فلسطينيون يبحثون قوتهم في مرمى النيران الاسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بيت حانون:تقوم مجموعات من الشبان الفلسطينيين يغطي الغبار ملابسهم بالتنقيب بين انقاض مبان في شمال قطاع غزة، بمرمى من النيران الاسرائيلية، بحثا عن مواد خردة يمكنهم بيعها بالطن.
وحدهم الشبان الفقراء يتجرأون على الاقتراب من "المنطقة العازلة" على طول الحدود مع اسرائيل والتي يمنع الجيش الاسرائيلي عبورها تحت طائلة التعرض لاطلاق نار.
وازدادت خطورة هذه المنطقة على مر الاشهر.
وقال حماد شمبري (19 عاما) الذي يجمع الحصمة، وهي حصى يكثر عليها الطلب في اعمال البناء، مع ستة افراد اخرين من اسرته، "اتينا لنجمع مال يكفينا لشراء ملابس جديدة للعيد"، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه قطاع غزة تناسي الحرمان ولو خلال فترة عيد الاضحى.
وعلى قارعة الطريق تتراكم اكياس الحصى على عربة وسط انقاض منطقة ايريز الصناعية التي تبعد عن تخوم المنطقة العازلة بضع مئات من الامتار.
وقال الشاب ان "اليهود (الاسرائيليين) يطلقون النار علينا وفي الجانب العربي تطردنا حماس اذا وجدتنا في الداخل".
من جهته قال رئيس العمال جمال قاسم "الامر رهن بمزاج الجندي الاسرائيلي. اذا اراد ابعادنا يمكنه اطلاق النار على مسافة تزيد عن 300 متر".
وبحسب الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية فقد وسعت اسرائيل منطقتها العازلة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس.
وفي تقرير نشر في اب/اغسطس خلص مكتب تنيسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة الى وجود "منطقة محظورة" عرضها 500 متر و"منطقة خطرة" على مسافة تراوح بين 500 و1000 الى 1500 متر من الحاجز الحدودي.
واحصت المنظمة الدولية للدفاع عن الاولاد اصابة 14 ولدا كانوا يجمعون الحصى تراوحت اعمارهم ما بين 13 و17 سنة برصاص اسرائيلي في سيقانهم على مسافة 50 الى 800 متر من الحدود، خلال فترة ستة اشهر (26 اذار/مارس الى 14 تشرين الاول/اكتوبر).
وردا على سؤال لفرانس برس قال الجيش الاسرائيلي في بيان انه "اعلن في 2008 منطقة عازلة من 300 متر غرب الحاجز الحدودي ستغلق امام الفلسطينيين".
وقال محمود الكفارنة (23 سنة) وهو ضمن مجموعة تجمع مواد خردة قرب الممر المؤدي الى معبر ايريز الحدودي ان "المسافة يقررها الجنود الاسرائيليون. عندما لا يريدوننا الاقتراب يطلقون النار ويهرب الجميع".
وقتل فلسطينيان واصيب 68 بجروح في عمليات جمع الحصى منذ انتهاء العملية العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة في كانون الثاني/يناير 2009، اكثر من نصفهم في الاشهر الاربعة الاخيرة بحسب المتحدث باسم الاجهزة الصحية في قطاع غزة ادهم ابو سلمية.
لكن الفلسطينيين الذين يجمعون المواد الخردة، يعتبرون التعرض لاطلاق نار مجرد مجازفة لقاء الحصول على مال.
وقال الكفارنة "كلما ابتعدنا من الحدود كلما قلت كمية الحصى لان المواقع التي يسهل الوصول اليها افرغت من محتوياتها".
وقال احد رفاقه عمر حماد (22 سنة) ان "حماس فرضت نظاما عند توقيف شخص في المنطقة الامنية. في المرة القادمة على الموقوف ان يدفع غرامة تعادل قيمتها 1200 يورو" (1600 دولار).
ويتراوح سعر طن الحصى بين 25 الى 35 دولارا (20 الى 28 يورو).
وقال محمد بسيوني وهو يبحث في انقاض مركز للشرطة يقع على بعد كيلومتر من الحدود "على اربعة اشخاص ان يعملوا يوما كاملا لجمع طن من الحصى".
واضاف "كل المواد غير المتوفرة في غزة نحصل عليها هنا"، مضيفا بفخر رغم بساطة عمله "اننا نساهم في عملية اعادة الاعمار".