أخبار

الهجرة حلم شباب غزة الأول وأوروبا تغلق أبوابها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يسعى الكثير من الشبان في قطاع غزة إلى الخروج من الواقع الذي يعيشون فيه، وذلك من خلال الهجرة إلى دول أوروبا بحثا فرص عمل هناك، أو حتى طلب اللجوء.

غامر مئات الشباب الفلسطينيين ولا زالوا الهجرة أو اللجوء إلى أوروبا ، بل وأتيح لعدد منهم الفرص ووصلوا إلى هناك إما بطرق رسمية مليئة بالشروط والقيود أو بطرق غير رسمية أكثرها مخاطرة بأرواحهم، وكل ذلك من أجل أن يبتعد الشباب عن تشوهات الواقع الفلسطيني، وأن يحصلوا على فرص عمل أفضل، وحياة كريمة، ودولة تحميهم وتحافظ عليهم.
هكذا أصبح الحلم والمستقبل هو أوروبا في وقت يشعر الشباب أنهم مستهلكين في بلادهم، ويطمحون إلى التنمية وتطوير الذات في "بلاد التطور" التي كانت أبوابها مفتوحة للطلاب والسياح في الماضي، وأغلقتها الآن أمام الأعداد الكبيرة التي تطلب السفر بحجة الدراسة، وما أن يصلوا إلى هناك حتى يكون اللجوء مبتغاهم.

بمجرد وصولي أوروبا فكرت باللجوء
الصحفي زهير النجار أحد الذين سافروا إلى أوروبا وتحديدا الدنمارك بعدما حصل على تأشيرة لحضور أحد البرامج التعليمية القصيرة يقول أنه بمجرد وصوله هناك اصطدم بالحضارة الأوروبية وأدرك الفروق الكبير بين أوروبا وقطاع غزة، ويضيف: "نهض الحلم القديم ألا وهو الهجرة واستحوذ على كامل البرنامج المقرر، وانتابني حينها شعور بأني لا أريد العودة الى غزة، وأود التمتع بالحرية المطلقة التي طالما حلمت بها, خاصة بمجال عملي كصحفي مستقل دون قيود أو عقود ملزمة للاحتكار أو تقييد لحرية الرأي أو المهنة".

ويتحدث النجار بصراحة فيبين: "تقدمت بطلب للجوء في السويد مع يقيني التام أني لن أحصل على الموافقة لأن إقامتي الممنوحة لي من الدنمرك كانت لتمنع ذلك لأنه لا يحق لك طلب اللجوء في دولة ما، إذا كنت قد دخلت الإتحاد الأوروبي بطريقة قانونية من دولة أخرى".

ويتحدث أكثر عن تجربة اللجوء هناك فيقول: "تعرفت على أشخاص من ثقافات, أعراف, جنسيات وطوائف مختلفة، برغم أني لم أكن أسكن في معسكر اللجوء الذي هو غير ملزم لطالب اللجوء في السويد, إلا أني كنت أقصد مكتب الهجرة لإجراء مقابلات وتحقيقات عن أسباب طلبي للجوء، ويتابع: "هناك صادفت أشخصا كثر من ألوان وأطياف ما رأيت مثلها قط, وكونت علاقات من مختلف الدول التي لم ترد بخاطرتي يوما، مثل الصومال وإيران وأكراد سوريا والعراق وكردستان, وغيرها من الدول".

الفلسطيني يعرف بـ "من دون وطن" في أوروبا
ويشير النجار إلى أنه لا يوجد فرق في أوروبا بين فلسطيني أو عراقي أو أي جنسية شرق أوسطية أخرى سوى بالأوراق أو المعاملات القانونية أو في مكاتب دائرة الهجرة، ويضيف: "الفرق الوحيد بينهم أن الكل له مسمى "كعراقي الأصل, إيراني, سوري, مصري، أما الفلسطيني بالأوراق الرسمية فيعرف بـ "من دون وطن" فلا جنسية له بالرغم من حمله للجواز الفلسطيني، وحينها يحس المرء أنه فعلا خرج من وطنه ليجد نفسه رسميا من غير وطن".

ويتابع متحدثا عن سبب رجوعه إلى غزة، قائلا: "خلال فترة مكوثي هناك لم أستطع ممارسة أي عمل، ولذلك بدأت فكرة الرجوع لقطاع غزة لمزاولة مهنتي، وكذلك كانت هناك فوارق أخرى عايشتها بشكل شخصي أدت إلى عودتي للحياة البسيطة البعيدة عن رتابة الحياة البيروقراطية والمساواة الزائفة للجنسين".

ويشير النجار: "المفاجئة كانت عند دخولي للقطاع ومقابلة أصدقائي وزملاء كنت قد افتقدتهم كثيرا، ولكني كلما قابلت أحدهم قال لي "شو اللي رجعك على بلد الفقر، وشو اللي رماك علينا تاني، وبعضهم وصفني بالفاشل".
وعندما تساءلت "إيلاف" إذا ما كان النجار سيعود إلى أوروبا مجددا أم لا، قال: "فكرة رجوعي إلى أوروبا ليست مستبعدة البتة بحكم عملي, وربما ستكون للاستقرار، لا أحد منا يعلم ما يخبأه القدر".
ولكنه يؤكد قائلا: "أفضل العمل في مجال مهنه أحببتها بين أحبتي في وطن شطبه الأوروبيون من حواسيبهم ونسبوا لنا صفة "دون وطن" على أن أعيش في مستنقع يغرق ساكنيه في قاذورات أسماها الغرب الحريات المطلقة".

سأذهب إلى أوروبا كشاب منتج وليس عبئ عليها
محمد صيام 25 عاما يعمل في مجال التصميم الجرافيكي والتصوير الفوتوغرافي يقول في حديثه "لإيلاف": "فكرت كثيرا في الهجرة إلى أوروبا وقد حصلت على الفرصة في أكثر من بلد، من بينها إيطاليا وأستراليا، ولكني رفضت ذلك لأني لا أؤمن بالهجرة لأنها ضياع".

ويبين محمد أنه كان يخطط للذهاب إلى أسبانيا وقد سنحت له الفرصة ولكنه توقف لأنه لم يكن يعرف لماذا سيذهب إلى هناك، ويوضح: "أفضل عندما أهاجر أن أذهب إلى بلد أصنع فيها شيئ جديد، او أعمل بها أو حتى للدراسة، وليس هجرة بلا هدف كما يفعل البعض لذلك أجلت هذا الموضوع لوقت مناسب".

ويقول محمد أنه غير نادم على الفرصة التي أضاعها لأنه لو ذهب إلى هناك فلن يجد شيئا يفعله، ويؤكد: "ليس هجرة البلد بعيدة عني، ففي غضون سنة ونصف سأكون قد كونت مبلغ من المال لأن بعض الدول تطلب ضمان مالي كبير كي تتمكن من دخولها، وحتى لو دفعت مبلغ من المال فيمكن أن استفيد منه في الدراسة أو حتى العمل، ولن أذهب إلى أوروبا من أجل مد يدي للناس، ولكني سأذهب إليها كشاب منتج وفعال".

ويضيف: "الآن أصبح لدي خطة واضحة وهي أنني أريد الذهاب إلى أوروبا للدراسة لمدة سنتين في مجال التصميم الجرافيكي والديكور بما أنني أدرس وأعمل بهذا المجال، فهناك كليات موجودة في إيطاليا وأسبانيا،
وسيبقى محمد يفكر بالهجرة طالما بقى دون عمل يليق به، ويضيف: "لو حصلت على عمل في غزة براتب ممتاز فلن أذهب إلى أوروبا، ولكن المشكلة أن لدي مؤهلات كبيرة وخبرات لن أقبل عليها راتب أقل من ألف دولار شهريا".

ولا ينصح الشباب بالهجرة للخارج إلا إذا كانت للدراسة أو الإبداع والعمل، ويتابع: "أما أن تكون من غير سبب ولأنهم كرهوا البلد فذلك ليس مبرر.
ويرى أنه لكل شاب الحق في الهجرة إذا ما كانت ستضيف إليه شيئا جديدا وترفع من شانهم المجتمعي وعملهم أو مؤهلاتهم العلمية.

أوقفت طلبات السفر إلى أوروبا
المهندس سالم العجلة صاحب شركة المنتزه للسياحة والسفر وعضو الإتحاد الدولي للسياحة والسفر في جنيف يقول في حديثه "لإيلاف": "في السابق كان غالبية الطلبة يسافروا من أجل الدراسة والحصول على الشهادة ومن ثم العودة إلى غزة أو في بعض الأحيان للسياحة والرجوع إلى البلد، ولكن الأمور اختلفت اليوم حيث أن عدد كبير من الشباب اليوم يذهبوا لأغراض الهجرة، وللحصول على إقامات".

ويبين العجلة: "في الماضي كان هناك سهولة في السفر وكانت أعداد الطلبة أكثر، أما اليوم فاختلفت الأمور وتغير الوضع الإقتصادي على الطلاب بسبب الوضع في قطاع غزة، وأيضا تكاليف السفر والدراسة في الدول الخارجية إزدادت عن السابق".

ويشير إلى أن أبواب الهجرة مقفلة بالنسبة للشباب الفلسطينيين والتأشيرات أصبحت صعبة حتى على الطلاب، وذلك سبب مشكلة كبيرة لدى الكثير من الطلاب.
ويتخصص مكتب السياحة الذي يديره العجلة بشؤون السفر إلى تركيا فقط للسياحة والدراسة لكونه يحمل الجنسية التركية وقد عاش فيها 25 سنة، ويوضح: "كنا نرسل طلبات إلى دول أوروبا والدول الشيوعية، ولكن حاليا يقتصر الأمر على تركيا وذلك لعدة أسباب منها كثرة المشاكل التي يحدثها الطلبة وكذلك لصعوبة التأشيرات إليها، ولأن كثير من الشباب يفتعلوا مشاكل في البلدان التي يذهبوا إليها".

ويضيف: "تخصصت في مساعدة الطلبة والسائحين للذهاب إلى تركيا لأني قادر على تخليص معاملاتها بأسرع وقت وأعرف ما أفعله بالضبط، ولأن أي مشكلة يمكن أن تواجه أي شخص يمكنني حلها بأسرع وقت ممكن، أما لو كانت المشكلة في بعض الدول كروسيا مثلا فلن أكون قادرا على حلها".

ويبين العجلة: "لأن الطلبة يحملونا المسؤولية في حال فشلهم أو عند أي مشكلة قد تواجههم لذلك أغلقنا باب تقديم التأشيرات أو طلب السفر إلى أوروبا والدول الشيوعية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الشيزوفرانيا
halah -

انها التقية شباب غزة اللذين انتخبوا حركة حماس الارهابية يريدون الهجرة باي ثمن الى بلاد الكفر بحسب المنطوق الاسلامي التهديد الارهابي سيتزايد ان رضخت اوروبا لابتزازهم يجب وقف اللجوء الى اوروبا وقفا تاما وحصرها في اضيق الحدود الممكنة وفرض شروط صارمة على منح التأشيرات مع وضع الضمانات الكافية لعودة هؤلاء الى بلداهم لينعموا بخيرات حركة المقاومة الاسلامية حماس من فقر وجهل وتخلف وانفجار سكاني وارهاب اسلاموي

عليهم البقاء والصمود
عبد الفتاح غزة -

هؤلاء الشباب انتخبوا حماس واباءهم انتخبوا حماس لذا عليهم قبول الواقع والتكيف مع الوضع ويقوموا بفرض النقاب على امهاتهم وشقيقاتهم وان يهتفوا باسم محمود احمد نجاد.

خطأ لغوي غير بسيط
majdolin yousif -

مع احترامي الشديد للكاتب الذي صنف كردستان !!!!!!!!!!! مع بقية دول العالم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .

فرص عمل متوفرة
ام انس - غزة -

هناك فرص عمل كثيرة في غزة والأمثلة كثيرة ومنها ملاحقة عناصر فتح واضطهادهم وملاحقة الفتيات لاجبارهن على ارتداء الحجاب وكذلك التجسس عل النساء اللواتي يتعاطين تدخين الارغيلة او النرجيلة وكذلك يستطيعوا الحصول على معدات لتكسير مقاهي الانترنيت وصالونات التجميل ومحلات بيع الازياء. وهناك وظائف في زيارة المنازل والفنادق التي تعقد فيها اعراس للتأكد ان الموسيقى ممنوعة والغناء غير مسموح به. هناك وظائف كثيرة وكبديل يمكنهم الانخراط في صفوف المقاومة الشفهية والكلامية ووظائف في تقوية الحناجر للصراخ بالروح والدم نفديك يا اسماعيل هنية ويا محمود الزهار. فرص العمل كثيرة في غزة.

ساكن
من سكان العالم -

الهجرة حلم و كلمه شباب غزة الان صايع موظف فى الحكومه لا يرى انهم رجال او سيدات بالقانون السائح الاجنبى المقيم مواطنين سكان لهم بطاقه تقول انه بيحاكم ان عمل مخالفه لا يقال معلش شباب اذا الاحترام مهم

مسؤولية حماس
عبد الحميد -

رغم ان التعليقات الساخرة دقيقة في تشخيص الحالة في غزة الا ان الصورة تدل ان الشباب يائسين وبائسين وترى ذلك على الوجوه الحزينة واشعر معهم حزنهم واحباطهم ولكن اللوم الأكبر يقع على حكام غزة الذين اوصلوه لهذه الحالة التعيسة. فبدل بناء الاقتصاد وفتح ابواب الاستثمار والمعونات اختارت حماس استفزاز اسرائيل بعد خروجها من غزة لارضاء طهران ثم اختطاف جلعاذ شاليط الذي كلف 2600 قتيل فلسطيني وبعد ذلك الانقلاب الدموي فحماس هي المسؤولة عن الحصار والذين انتخبوها يدفعوا الثمن الآن.

الكرد
غوران هوشمن -

أن لا تعترف بكردستان كدول وكقومية وتستعطف العالم كي يعترفوا بحق الدولة للفلسطينين، شئت أم أبيت الكرد القومية أكثر تاريخا في أرض ميزوبوتاميا

الله المستعان
ابن جلا -

تحية - هذا ما جناه أهل فلسطين ، و أهل غزة تحديدا بانتخابهم حماس ، التي تتاجر بالدين و باسم المقاومة - ما تقوم به حماس ليس من الدين و ليس من المقاومة - ابن جلا

لماذا اوروبا
سيف ألعرب -

نعم هؤلاء من الشباب اللذين يفكرون فى مستقبل معيشتهم هذا شىء طبيعى ولكن لماذا اوروبا والبلاد العربية تأخذ عمالا من الهند والباكستان لماذا لا يشغلون عرب واذا هؤلاء مع ايران ايران هى المسؤلة عن معيشتهم

تعلیق 3
لطيف کرکوکێ -

الکره‌ والحقد سیدمرانک. کوردستان لايشرفها ان تلفظ على لسانک انت ،وانشاءالله‌ سنحولها الى دبي ثانیة ،وان کره‌ الکارهون, وابوابنا مشرحة لکل انسان شريف يحب الانسانية ولايعادي البشر لآي سبب کانت .وکما قال شاعرناالجواهري . وطن دعائمه‌ الجماجم والدم تتحطم الدنيا ولا يتحطم

سؤ اختيار
ناديا عبد الحق -

كنت اظن ان شباب غزة الناشيء في ظل حماس يفضل بلدان اسلامية مثل الباكستان والصومال وافغانستان وايران. لماذا يختاروا اوروبا الكافرة.هل هذا التطور يعني ان امارة الطالبان في غزة لا تعجبهم.

الا الهجره
سندس -

الا الهجره يا شباب غزه ، الا الهجره ، فهذا مايدريده العدو الصهيوني ، غزه ليس لها الا الله ثم انتم فلا تتروكها، انتم في عيوننا ابطال فارجوكم لا تمحو هذه البطولات بالهجره