غالبية الأصوات تؤيد فتوى تحريم عمل النساء السعوديات محصلات

صوتت غالبية قراء إيلاف لصالح فتوى عدم عمل السعوديات في المتاجر على صناديق الدفع، ولعل اللافت هو اندفاع الكثيرين إلى الاقتراع في الساعات الأخيرة قبل موعد انتهاء التصويت،وقد بلغ عدد الذين ايدوا 19583، ونسبتهم هي 64%.

ايلاف: أيدت غالبية المصوتين على استفتاء إيلاف الفتوى السعودية التي تحرم على النساء العمل محصلات في المتاجر، وبينما كانت نتائج التصويت تظهر في الأيام الأولى له تقدماً ملحوظاً لمعارضي الفتوى، إلا أن اليومين الأخيرين قبل إقفال التصويت شهدا اكتساحاً لمؤيدي الفتوى حتى وصل الأمر إلى أن مكانا واحدا في المملكة العربية السعودية ارسل أكثر من عشرة آلاف صوت.

lrm;وبالعودة إلى نتيجة الاستفتاء التي رست على أ‪كثر‬ من ٦٤ في المائة يؤيدون الفتوى بعدد أصوات بلغ ١٩٥٨٣ فيما صوت ١٠٥٦٥ بأنهم ضد الفتوى المثيرة للجدل بنسبة بلغت أكثر من ٣٥ في المائة بقليل.

lrm;وتظهر النتائج وما صاحبها من ردود فعل بين المصوتين أو في الشارع السعودي أن الموضوع ما زال يحظى بالجدل نفسه منذ أن خرجت الفتوى من اللجنة الدائمة التابعة لهيئة كبار العلماء السعودية، وهي أعلى سلطة دينية في المملكة منذ إنشائها.

lrm;وكانت اللجنة فاجأت السعوديين والمتابعين بالفتوى التي لاقت تباينات بين متلقيها، إذ إن الكثيرين رأوا فيها انحيازاً من اللجنة إلى الفئة المعارضة لعمل النساء محصلات دفع في المتاجر بالنظر إلى أن اللجنة ذاتها أفتت سابقاً بتحليل العمل للمرأة في البيع والشراء إذا اتبعت التعاليم الإسلامية، فيما رأى آخرون مؤيدون لها أنها افراز طبيعي لتعليمات الإسلام التي تحرم على المرأة الاختلاط بالرجال حتى في أماكن العمل.

lrm;وجاء في نص فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء حول عمل الكاشيرات "فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي... (لم يوضع اسمه)، والمحال على اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (1467) وتاريخ 1431/11/18هـ، وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: (قامت الكثير من الشركات والمحلات مثل "هايبر بنده" و"مرحبا" و"رد تاج" بتوظيف النساء بوظائف كاشيرات "محاسبات" تحاسب الرجال والنساء باسم العوائل، تقابل في اليوم الواحد العشرات من الرجال وتحادثهم وتسلم وتتسلم منهم، وكذلك ستحتاج إلى التدريب والاجتماع والتعامل مع زملائها في العمل ورئيسها. ما حكم عمل المرأة في مثل هذه الأعمال؟ وما حكم توظيف الشركات والمحلات للمرأة في هذه الأعمال؟ أفتونا مأجورين)‫".

lrm;وأفتت اللجنة "لا يجوز للمرأة المسلمة أن تعمل في مكان فيه اختلاط بالرجال، والواجب البعد عن مجامع الرجال والبحث عن عمل مباح لا يعرضها لفتنتها ولا للافتتان بها، وما ذكر في السؤال يعرضها للفتنة ويفتن بها الرجال، فهو عمل محرم شرعا، وتوظيف الشركات لها في مثل هذه الأعمال تعاون معها على المحرم فهو محرم أيضا، ومعلوم أن من يتقي الله - جل وعلا - بترك ما حرم الله عليه وفعل ما أوجب عليه، فإن الله - عز وجل - ييسر أموره كما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب). وفي الحديث المخرج في مسند أحمد وشعب الإيمان للبيهقي عن رجل من أهل البادية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك لن تدع شيئا لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه)، قال البيهقي: رجاله رجال الصحيح. ومعلوم أن جهالة الصحابي لا تضر كما نص على ذلك علماء الحديث، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم".

lrm;وكان الصوت الأعلى المعارض لهذه الفتوى يظهر على صفحات الجرائد السعودية، حيث بدا الكثير من الكتاب غير مصدقين لظهورها وضعف بنيانها وتخريجها الفقهي، وقال كثير منهم إنها فتوى تفتقد إلى التأصل العلمي الذي يفند كل مطالبات النساء بتركهن يتكسبن بأيديهن.

lrm;ونشرت ثلاث من كبريات الصحف السعودية في يوم واحد رداً على فتوى اللجنة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية بخصوص تحريم عمل النساء في مهنة محصلة "كاشير" في الأسواق التجارية، حيث نشرت فتاوى سابقة لمفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز أباح فيها عمل المرأة شرط التزامها بآداب الإسلام في لباسها وحديثها وتعاملها.

lrm;ورغم أن وزير العمل السعودي عادل فقيه لم يصرح عن الموضوع رغم إلحاح الصحافة عليه في هذا الجانب، إلا أن المتاجر ما زالت تستقطب النساء الراغبات في العمل رغماً عن الفتوى، مبررين ذلك بأن قوانين الدولة لم تجرم أو تحرم عمل المرأة في هذا المجال الذي يحقق شروط العمل كاملة.

lrm;وشهد يوم أمس الأحد تجمعاً كتابياً حين بث ٣٦ رجل دين سعوديا بياناً هجومياً على الصحافة السعودية ، وانتقد البيان الكتّاب الذين يدافعون عن حق المرأة في العمل بهذه الوظيفة، معتبرين في بيانهم أن هؤلاء الكتّاب يسعون إلى إسقاط المؤسسة الشرعية.

lrm;وحمل البيان الذي نشرته شبكة "المسلم" التي يشرف عليها رجل الدين السعودي المثير للجدل ناصر العمر، انتقادا لمن أسمتهم بالمتحمسين في إقرار وظيفة "الكاشيرات"، معتبرين في بيانهم أن ذلك يدعو إلى إفساد المرأة وفق رؤيتهم.

lrm;ووصف رجال الدين الـ (36) الذين وقعوا البيان، الكتاب المدافعين عن حق المرأة في العمل بهذه الوظيفة، بأنهم أصحاب "أقلام مشبوهة"، هدفهم فيها الطعن والتشويش على أهل العلم، وفق ما جاء في بيانهم.

lrm;وأضاف رجال الدين، أن حملة الكتّاب مقصودة وتهدف إلى إسقاط المؤسسات الشرعية في السعودية، إضافة إلى إفقاد هيبة العلماء ومكانتهم، منتقدين في الوقت نفسه وزارة الثقافة والإعلام، التي وصفوها في بيانهم بالصمت، وأن موقفها ذلك يعد أمراً مريباً.

lrm;ومجد البيان فتوى العلماء، وانتشرت فيه العديد من الآيات المقتبسة من القرآن، كرد على معارضي التحريم، معتبرين أن انسياق المجتمع وراء من يقف ضد العلماء، سيضر بهيبة الدولة جراء إضعاف المؤسسات الدينية بها.