تغييرات استراتيجية في قمة "الاطلسي" المرتقبة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لشبونة: يعقد قادة دول حلف شمال الاطلسي الجمعة في لشبونة قمة تستمر يومين سيقررون خلالها كيفية سحب قواتهم من افغانستان من دون التخلي عنها وحماية اوروبا من الصواريخ بالتعاون مع روسيا وتكييف الحلف مع التهديدات الحالية.
ومن المقرر افتتاح القمة عند الساعة 16,30 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش فيما وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما عصرا لاجراء محادثات وتناول العشاء مع القادة البرتغاليين، وسط حماية امنية استثنائية.
وكان الرئيس الاميركي اعلن في مقال نشر في صحيفة بوبليكو البرتغالية المضمون العام للقمة، حيث سيسعى الحلفاء ال28 وشركاؤهم العشرون في القوة الدولية للمساعدة على احلال الامن في افغانستان (ايساف) الى بحث نقل المسؤولية الامنية الى القوات الافغانية بحلول العام 2014، من دون التخلي عن افغانستان.
وقال اوباما "سنقوم في لشبونة بتنسيق نهجنا بحيث يمكننا الشروع في نقل المسؤوليات الى الافغان مطلع العام المقبل وتبني هدف الرئيس (حميد) كرزاي القاضي بتولي القوات الافغانية الامن في افغانستان بحلول نهاية 2014".
وتابع "حتى لو بدأت الولايات المتحدة عملية نقل المسؤوليات وخفض القوات في تموز/يوليو المقبل، فان الحلف الاطلسي وكذلك الولايات المتحدة يمكنهما اقامة شراكة دائمة مع افغانستان للتاكيد على ان الافغان لن يكونوا وحيدين فيما يتولون العمليات".
ومن المقرر ان يبحث رؤساء الدول والحكومات في الحلف هذه المسائل السبت في اليوم الثاني من الاجتماع.
وستخصص المناقشات الجمعة لمشروع الدرع المضادة للصواريخ ولاصلاح الحلف الاطلسي ولا سيما التخفيف من بناه، ولصياغة "مفهوم استراتيجي" جديد سيشكل النص المرجعي لنشاطات الحلف في السنوات العشر المقبلة.
وما زال على فرنسا والمانيا تاكيد ما اذا وجدتا حلا لخلافهما حول دور الردع النووي والانظمة المضادة للصواريخ في الدفاع الجماعي الذي يشكل اساس الحلف الاطلسي منذ 1949.
وكانت باريس تصر على الطابع الثانوي للدرع المضادة للصواريخ فيما اصرت برلين على انخراط الحلف بمزيد من الوضوح في نزع السلاح النووي.
وفي هذه النقطة كان اوباما الذي يؤيد "خيار الصفر" في الوقت المناسب واضحا جدا مؤكدا ان الولايات المتحدة ستحتفظ بالاسلحة النووية طالما غيرها يملكها في العالم.
وبخصوص قمة الحلف الاطلسي وروسيا التي تعقد السبت بعد عامين من القطيعة بعد النزاع الروسي الجورجي اعتبر اوباما انه من الممكن "تعميق تعاوننا حول افغانستان ومكافحة المخدرات وتحديات القرن الحادي والعشرين، من انتشار الاسلحة النووية الى صعود التطرف العنيف".
وتابع "عبر المضي قدما (مع موسكو ان امكن) في تعاون حول نظام الدفاع الصاروخي، يمكننا تحويل ما كان مبعث توتر في الماضي الى مصدر تعاون ضد تهديد مشترك".
واحيط مكان انعقاد القمة الواقع في حديقة الامم المرموقة بطوق مشدد من الشرطة المدججة بالسلاح لمنع تكرار اعمال العنف التي طبعت القمة السابقة للحلف في ستراسبورغ-كيل في نيسان/ابريل 2009.
ولم تقع اي حادثة تذكر. وعقد حوالى خمسين ناشطا من دعاة السلم "قمة مضادة" في احدى ثانويات لشبونة.
ومن المقرر اجراء تظاهرة سلمية كبرى السبت في وسط العاصمة البرتغالية بدعوة من حوالى 100 جمعية ونقابة ومن الحزب الشيوعي البرتغالي.
إلى ذلك،اعلن الكرملين ان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف سيعرض نظرته حول دفاع مشترك مضاد للصواريخ في قمة حلف شمال الاطلسي السبت في لشبونة، وذلك في خطاب مرتقب بعذ سنوات من التوتر بين موسكو والمعسكر الغربي.
وصرح سيرغي بريخودكو المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي للصحافيين في الكرملين ان "الرئيس مدفيديف سيطرح بعض الافكار حول الطريقة التي سنتعامل بها في مجال الدفاع المضاد للصواريخ خلال السنوات القادمة".
واعرب مدفيديف نهاية تشرين الاول/اكتوبر عن استعداده لدراسة ما عرضه عليه الحلف من تعاون حول مشروع درع مضاد للصواريخ مبديا حذرا من رده.
ويتوقع ان يوافق اعضاء الحلف الاطلسي خلال القمة على انشاء نظام مضاد للصواريخ يحمي اراضي وسكان الدول الاوروبية الاعضاء في الحلف -- الذي اسسه الغربيون في زمن الحرب الباردة للتصدي للاتحاد السوفياتي في اوروبا -- من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
واضاف بريخودكو "نعتقد ان العملية الاوروبية الاطلسية بدأت وامامنا فرصة طيبة لنرى اخيرا ازالة خطوط التقسيم والتقدم نحو فضاء امني مشترك".
وتابع ان "القرارات ستتخذ خلال السنوات المقبلة لكن النتائج ستؤثر على طبيعة التعاون خلال العقود القادمة".
وقال مستشار الكرملين ايضا "نامل ان تنعكس اهمية المشاركة المشتركة (بين الحلف الاطلسي وروسيا) في دفاع مضاد للصواريخ يضمن الامن بشكل او اخر في الوثائق".
لكنه اضاف "نحن واقعيون ولن نطلب المستحيل".
وتقيم موسكو منذ زمن طويل علاقات متوترة مع الحلف لكن الاجواء تحسنت كثيرا منذ الازمة التي نجمت عن الحرب الروسية الجورجية في اب/اغسطس 2008 التي ادت الى تعليق العلاقات غير الرسمية بين روسيا والحلف الاطلسي.