أخبار

معاهدة ستارت ... عنوان المعركة المقبلة بين أوباما والجمهوريين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

في الوقت الذي حصل فيه الرئيس الأميركيّ باراك أوباما على دعم حلف شمال الأطلسي في مساعيه للتصديق على معاهدة ستارت مع روسيا والتي يضعها على قمة جدول أعماله في السياسة الخارجية، تشير مؤشرات عديدة إلى أنّ رفض الجمهوريين المعاهدة، سيقود لزاما إلى مواجهة جديدة بين الطرفين في الكونغرس.

واشنطن: دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما السبت معارضيه الجمهوريين إلى المصادقة قبل نهاية العام على معاهدة ستارت الجديدة حول نزع الأسلحة النووية مع روسيا، مذكرا بان سلفه رونالد ريغان كان وقع معاهدة مماثلة العام 1987.

وإذ وصف المعاهدة بأنها "أساسية للأمن القومي"، ذكر اوباما بأن الوثيقة التي وقعت في نيسان/ابريل مع موسكو ستتيح للولايات المتحدة مراقبة الترسانة النووية لروسيا.

وقال "إذا لم نصادق على المعاهدة هذا العام، لن يكون لنا مفتشون على الأرض ولن تكون لدينا الوسائل لمراقبة الأنشطة النووية لروسيا".

وذكر اوباما بسلفه الجمهوري رونالد ريغان الذي قال حين وقع المعاهدة مع الاتحاد السوفياتي السابق العام 1987 "إعطاء الثقة ولكن التحقق".

وشدد على أن "من يريدون عرقلة هذه المعاهدة ينتهكون قاعدة الرئيس ريغان: إنهم يريدون إعطاء الثقة ولكنهم لا يريدون التحقق".

وأكد اوباما أن التقارب الذي حققته إدارته مع موسكو اتاح تشديد العقوبات على إيران وتعزيز مراقبة المواد النووية التي يمكن ان يستخدمها إرهابيون وإيصال العتاد إلى الجنود الأميركيين في أفغانستان.

وقال أيضا "كل ذلك سيكون عرضة للخطر إذا لم يصادق مجلس الشيوخ على المعاهدة هذا العام"، محذرا من "لعبة خطرة".

وأضاف "حصل ما يكفي من عمليات العرقلة وما يكفي من الخلافات. اذا كان ثمة قضية توحدنا، جمهوريين وديمقراطيين، فهي بالتأكيد قضية أمننا القومي".

وبهذه التصريحات الجديدة، يقترب الرئيس الأميركي من الدخول في مواجهة مع الجمهوريين في الكونغرس والذين رفضوا دعواته كي يصدق مجلس الشيوخ على معاهدة جديدة بشأن الأسلحة النووية مع روسيا بحلول نهاية العام.

وحذر اوباما من أن عدم التصديق على معاهدة ستارت سيعرض للخطر العلاقات التي تشهد تحسنًا مع روسيا التي ساعدت في فرض عقوبات أكثر صرامة على إيران وسمحت لمعدات متجهة إلى قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان بعبور أراضيها.

ولم يبد اوباما الذي تحدّث خلال اجتماع قمة لدول حلف شمال الأطلسي علامة على تراجعه عن طلبه بأن يتحرك مجلس الشيوخ بسرعة للموافقة على المعاهدة على الرغم من قول الجمهوريين إنهم لا يعتقدون انه يوجد وقت كاف هذا العام لحل الخلافات العالقة.

ووضع اوباما معاهدة ستارت على قمة جدول أعماله في السياسة الخارجية قائلا إنها مهمة لجهوده "لإعادة ضبط" العلاقات الأميركية مع روسيا وضمان وجود مراقبة ملائمة للترسانة النووية لعدو الولايات المتحدة السابق خلال فترة الحرب الباردة.

وقال اوباما ان "هذه أحد الأمور الملحة بالنسبة إلى الأمن القومي للولايات المتحدة".

"نعرف ان الفشل في التصديق والمضي قدما في معاهدة ستارت جديدة سيعرض للخطر العملية الجوهرية التي تم تحقيقها في تعزيز امننا النووي وشراكتنا مع روسيا باسم الأمن النووي."

ويبدو ان تصريح اوباما يهدف إلى مواصلة الضغط على الجمهوريين الذين رفضوا التصديق على المعاهدة.

وتلزم اتفاقية ستارت الجديدة الولايات المتحدة وروسيا بخفض الأسلحة النووية المنشورة نحو 30 في المئة إلى عدد لا يزيد عن 1550 رأسا حربية خلال سبعة أعوام. وتتضمن المعاهدة أيضا إجراءات للتحقق.

وكسب اوباما دعم اندرس فو راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الذي قال انه سيأسف لأي تأخير في التصديق على المعاهدة وهو ما سيكون أمرا " ضارا بالأمن في أوروبا."

وحصل الرئيس اوباما خلال قمة حلف شمال الأطلسي على دعم الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة في ما يتعلق بالتصديق على معاهدة ستارت.وقال في ختام جلسة العمل الأولى لقمة الأطلسي إن "الرسالة التي نقلتها إلى زملائي في حلف الأطلسي هنا لا يمكن أن تكون أوضح، إن معاهدة ستارت جديدة ستعزز حلفنا وستعزز الأمن الأوروبي".

وقال الأمين العام لحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن "أعرب عن أسفي العميق لأن التصديق على معاهدة ستارت من قبل الكونغرس قد تأخر".

وأضاف أن "تأخيره من شأنه أن يهدد أمن الأوروبيين"، مشجعا بقوة "كل الأطراف على بذل كل ما في وسعهم للإسراع في التصديق على المعاهدة".

وكان أوباما قد حاول الخميس دفع الجمهوريين في مجلس الشيوخ إلى دراسة هذه الوثيقة الموقعة في أبريل /نيسان مع روسيا وعدم إرجائها إلى 2011.

وقال يومها "الأمر غير سياسي بل يتعلق بالأمن القومي"، موضحا أن عدم التصديق سيعرض للخطر الأمن القومي الأميركي والعلاقات مع موسكو أيضا.

وقال إن واشنطن لا يمكن أن تسمح بـ "التلاعب" بمراقبة الأسلحة النووية الروسية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف