معاهدة ستارت من "ضرورات الأمن القومي" الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أكد الرئيس الأميركي أنه لا يجب "التلاعب" بمسألة مراقبة الترسانة النووية الروسية.
واشنطن: حض الرئيس الاميركي باراك أوباما الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ على المصادقة على معاهدة ستارت لنزع السلاح بين روسيا والولايات المتحدة، معتبراً أن الامر من "ضرورات الامن القومي".
وقال أوباما موجها كلامه الى الجمهوريين من اعضاء مجلس الشيوخ الذين لا يبدون متحمسين للنظر في هذه المعاهدة التي وقعت مع روسيا في نيسان/ابريل الماضي، قبل العام 2011 ان "قيام الولايات المتحدة بالمصادقة على معاهدة ستارت الجديدة هذه السنة هو من ضرورات الامن القومي".
وتابع أوباما "الامر لا يدخل في اطار السياسة بل في اطار الامن القومي"، موضحا ان عدم المصادقة سيخل بالامن القومي الاميركي وبالعلاقات مع موسكو. وقال ان واشنطن لا يمكن ان تسمح بـ "التلاعب" في مسألة مراقبة الترسانة النووية الروسية.
وتنص معاهدة ستارت الجديدة على خفض بنسبة 30% لعدد الرؤوس النووية التي تملكها الدولتان، وقيام عمليات تدقيق شفافة متبادلة بين الطرفين. وتملك روسيا والولايات المتحدة نحو 90% من هذه الرؤوس النووية في العالم.
وسيؤدي عدم المصادقة على معاهدة ستارت الى توتر العلاقة مع روسيا، في الوقت الذي تراهن فيه الولايات المتحدة على "اعادة اطلاق" العلاقات بين البلدين بعد الخلافات التي ظهرت بقوة خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش.
وادلى أوباما بتصريحاته هذه وهو يقف الى جانب وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وعدد من وزراء الخارجية السابقين ليضفي مزيدا من الاهمية على الموقف الذي اعلنه. ووقفت هيلاري كلينتون الى جانب الديموقراطية مادلين اولبرايت والجمهوريين جيمس بيكر (80 عاما) وهنري كيسنجر (87 عاما).
واضافة الى وزراء الخارجية السابقين انضم ايضا وزيران سابقان للدفاع في عهد الرئيس بيل كلينتون هما الجمهوري وليام كوهين ووليام بيري. كما حضر هذا اللقاء السنتاتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسناتور الجمهوري ريتشارد لوغار، السناتور الوحيد في حزبه المؤيد للمصادقة الفورية على معاهدة ستارت الجديدة.
ويحتاج أوباما الى موافقة 67 عضوا في مجلس الشيوخ للمصادقة على المعاهدة لتصبح نافذة. واضاف أوباما "اعتقد اننا سنتمكن من الحصول على الاصوات" اللازمة موكلا الى نائبه جو بايدن ملاحقة هذا الامر والعمل "ليلا ونهارا" في مجلس الشيوخ لتتم المصادقة على ستارت قبل نهاية العام الحالي.
يذكر ان مجلس الشيوخ الجديد المنبثق من الانتخابات التشريعية التي اجريت في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي لن يجتمع قبل الثالث من كانون الثاني/يناير المقبل. وستكون حصة الجمهوريين في المجلس الجديد 47 عضوا مقابل 41 حاليا.
وطالب عشرة اعضاء في مجلس الشيوخ، وجميعهم من الجمهوريين، الخميس بعدم مناقشة المجلس لمعاهدة ستارت قبل كانون الثاني/يناير "احتراما للناخبين في ولاياتهم". وراى السناتور الجمهوري جون كيل الثلاثاء ان المصادقة على المعاهدة لن تحصل قبل العام 2011، متطرقا الى جدول اعمال الكونغرس المزدحم "والمشاكل التي لم تحل بعد بشأن ستارت وتحديث" الترسانة النووية الاميركية.
وفي البنتاغون، اعرب وزير الدفاع روبرت غيتس عن امله ايضا بمصادقة سريعة على المعاهدة، كما اعلن المتحدث باسمه جيف موريل في مؤتمر صحافي. وقال موريل "انها (المعاهدة) تكتسي اهمية حيوية بالنسبة الى امننا القومي. لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بانتظار الكونغرس المقبل".
ورات صحيفة واشنطن بوست في تحليل نشر الخميس ان فرص أوباما في التمكن من اقناع الجمهوريين بالتصويت الى جانب مشروعه بشأن ستارت ضعيفة جدا، لان المعارضة ترفض اهداءه نصرا سياسيا، في حين ان الديموقراطيين تعرضوا لهزيمة قاسية في الانتخابات التشريعية الاخيرة.