أخبار

إعتداء كراتشي يؤشر لتوسيع جبهة طالبان باكستان

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

كراتشي: يشكل الاعتداء الذي وقع هذا الاسبوع في كراتشي تاكيدا للمخاوف المتزايدة حيال توسع خطر الاسلاميين في باكستان مع التقارب الحاصل بين "طالبان الباشتون" في شمال غرب البلاد و"طالبان الجدد" في البنجاب، وجميعهم متحالفون مع القاعدة.

وتبنت حركة طالبان الباكستانية الاعتداء بالسيارة المفخخة. وهذه الحركة الناشطة في المناطق القبلية في شمال غرب البلاد على الحدود مع افغانستان، تعتبر مسؤولة عن القسم الاكبر من الاعتداءات الدامية التي تشهدها باكستان منذ ثلاث سنوات.

غير ان الشرطة أشارت باصبع الاتهام منذ مساء الخميس الى مجموعة عسكر جنجوي البنجابية المتطرفة، باعتبارها المنفذ الرئيسي للاعتداء بمساعدة طالبان الباكستانية. واعلن وزير الداخلية رحمن مالك الجمعة ان "مجموعة عسكر جنجوي تقف وراء الهجوم في كراتشي".

ولكل من الحركتين المتطرفتين المحظورتين اهدافها الخاصة، حيث ان طالبان الباكستانية تقاتل الحكومة بسبب انضمامها الى "الحرب على الارهاب" التي تخوضها الولايات المتحدة في المنطقة، فيما تستهدف هجمات عسكر جنجوي الاقليات الدينية، ولا سيما تلك الشيعية.

وما يجمع بين الحركتين هو انهما تضمان في صفوفهما العديد من المقاتلين الذين قاوموا "الكفار" السوفيات ثم الغربيين في افغانستان. وكان جميع المقاتلين الاسلاميين يلتقون في معسكرات التدريب، وكذلك في كراتشي، المدينة الكبيرة البالغ عدد سكانها 17 مليون نسمة والتي تشكل ملاذا لهم منذ زمن بعيد.

وفي صيف 2007 هاجم الجيش الباكستاني المسجد الاحمر في اسلام اباد وطرد منه مئات الطلاب الاسلاميين وقد اسفر الهجوم عن مقتل اكثر من مئة شخص. وعلى اثر الهجوم، حصل تقارب بين المقاتلين الباشتونيين والبنجابيين وقد اعلنوا جميعا الجهاد على الحكومة، وذلك بتشجيع وتأييد من تنظيم القاعدة.

وشاركت طالبان الباكستانية منذ ذلك الحين في هجمات على الشيعة، كما رصدت السلطات بصمات عسكر جنجوي في عدة اعتداءات استهدفت قوات الامن. وبات عناصر عسكر جنجوي وغيرها من الحركات المتطرفة البنجابية يعرفون باسم "طالبان البنجاب".

وفي تشرين الاول/اكتوبر 2009 اقر رحمن مالك بعد سلسلة من الهجمات الدامية شنها المتمردون في عدة مناطق، بان "حركات طالبان الباكستانية.. والقاعدة وعسكر جنجوي المحظورة تتحرك معا في باكستان". غير ان الوضع ازداد تعقيدا في الاشهر الماضية حيث باتت السلطات تطارد "طالبان البنجاب" تحت ضغط الغربيين الذين يشتبهون بضلوع الحركة الى جانب القاعدة في التخطيط لاعتداءات في الولايات المتحدة واوروبا.

وكانت شرطة كراتشي اعتقلت الاربعاء عشية الاعتداء عناصر من عسكر جنجوي وقياديا في طالبان الباكستانية. وقال قائم علي شاه رئيس حكومة ولاية السند ان "الارهابيين" هاجموا مساء الخميس مكاتب الشرطة "لتحرير رفاقهم لكنهم فشلوا". وتواجه الحكومة مهمة في غاية الصعوبة في هذه المدينة حيث يشتبه بان الاف المدارس القرآنية تخرج اعدادا متزايدة من المرشحين للجهاد ضد الولايات المتحدة وحليفتها اسلام اباد.

وقال مسؤول في اجهزة الامن في كراتشي الجمعة طالبا عدم كشف اسمه ان "كل هذه المجموعات (طالبان الباكستانية وعسكر جنجوي) عززت صفوفها في كراتشي في الاشهر الاخيرة". وحذر المحلل حسن عسكري من انه "اذا ارادت الدولة الباكستانية التخلص من هذه المجموعات، فسيترتب عليها خوض حرب شوارع داخل المدن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف