كل هذه الظروف المؤاتية لاسقاط النظام السوري الذي حان رحيله من السيطرة على الحكم في سوريا، ولكن يبدوا ان الغرب لم يكن جديا في اسقاط النظام بسبب حاجة اسرائيل الى و جود هذا النظام في ظل الضعف في القوى المعارضة السورية

اسقاط البعث السوري
برجس شويش -

كانت فرصة ذهبية امام الشعب السوري و القوى المعارضة للنظام البعثي السوري التحرك واسقاط النظام فنظام البعث العراقي سقط و لحق في لبنان هزيمة كبرى بالنظام السوري بعد مقتل الرئيس حريري و اصبحت النظام مستهدفا من الدول العظمى وخاصة امريكا و فرنسا و بريطانيا و لكن للاسف القوى المعارضة السورية لم تستغل كل هذه الظروف المؤاتية لاسقاط النظام السوري الذي حان رحيله من السيطرة على الحكم في سوريا، ولكن يبدوا ان الغرب لم يكن جديا في اسقاط النظام بسبب حاجة اسرائيل الى و جود هذا النظام في ظل الضعف في القوى المعارضة السورية