أخبار

ميشال اليو ماري من الجيش الى الدبلوماسية في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ريبدو أنها المرة الأولى في فرنسا التي تتولى فيها امرأة حقيبة الخارجية بعد أن كانت مكلفة بحقيبة الدفاع.

ميشال اليو ماري

باريس: اصبحت ميشال اليو ماري التي تعد من اهم شخصيات اليمين الفرنسي والقريبة من الرئيس السابق جاك شيراك، اول امرأة تتولى حقيبة الخارجية في فرنسا بعدما كانت اول وزيرة للدفاع.

وقد شغلت اليو ماري (64 عاما) بلا انقطاع ثلاث حقائب وزارية عريقة وحساسة هي: الدفاع (2002-2007) ثم الداخلية (2007-2009) واخيرا العدل (2009-2010). وقد رشحت هذه المرأة التي تمثل وزنا سياسيا كبيرا في الاغلبية اليمينية، لتولي رئاسة الحكومة خلفا لفرنسوا فيون.

وفي وزارة الخارجية، يمكنها الاعتماد على الخبرة الدولية التي اكتسبتها في وزارة الدفاع حيث زارت خلال خمس سنوات المناطق الاكثر حساسية في العالم.

ونجحت هذه المرأة التي تتمتع بشخصية قوية، في اقناع العسكريين بالقبول بها. وقد اثارت سراويلها الاقرب الى سراويل الجيش سخرية بعض المعلقين والفكاهيين قبل ان تستبدلها بازياء كلاسيكية مع تبدل مهامها الحكومية.

وتتمسك هذه السيدة النافذة في عالم ذكوري، بالابقاء على صيغة المذكر للقبها. فبينما قامت نساء بتأنيث الصفة، تشدد اليو ماري على ان تبقى صفتها "السيدة الوزير".

ولم تصادق هذه المرأة الشقراء الواثقة من نفسها، على قانون المساواة العددية بين الرجال والنساء وترفض فكرة التمييز الايجابي لصالح النساء.

وفي السياسة، لا تتبع اليو ماري الانيقة سوى مبدأ واحدا هو الحذر. ولم تلصق باسمها اي فضيحة بينما اختار صحافي وضع كتابا عن سيرتها عنوانا لهذا المؤلف "الصامتة الكبرى".

وقد فكرت مرة في الترشح للانتخابات الرئاسية في 2007 لكنها لم تحقق يوما اي اختراق في استطلاعات الرأي.

بدأت ميشال اليو ماري حياتها السياسية في منطقة البيرينيه اتلانتيك في قلب منطقة الباسك الفرنسية حيث كان والدها برنار ماري نائبا (1967-1981) ثم رئيسا لبلدية بياريتز (1983-1991). دخلت الجمعية الوطنية للمرة الاولى في 1986 وانتخبت ثلاث مرات رئيسة لبلدية المدينة المجاورة سان جان دي لوز (1995 و2001 و2008).

وخلال تفكيره الطويل في التعديل الحكومي، فكر الرئيس نيكولا ساركوزي باليو ماري لرئاسة الحكومة، لتشغل المنصب امرأة قادت حزب التجمع من اجل الجمهورية الديغولي (الذي ورثه الاتحاد من اجل حركة شعبية) وقادرة على الحصول على اغلبية من اليمين القلق.

لكن اليو ماري اربكت وضعف موقفها في الاسابيع الاخيرة بسبب احد تشعبات فضيحة "فيرت-بيتانكور" التي تورطت فيها وريثة مجموعة لوريال ليليان بيتانكور ووزير العمل ايريك فيرت.

وقد ذكرت الشرطة ان احد اقرب مستشاريها زود صحافيين يحققون في القضية بمعلومات. وقد اقيل من منصبه.

وتشكل ميشال اليو ماري مع النائب اليميني باتريك اولييه زوجين نادرين في السياسة الفرنسية. وهما زوجان يشغلان منصبين وزاريين في الحكومة بما ان رفيق وزيرة الخارجية اصبح وزيرا للعلاقات مع البرلمان.

وقد اثبتت الوقائع خطأ توقعاته، اذ قال في تشرين الاول/اكتوبر "انني الوحيد الذي يعرف انني لن اصبح يوما وزيرا (...) انها مأساة الحب".

ولدت اليو ماري في العاشر من ايلول/سبتمبر 1946 في فيلنوف لو روا بضواحي باريس ونشأت في وسط سياسي.

وقد شاركت في حكومتي التعايش في عهد الرئيس فرانسوا ميتران كوزيرة منتدبة مكلفة التعليم (1986-1988) ووزيرة للشباب والرياضة (1993-1995).

وهي تحمل دكتوراه في العلوم السياسية.

آلان جوبيه يعود الى الحكومة ليتولى الدفاع

من جهة أخرى، عاد آلان جوبيه الذي دفعه وفاؤه للرئيس السابق جاك شيراك للتضحية، الى الحكومة الفرنسية ليتولى حقيبة الدفاع في آخر مهمة له بعدما تجاوز الخامسة والستين من العمر، لكن هذه المرة ليخدم طموح رجل آخر هو نيكولا ساركوزي.

وعندما سئل ما اذا كان مرشحا لاي حقيبة وزارية، اسر رئيس الوزراء الاسبق ووزير الخارجية الاسبق ان هذه المهمة "قد تكون واحدة من آخر المحطات" في الحياة المهنية لاحد المع السياسيين بين ابناء جيله.

وعلى مر السنين والمحن، اكتسب جوبيه بعض الصراحة والليونة. وهو يريد ان يظهر كحكيم في السياسة ويكسر صورة الجمود والبرودة الملتصقة به.

وقد امضى هذا الرجل الطويل القامة والنحيل، الذي يحمل ملامح التكنوقراط الفرنسيين، حياته المهنية كما توقع له كثيرون. ولم يتمكن يوما من الترشح الى منصب رئاسة الجمهورية وسمح بانتقالها الى نيكولا ساركوزي الذي يصغره بعشر سنوات.

وقد قال عنه شيراك "انه افضلنا". وقد كان الرئيس السابق (1995-2002) راعي جوبيه كما كان في بعض الاحيان مخرب طموحاته. فاسم وزير الدفاع الجديد يبقى مرتبطا باكبر الاخفاقات التي واجهها جاك شيراك وباسوأ الجوانب في عمله السياسي.

ونظرا لوفائه هذا، حكم على جوبيه في 2004 بالسجن 14 شهرا مع وقف التنفيذ وبحرمانه من حق الترشح للانتخابات لمدة سنة.

فقد تحمل جوبيه الذي كان مساعد شيراك للشؤون المالية عندما كان الاخير رئيسا لبلدية باريس، امام القضاء مسؤولية نظام غامض من التوظيف بناء على المحسوبية، تغطي نفقاته البلدية لحساب الحزب الرئاسي.

ودفع جوبيه الثمن بمفرده. وما يزيد من هول القضية ان جاك شيراك الذي كان محميا بحصانته الرئاسية، اعفي من المحاكمة. لكن مع انتهاء رئاسته، سيمثل الربيع المقبل امام القضاء.

وبعدما منعه القضاء من الترشح لاي منصب على مدى سنة، تخلى عن رئاسة الاتحاد من اجل حركة شعبية (يمين) وانتقل الى مونتريال (كندا) حيث زاول التعليم.

وعند عودته الى فرنسا في حزيران/يونيو 2006 استعاد منصبه على رأس بلدية بوردو (جنوب غرب).

في 1995، تولى جوبيه رئاسة الحكومة وكان طموحه اصلاح فرنسا. لكن منذ الاشهر الاولى واجته واحدة من اطول واعنف حركات الاحتجاج الاجتماعي في التاريخ الحديث ضد خططه لاصلاح الضمان الاجتماعي والتقاعد.

وبعد عامين كان احد مهندسي حل الجمعية الوطنية في واحدة من اسوأ النكسات التي مني بها شيراك. وكان يتوقع ان تعزز الانتخابات التشريعية الجديدة اليمين، لكنها دفعت باليسار الى البرلمان.

ويقول جوبيه انه فكر في بعض الاحيان بالتخلي عن العمل السياسي. وفي وقت اقرب، تساءل امام مقربين منه عن جدوى عودته الى الحكومة.

وعرضت عليه حقيبة الخارجية التي تولاها من 1993 الى 1995 وترك لدى الدبلوماسيين فيها انطباعا جيدا، لكنه رفض معتبرا انه لن يتمتع بحرية التصرف اذ ان الاليزيه في عهد ساركوزي هو من يقود السياسة الخارجية.

ولم تغره حقيبة المالية او الداخلية وقبل في نهاية المطاف بوزارة الدفاع. وقد تكون هذه المهمة الوزارية الاخيرة التي يقوم بها جوبيه.

ولد جوبيه في 15 اب/اغسطس 1945 في مون-دو-مارسان (جنوب غرب) وحاز شهادة من المدرسة الوطنية للادارة (اينا) التي تخرج النخبة السياسية الفرنسية.

وقد التحق في 1976 بمكتب جاك شيراك الذي كان رئيسا للوزراء.

انتخب جوبيه نائبا عن باريس في 1986 ثم نائبا ورئيس بلدية في بوردو عام 1995 ونائبا عن منطقة جيروند عام 1997.

تولى حقيبة الميزانية في 1986 ثم الخارجية بين 1993 و1995، وهي فترة قال عنها انها "الاسعد" في حياته السياسية، قبل ان يعينه شيراك رئيسا للحكومة بين 1995 و1997.

وجوبيه متزوج مرتين واب لثلاثة اولاد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف