بريطانيا تتهيأ للزواج الملكي بسيل من الأسئلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لا يزال الإعلام البريطاني - ومن خلفه العالمي والغربي خصوصا - ينفخ مزاميره ويقرع طبوله احتفاء بإعلان الأمير وليام وكيت ميدلتون يوم الثلاثاء نيتهما عقد قرانهما العام المقبل. ويذكر أن علاقتهما الغرامية بدأت قبل 8 سنوات عندما كانا طالبين في سنت أندروز، أقدم جامعات اسكتلندا.
وبعدما حسم الأمير وصديقته التكهنات حول جدية علاقتهما ومستقبلها على مدى سنوات، ها هي وسائل الإعلام تمضي الى مجموعة هائلة من الأسئلة والتكهنات الجديدة: أين سيعقد القران ومتى؟ هل سيكون في كاتدرائية سنت بول أم (كنيسة) ويستمنستر آبي؟ وأي شهر هو المفضل لدى شركات الطيران العالمية التي ستأتي بالزوار والقائمين على شؤون السياحة وأصحاب الفنادق والمطاعم ومتاجر التذكارات اللندنية؟
ويمضي سيل الأسئلة: هل حبس الأمير زوجته المستقبلية في ظل والدته الأميرة ديانا بتقديمه خاتم خطوبته لها؟ وهل كان هذا نفسه قرارا حكيما بالنظر الى "النحس" المرتبط بقصة ديانا المأسوية؟ أي فستان سترتديه العروس؟ هل سيصبح لقبها "الأميرة كيت"، أم "الأميرة كاثرين"، أم "الأميرة وليام، أميرة ويلز"؟
لِمَ كل هذا؟
ربما يدهش البعض لكل هذا الضجيج الإعلامي الذي كاد يجحب بقية الأخبار بالكامل على الرغم من الأهمية القصوى لبعضها. التفسير السريع بالطبع هو أن الأمير وليامز حفيد الملكة اليزابيث الثانية لجهة ابنها الأكبر وبالتالي فهو يقف في المركز الثاني الى خلافتها على عرش المملكة المتحدة.
على أن الأمر يتجاوز هذا إلى مجموعة أخرى من الأسئلة تمس مستقبل الأمة بأكملها، ومن هذه، على سبيل المثال وليس الحصر: هل سيتولى دافع الضرائب تمويل حدث ضخم كهذا في أسوأ أوقات الشدة الاقتصادية؟ هل يتعين على الأمير تشارلز "المثير للجدل" إفساح المجال لابنه "اليافع المحبوب" لتولي العرش بعد وفاة الملكة فينفخ الروح مجددا - بسبب شبابه وشعبيته - في عروق العائلة المالكة التي ترزح تحت وطأة الفضائح يمنة ويسرة؟ وإذا رفض تشارلز هذا، فهل يقدم وقودا جديدا لبعض قادة الكمونولث البريطاني المهددين بالخروج من ظل الملكة بعد وفاتها، مثل رئيسة الوزراء الاسترالية العمّالية جوليا غيلارد؟
الرأي والرأي المضاد
الواقع أن غيلارد ليست الوحيدة المتململة من الملكية لأن هناك قطاعا كبيرا من البريطانيين - وهؤلاء هم الأخطر - الذين لا ينظرون الى الملكية بعين العطف.
هؤلاء هم دعاة إعلان "جمهورية بريطانيا" الذن يعتبرون الملكية عبئا على دافع الضرائب وبالتالي فهي "مؤسسة طفيلية". ويقولون إن مؤسسة كهذه من مخلفات الماضي السحيق ولا مكان لها في القرن الحادي والعشرين، وعليه فيجب إلقاؤها في مزبلة التاريخ.
ومع أن دعاة إطاحة الملكية ليسوا عددا قليلا، فهم يبدون كذلك بسبب افتقارهم الى المنابر التي يتحدثون عليها. فالإعلام البريطاني - بما فيه صحافة التابلويد المؤيدة للعمّال واليسار عموما ولا تستسيغ فكرة الملكية بالتالي- لا يتيح لهم هذا لأسباب تجارية بحت. ذلك أن السباحة ضد التيار الشعبي العام، المؤيد في ما يبدو لبقاء القصر، انتحار إعلامي ويعني الإفلاس ببساطة.
والإعلام يستمد هذا الموقف من الرأي المضاد القائل إن التخلص من الملكية يعني، أولا، قطع الحبل السُري مع التاريخ البريطاني القائم بأكمله على تاريخ العرش. وثانيا والأهم، إغلاق أحد أكبر موارد البلاد السياحية وإصابة اقتصاد البلاد بضرر هائل. ويقول أصحاب هذا الرأي إن التقديرات المحافظة تظهر أن دخل البلاد السياحي المرتبط مباشرة بالعائلة المالكة يتراوح بين 400 ألف إلى 800 ألف دولار في السنة. وربما كان جديرا بالذكر هنا أن قطاعا كبيرا من مؤيدي الملكية أنفسهم هم الذين يدعون تشارلز للتنحي لابنه وليام لحقن دماء جديدة في المؤسسة.
ملكة من العموم
في حال زواج وليام وكيت فستكون هذه الأخيرة هي أول فتاة من العموم تتزوج أميرا بهذا القرب من العرش منذ العام 1660 عندما "هُرّبت" آن هايد في منتصف الليل وعقد قرانها على الرجل الذي صار لاحقا الملك جيمس الثاني. ولأنها ستكون في التاسعة والعشرين من عمرها لدى زواجها فستصبح العروس الملكية الأكبر عمرا في تاريخ التاج البريطاني. وبالطبع، إذا تولى وليام العرش - سواء خلفا لأبيه أو جدته - فستصبح أول ملكة من العموم منذ العام 1660 وستكون السادسة التي تحمل لقب "الملكة كاثرين" في سلسلة ملكات البلاد.
المكان والزمان
ثارت تكهنات محمومة وسط الإعلام البريطاني تشير الى أن كنيسة ويستمنستر آبي - حيث عقد قداس دايانا الجنائزي - هي التي ستشهد عقد القران. وقد أقامت اثنتان على الأقل من صحف التابلويد الشعبية افتراضهما هذا على أساس أن كيت زارتها "سرّا" ليلة الأربعاء بمعيّة أقرب مساعدي الأمير وليام ورجال أمنه.
وقالت إن السبب الوحيد الذي منع الأمير من اصطحابها هو اضطراره للعودة الى قاعدته التابعة لسلاح الجو الملكي في شمال ويلز حيث سيقيم الاثنان بعد زواجهما. وثمة همس يدور أيضا عن ان كيت لا تريد عقده في كاتدرائية سنت بول التي شهدت زواج دايانا وتشارلز خوفا من النحس.
أما الموعد الذي أدلى فيه "الخبراء" بدلوهم فيدخل في باب تمنيات الجهات السياحية والتجار. وقال هؤلاء إن الاقتصاد نفسه سينتفع في حال كان الزواج في أوائل الربيع وليس في أوج الصيف. وهذا لأن شهري يوليو / تموز وأغسطس / اب هما قمة الموسم السياحي بزواج ملكي أو بغيره. وقالوا إن الأمثل، من وجهة النظر التجارية، ان يكون في مارس / آذار أو بريل / نيسان على أكثر تقدير، لكن هذا غير مرجح فقط بسبب الطقس البارد وغير المواتي لحدث كهذا.
التمويل والعائد
وفقا للصحافة، ونقلا عن مصادرها وسط الدوائر الملكية، فإن الأمير تشارلز سيتولى تمويل العرس من جيبه الخاص. ويتوقع أن يصرف ملايين الجنيهات على المناسبة التي ستكون حدثا ضخما على الرغم من إصرار كيت ووليام على الاقتصاد في الإنفاق في هذا الزمن الصعب.
وتقول الصحافة إن تشارلز سيموّل الزواج من خزينة "دتشي اوف كورنويل" خاصته والمقدرة بمليار جنيه (1.6 مليار دولار). لكنه "سيرحب بأي مساهمة من والدته الملكة" في هذا الشأن. ويضيفون أن هذه الأخيرة على كل استعداد للمساعدة "بسبب العلاقة الخاصة التي تجمعها بالأمير وليام". ولن يطلب الى والدي كيت، مايكل وكارول ميدلتون، المساهمة بأي شيء رغم ثرائهما الكبير.
على أن هذا لن يعفي دافع الضرائب من تحمل فاتورة الإجراءات الأمنية المشددة التي ستستدعيها المناسبة. وتقدر هذه الفاتورة بما لا يقل عن 20 مليون جنيه (حوالي 34 مليون دولار). لكن المعلقين سارعوا لتطمين الناس الى أن العائدات التي سيأتي بها الزوار والسياح والمبيعات المتعلقة بالزواج لن تقل عن 650 مليون جنيه (أكثر من مليار دولار).
ذلك الخاتم..
قال البعض علنا إن خاتم خطوبة الأميرة دايانا الذي قدمه ابنها لخطيبته "منحوس" وكان حريا به ان يشتري غيره. وهذا لأنه يتمنى لنفسه وكيت - من دون وعي منه - مصيرا مشابها لمصير زيجة أبويه الفاشلة ومصير والدته المأسوي.
الخاتم (النحس) نفسه من الياقوت الأزرق المحاط بـ14 ألماسة سوليتير، واختارته دايانا في 1981 من مجموعة عرضها عليها "الجواهري الملكي" وقتها جيرارد اوف ماي فير، وكان سعره 28 ألف جنيه و500 جنيه (حوالي 45 ألف دولار) وارتفعت قيمته الى أكثر من 250 ألف جنيه (حوالى 400 ألف دولار) فقط بسبب الصبغة الملكية التي اكتسبها. وقيل إن دايانا اختارته لأنه يشبه خاتم خطوبة والدتها.
.. والفستان أخيرا
أسدت اليزابيث إيمانويل، التي صممت مع زوجها - وقتها - ديفيد ايمانويل، فستان زفاف الأميرة دايانا في 1981، النصح لكيت في اختيار فستانها وأوصتها بالبساطة. وقالت: : "بينما اخترنا لدايانا فستانا يعج بالأهداب والكشكش والثنايا، فاعتقد أن كيت ستفضل العكس، لأن ما اخترناه لدايانا كان يوائم الثمانينات وهذا عصر مختلف تماما. أنصحها بالبساطة. ولو كنت انا المصممة فسأختار لها تصميما بسيطا من الحرير الأبيض المُطْفأ مع جوخ عقيقي متدل وطرحة من التُل تنسدل الى الخلف ولا تغطي الوجه".