سكان المناطق الحدودية في غزة يعيشون العيد بواقع مختلف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عمّت بهجة العيد أجواء الوطن العربي، وكبر الحجاج في مكة، وهنّأت العائلات بعضها، بينما لم تصل الفرحة إلى منازل سكان المناطق الحدودية ولم ترتسم الابتسامة على شفاه أبنائهم في ظل ما يفرضه الإسرائيليون من منطقة عازلة تصل مساحتها في بعض المناطق إلى كيلو متر.
على الحدود يتحكم بعض الجنود بتحركات الناس وأضحياتهم ومباركتهم لبعضهم البعضفي العيد، ولا يكترث الجنود بالمناسبات التي يمر بها الفلسطينيون، وما يهمهم فقط هو ألا يُهدد أمنهم. "إيلاف" تواصلت مع بعض المواطنين في المنطقة الحدودية لاستطلاع آرائهم، وتعرفت إلى الظروف التي يعيشونها.
فرحتنا مرهونة بمزاج الجيش الإسرائيلي
أبو سلمان حجيلة واحد ممن يسكنون الحدود ويجد صعوبة كبيرة في الوصول إلى قلب مدينة غزة خاصة في أيام العيد، يقول: "نادرا ما نجد وسائل المواصلات تدخل إلى المناطق الحدودية، فالجميع يخاف من التعرض لإطلاق النار أو الدخول في أماكن خطرة".
ويضيف: "نحاول أن نسير على أقدامنا أكثر من 2 كيلو متر كي نستطيع التواصل مع المواطنين الذين يسكنون المدينة أو حتى كي نجد سيارة تقلنا إلى أقربائنا لنزورهم في العيد ونسلم عليهم".
ويبين أبو سلمان قائلا: "يعلم الجيش الإسرائيلي أن هذه الأيام مباركة لدينا وهي أيام فرحة، ولكن ذلك لن يمنع الجندي الإسرائيلي الموجود في برج المراقبة من إطلاق النار على أي شيء يتحرك ويسبب له الخطر على بعد 300 متر".
ويتابع قائلا: "لهذا السبب فإن كثيرا من أقربائنا لا يأتون لزيارتنا خشية تعرضهم لإطلاق النار وخوفا من تصرفات الجيش الإسرائيلي غير المسؤولة والعشوائية، وبالتالي نحن من يذهب لزيارتهم، ورغم ذلك نخاف على بيوتنا من القصف إذا ما توترت الأمور حتى في العيد".
ويشير: "صحيح أن لدينا عيدا ولكن الجيش الإسرائيلي لا يفرق بين عيد ويوم عادي، فالمهم لديه هو حماية أمنه من أي شيء قد يشك فيه، ولذلك فإن فرحتنا في العيد تبقى مرهونة بمزاج الجيش في كل منطقة على الحدود".
لا يزورنا أحد لأن المنطقة بعيدة
ويشير الغول إلى بعد المسافة ما بين مدينة غزة والمناطق الحدودية، فيقول: "نواجه صعوبات في التنقل، حيث إن الطرق هنا زراعية ولا تستطيع السيارات الدخول بسهولة، وخاصة في أيام العيد، ولولا أن لدينا سياراتنا الخاصة لما استطعنا زيارة أقربائنا في العيد".
ويضيف: "المنطقة واسعة وكبيرة وغالبيتها أراض زراعية، ولا أحد يعرف شيئا عن منطقتنا وحتى لو حدث لأحدنا شيء فلن يعلم به أحد، وفي أيام العيد لا يزورنا أحد خوفا من بعد المكان".
ويقول إن أيام العيد جميلة ولكن رغم جمالها إلا أنهم لا يشعرون بها، ويوضح: "مهما أطلق الجيش النار على الحدود ومهما كانت الأجواء في الأيام العادية، فتبقى أياما طبيعية، ولكن أن تسمع صوت الرصاص في العيد هنا المشكلة والشعور بالألم كيف أن سكان العالم العربي يحتفلون بالعيد ونحن نشعر به على طريقتنا الخاصة المليئة بالخوف".
لم نستطع إيصال الأضاحي إلى المناطق الحدودية
صابر الزعانين مسؤول المبادرة المحلية لمقاومة الجدار في بيت حانون يقول "لإيلاف" إنه توفر لديهم في المبادرة مجموعة كبيرة من الأضاحي من أصحاب الخير وشيكات بمبالغ مالية من الهلال الأحمر في قطاع غزة مقدمة كمساعدات لسكان المناطق الحدودية، ويضيف: "لكننا غير قادرين كنشطاء على إيصال هذه المساعدات لأصحابها لأننا لم نتمكن من الوصول إلى المناطق الحدودية".
ويوضح: "طلبنا من أصحاب الأراضي وسكان الحدود أن يأتوا إلى وسط البلد كي يستلموا مساعداتهم، لأن الوضع خطر في المناطق الحدودية خاصة في هذه الأيام لأن الجميع في إجازة عيد من أراضيه وبالتالي أي شخص يقترب من الأراضي والمناطق الحدودية يطلق عليه النار، وحتى الحيوانات في هذه المناطق تتعرض للإستهداف الإسرائيلي".
ويقول الزعانين إن الوضع خطر، ويشير: "الجيش الإسرائيلي أعلن بالأمس عن تطوير أجهزة تكنولوجية لإطلاق النار في محيط قطاع غزة وتحديدا المناطق الحدودية".
يتابع: "حياة السكان رغم حالة الهدوء في قطاع غزةما زالت تحت الخطر، وكذلك في العيد هي الأسوأ نظرا لبعد الأماكن وانعزالها حتى بأخبارها عن قطاع غزة".
ويبين الزعانين بأن حركة السكان بعد الساعة الخامسة مساء أصعب من الأوقات الأخرى، ويتابع قائلا: "أي شخص يتحرك هو عرضة لإطلاق النار والخطر المباشر ويمكن أن يقتل فورا أو يصاب أو يعتقل على بعد كيلو متر من الجدار الفاصل بين الأراضي الفلسطينية وإسرائيل".
ويشير إلى أن الإسرائيليين لا يراعون العيد وحرمته أو أي معايير للإنسانية، ومن حقنا أن نفرح وأن يفرح سكان المناطق الحدودية في أعيادهم المباركة كما هو حال الناس في الوطن العربي والعالم أجمع".
التعليقات
ساكن
من سكان العالم -عاش سكان المناطق الحدودية ولم يتمكنوا من التواصل مع أقربائهم بسبب اهتمام الإسرائيلي بنفسه