كوشنير يغادر حكومة فرنسا مع سجل متضارب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أنهى التعديل الوزاري الجديد في فرنسا مهمة برنارد كوشنير صاحب الشهرة العالمية.
باريس: سجل التعديل الوزاري الذي شهدته فرنسا الاحد نهاية مهمة برنار كوشنير الذي تم استبداله بميشال اليو-ماري لتولي في حقيبة وزارة الخارجية، مخلفا وراءه حصيلة مريرة لهذا المناضل السابق في المجال الانساني وصاحب الشهرة العالمية.
وبرنار كوشنير (71 عاما)، الاختصاصي في ادارة الازمات الذي يعتمد بشكل كبير في سياسته على انفعالاته الشخصية، لم ينجح في سائر الاحيان في التفاهم مع الدبلوماسيين خلال ثلاث سنوات ونصف السنة امضاها في وزارة الخارجية.
ورأى دومينيك مويزي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان كوشنير "يتصرف بشكل انفعالي وعاطفي". وكان بالتالي رجلا يسعى وراء حلول عادلة الا انه اظهر في بعض الاحيان ترددا في حسم المواقف. واضاف مويزي "لم يتم اختيار كوشنير لانه يفهم العالم بشكل افضل، بل لأن الاليزيه اراد القيام بعملية سياسة سياسية. ورأى اصدقاء الرئيس انه لن يخلق مشاكل لكونه ليس رجل ملفات".
وكان نيكولا ساركوزي ضم الى فريقه عام 2007 كوشنير المعروف ب "الطبيب الفرنسي" في منظمة اطباء بلا حدود واليساري واحدى الشخصيات الفرنسية الاكثر شعبية. وهي شعبية حافظ عليها على رغم تلطيخ صورته منذ ذلك الحين.
وعلى مر السنين، تعدت الرئاسة الفرنسية اكثر فأكثر على الادارة اليومية لوزارة الخارجية، معطية انطباعا للدبلوماسيين بان وزارتهم لا تدافع بما يكفي عن نطاق صلاحياتهم وميزانيتهم. وكان وزيران بارزان يميني ويساري من اسلاف كوشنير في وزارة الخارجية، اوبير فيدرين والان جوبيه، انتقدا في رسالة مفتوحة وجههاها في تموز/يوليو خسارة هذه الوزارة نفوذها في العالم.
وضاعف الامين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان من مهماته الحساسة في افريقيا والشرق الاوسط متجاوزا في بعض الاحيان برنار كوشنير. واعتبر دومينيك مويزي ان كوشنير "لم يكن على المستوى المطلوب لجهة التفكير والخيال" في مقاربته للعلاقات مع الصين وروسيا والهند والعلاقة مع دول الاميركيتين.
وفي العلاقة مع اوروبا، رأى باسكال بونيفاس مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية ان هذا الموضوع "لم يكن من الاهتمامات الرئيسية" لكوشنير. فقد ترك ادارة هذا الملف الى مستشاري نيكولا ساركوزي او الى وزراء الدولة الذين تعاقبوا على الاهتمام بهذا الملف.
واهتم كوشنير كثيرا بالتعددية السياسية وبعدد من المناطق التي يعرفها جيدا كالبلقان والشرق الاوسط (خصوصا لبنان). الا انه لم يأت بأثر كبير على هذا الملف الاخير الذي اعرب عن امله في ان يتم حله قبل مماته.
وحول ايران، اعتمد كوشنير لغة حازمة مراهنا على تطور داخلي في النظام، وهو ما لم يحصل يوما. اما في افريقيا، فقد بذل كوشنير جهودا في تشاد لحماية لاجئي دارفور، وكان راعي المصالحة مع رواندا، ودفع بالعسكريين الغينيين الى الانتقال في اتجاه نظام مدني بعد مجزرة حصلت في ايلول/سبتمبر 2009.
وتسببت صراحته واسلوبه المباشر بمشاكل للدبلوماسية الفرنسية في بعض الاحيان، كما حصل مثلا لدى اعتباره ان العلاقات بين فرنسا والجزائر قد تصبح "اكثر بساطة ربما" عندما يغادر جيل الاستقلال الجزائري السلطة.
وقال باسكال بونيفاس ان وزارة الخارجية، "التي كان من المفترض ان تكون تتويجا لمسيرة برنار كوشنير، شكلت نهاية الكوشنيرية، بقدر ما تحطم ما كان يمثله -حق التدخل، حقوق الانسان- على مذبح السياسة الواقعية".
واعتبر الباحث ان كوشنير "امضى وقته في مناقضة كلام الداعية اليساري الذي كان عليه سابقا". وفي الوزارة، انشأ برنار كوشنير مركز ازمة وادارة للعولمة. كما قام باصلاح الحركة الثقافية لفرنسا في الخارج. كما ناضل في سبيل فرض ضريبة على العمليات المالية لتمويل صندوق المساعدة للتنمية.