دهشة أميركية من مطالب حامد كرزاي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: قللت الولايات المتحدة من أهمية تصريحات الرئيس الأفغاني التي دعا فيها إلى تقليص عدد القوات الأميركية في بلاده والحد من العمليات التي تقوم بها تلك القوات أثناء الليل، ووصفت تلك العمليات بأنها ضرورية لحماية الشعب الأفغاني.
وقال ريتشارد هولبروك مبعوث الرئيس أوباما الخاص إلى باكستان وأفغانستان، في رده على تصريحات الرئيس كرزاي لصحفية واشنطن بوست، إن القوات المنتشرة في أفغانستان تعمل الآن على تسليم جميع المهام إلى القوات الأفغانية خلال السنوات المقبلة، وأضاف: "سيتقلص العدد الضخم للقوات المقاتلة مع حلول عام 2014، أي بعد أربع سنوات من الآن، وستبدأ عملية تسليم المهام بحلول يوليو/تموز المقبل مع بدء عملية سحب القوات الأميركية".
وأكد السفير أهمية ما تقوم بها القوات الأميركية والدولية في أفغانستان، من أجل تحقيق السلام والاستقرار، وقال:
"أما فيما يخص الظروف الحالية والتي تثير قلق الرئيس كرزاي، فإنها ضرورية من أجل حماية حكومته وشعبه، ويجب أن يتم أي تغيير بدقة وعناية، وعلى نحو متوازن، وأن يخضع للمراجعة بشكل مستمر".
دهشة في الكونغرس من مطالب كرزاي
من جانبه، أعرب السناتور ليندزي غرام عن دهشته إزاء تصريحات الرئيس حامد كرزاي التي دعا فيها الولايات المتحدة إلى الحد من عدد القوات الأميركية في بلاده وتقليص العمليات التي تقوم بها أثناء الليل، وقال في لقاء مع شبكة ABC بعد زيارته أفغانستان: "لقد أصابني الذهول، فقد كان لقائي والسناتور ماكين وليبرمان والسفير إيكنبيري، والجنرال بتريوس مع الرئيس كرزاي ممتازا، بحثنا خلاله الأوضاع، وقد ركز المقال الذي نشرته صحيفة واشنطن بوست على العمليات التي تقوم بها القوات خلال الليل، لكن قادة القوات الأميركية أبلغونا إحكام السيطرة على الأعمال العسكرية الليلية، وأن تلك العمليات تؤثر بشكل بالغ على طالبان وتؤثر أيضا على العمليات التي يشنها المسلحون ككل، ولم يتطرق الرئيس كرزاي لتلك المسألة علما أننا بحثنا بشكل صريح، إقامة قاعدتين عسكريتين دائمتين في أفغانستان من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ولم تطرأ أي خلافات بين الرئيس كرزاي والجنرال بتريوس حول الخطة الخاصة بالانسحاب خلال الاجتماع".
"الاستجابة للمطالب تعني تدعيم طالبان"
وأوضح مايك ليونز مستشار الشؤون العسكرية لشبكة CBS الإخبارية أن الاستجابة لتلك المطالب تعني تدعيم حركة طالبان، وأضاف قائلا: "إذا كان كرزاي قلقا بشأن الغارات الليلية والوجود العسكري الأميركي الكبير في أفغانستان، فإنني أخشى أن أقول إن ذلك لن يكون الحل على المدى الطويل. فلو قررنا الآن عدم البحث عن مخابئ أسلحة طالبان وتوقفنا عن مهاجمة مسلحيها ليلا حيث تشن معظم هجماتها فستزيد قوتها في المستقبل".
وقال ليونز إنه إذا أراد كرزاي تنفيذ رغبته فعليه أن يثبت قدرته على إقناع طالبان بإلقاء السلاح، مضيفا: "عليه أن يثبت أن تقليص حجم القوات الأميركية سيدفع القادة الكبار في طالبان الذين يتفاوض معهم كرزاي إلى إبرام اتفاق سلام يقضي بعدم مهاجمة القوات الأميركية والمواطنين الأفغان وتقويض استراتيجية مكافحة التمرد برمتها".
لكن ليونز أقر بصعوبة الاعتماد على الحكومة المركزية في كابل لتحقيق الاستقرار في البلاد في المرحلة الراهنة، وقال: "لا يمكن الاعتماد على الحكومة المركزية في أفغانستان، لذا يتعين علينا مواصلة الاتصال بالأقاليم الأخرى وزعماء العشائر. ومن الصعب، بل من المستحيل الآن تقليص حجم القوات والركون إلى أن الحكومة المركزية ستُحسّن حياة مواطنين يقطنون على بعد مئات الأميال من كابل".
استمرار الضغط على باكستان لتطهير وزيرستان
على صعيد آخر، يستمر الضغط على باكستان لبذل المزيد من الجهود للقضاء على تنظيم القاعدة وطالبان في المنطقة القبلية، لا سيما في منطقة وزيرستان التي يصفها البعض بأنها مركز الإرهاب والتطرف.
وقد أوضحت باكستان أنها بصدد الشروع في حملة عسكرية كبيرة إلا أنها تشير إلى أن جيشها يبدو موزع القوى ويفتقر إلى الموارد اللازمة.
ويقول السفير ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان "فيما يتعلق بشمال وزيرستان، يتسم القرار بصبغة تكتيكية ولا يمكن للجيش الباكستاني أن يتخذه بمفرده، هذا فضلا عن أن الباكستانيين يقولون إنهم لا يملكون الموارد الكافية، وأعتقد أن لهم بعض الحق. لكنني آمل أن تنفذ تلك الحملة. والأمر يرجع لباكستان، ولا يحق للولايات المتحدة أن تملي شيئا على الجيش الباكستاني".