العالم قلق ويندّد بالتصعيد المسلح بين بيونغ يانغ وسيول

قتل جنديان كوريان جنوبيان في قصف مدفعي كوري شمالي في جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود، وتوعدت سيول "برد قوي". يأتي الحادث وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب برنامج كوريا الشمالية النووية وبعد غرق بارجة كورية جنوبية في مارس حملت سيول مسؤوليته لبيونغ يانغ.

سيول: قال الجنرال الكوري الجنوبي لي هونغ كي إن جنديين من بلاده قتلا في قصف مدفعي كوري شمالي في حين أصيب خمسة جنود بجروح بالغة أيضًا، فيما أصيب عشرة آخرون إصابة طفيفة، مشيرًا إلى أن ثلاثة مدنيين أصيبوا أيضًا بجروح. وأضاف الجنرال لي "كان هجوًما مخططًا له، ومتعمدًا وغير شرعي، ينتهك اتفاق وقف النار المعلن من قبل الأمم المتحدة وفظاعة غير إنسانية تقوم على إطلاق قذائف على مناطق سكنية وعلى مدنيين عزل".

وتابع أن كوريا الشمالية أطلقت "عشرات القذائف" على جزيرة يونبيونغ وفي البحر. وقد اطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء عشرات القذائف على جزيرة كورية جنوبية ما تسبب برد من سيول التي وضعت قواتها في حال تأهب قصوى.

وتوعدت كوريا الجنوبية "برد قوي" في حال قيام كوريا الشمالية باستفزاز جديد بعد القصف الذي قام به الجيش الكوري الشمالي، على ما اعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية.

وقال بيان الرئاسة إن "جيشنا سيرد بقوة على أي استفزازات جديدة". وأضاف ان "قصف كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونغ يشكل استفزازا مسلحا واضحا. وان قصفها المتهور لأهداف مدنية امر لا يمكن الصفح عنه"، داعيًا "السلطات الكورية الشمالية الى تحمل مسؤوليتها".

وكانتكوريا الشمالية أطلقتالثلاثاء قذائف على جزيرة كورية جنوبية ما تسبب بوقوع اصابات ورد مسلح من جانب قوات سيول كما اعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ووكالة يونهاب. وافادت شبكة تلفزيون "واي تي ان" الكورية الجنوبية ان العديد من القذائف التي اطلقتها كوريا الشمالية سقطت الثلاثاء في جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود ما تسبب بوقوع اصابات واضرار لحقت بالمنازل.

وقال احد سكان جزيرة يونبيونغ قرب حدود البحر الاصفر المتوترة للتلفزيون عبر الهاتف ان حوالى 50 قذيفة سقطت وان عشرات المنازل قد تضررت فيما اصيب بعض الاشخاص بجروح. واكدت قيادة اركان الجيش الكوري الجنوبي ان قذائف سقطت في الجزيرة التي توجد فيها وحدة بحرية تابعة للجيش. وسقطت القذائف الاخرى في البحر.

وقتل جندي كوري جنوبي واصيب 13 آخرون بجروح في القصف على ما اعلنت قيادة الجيش الكوري الجنوبي. واعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الجيش رد على القذائف الكورية الشمالية ووضعت الجيش في حالة تأهب قصوى.

وتوعدت كوريا الجنوبية بـ "رد قوي" في حال قيام كوريا الشمالية باستفزاز جديد. وجاء في بيان الرئاسة ان "جيشنا سيرد بقوة على اي استفزازات جديدة". واضاف ان "قصف كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونغ يشكل استفزازا مسلحا واضحا. وان قصفها المتهور لأهداف مدنية امر لا يمكن الصفح عنه". واضاف "على السلطات الكورية الشمالية ان تتحمل مسؤوليتها".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة الأنباء الفرنسية إن "وحدة مدفعية كورية شمالية قامت بإطلاق نيران غير شرعية بشكل استفزازي وعمدت القوات الكورية الجنوبية الى الرد على الفور في اطار الدفاع عن النفس".

وقال لي جونغ سيك وهو احد سكان الجزيرة ايضا "هناك عشرة منازل تحترق على الاقل. والدخان يرتفع منها كما ان بعض التلال تحترق". واضاف "كما ابلغنا عبر مكبرات الصوت بإخلاء منازلنا". وأظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد في سماء الجزيرة.

ويأتي الحادث وسط توتر شديد على الحدود بين الكوريتين بسبب برنامج كوريا الشمالية النووية وبعد غرق بارجة كورية جنوبية في اذار/مارس حملت سيول مسؤوليته لبيونغ يانغ. كما يأتي ذلك فيما غادر المبعوث الاميركي الخاص لشؤون كوريا الشمالية ستيفن بوسوورث طوكيو متوجها الى بكين للقاء المسؤولين الصينيين وبحث الملف النووي الكوري الشمالي بعد ايام على كشف كوريا الشمالية عن موقع تخصيب يورانيوم لديها.

واعلنت كوريا الشمالية ان اجهزة الطرد المركزي التي عرضتها على عالم اميركي تهدف الى انتاج الطاقة لغايات مدنية، لكن مسؤولين اميركيين قالوا ان نيتها الفعلية هي صنع جيل جديد من القنابل النووية. وتترأس الصين المحادثات السداسية المتوقفة حول نزع اسلحة كوريا الشمالية النووية والتي تضم الكوريتين والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة، كما هي الحليف الاساسي لكوريا الشمالية.

وفي اواخر تشرين الاول/اكتوبر تبادلت القوات الكورية الشمالية والكورية الجنوبية النيران عبر حدودهما تزامنا مع حالة تأهب قصوى للجيش في سيول في اطار الاستعدادات لتنظيم قمة مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الكورية الجنوبية في وقت سابق هذا الشهر.

كوريا الشمالية تتهم سيول بأنها بادرت لإطلاق النار أولاً
هذا واتهمت كوريا الشمالية التي قصفت الثلاثاء جزيرة كورية جنوبية متسببة بسقوط قتيلين و18 جريحًا، كوريا الجنوبية بأنها بادرت إلى إطلاق النيران أولاً، كما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

وجاء في بيان صادر من القيادة العليا للجيش الكوري الشمالي أن "العدو الكوري الجنوبي ورغم تحذيراتنا المتكررة ارتكب استفزازات عسكرية متهورة عبر إطلاق قذائف مدفعية على أراضينا البحرية قرب جزيرة يونبيونغ اعتبارًا من الساعة الواحدة (4:00 ت.غ)".

وأضاف البيان، الذي أوردته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، أن الجيش الكوري الشمالي "سيواصل شنّ هجمات عسكرية من دون هوادة أو تردد إذا تجرأ العدو الكوري الجنوبي على اجتياح أراضينا البحرية بملم واحد". وتابع "إنه ردنا العسكري التقليدي لصد أعمال استفزازية بشكل صاعق لا هوادة فيه".

وأشار البيان إلى أنه في البحر الغربي (البحر الأصفر) "سيكون هناك الحدود البحرية التي نرسمها نحن فقط". والحدود البحرية المتنازع عليها شمال الجزيرة كانت شهدت اشتباكات بحرية دامية في 1999 و2002 وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وقد رسمتها قوات الأمم المتحدة بعد الحرب الكورية (1950-1953) ومعروفة باسم خط الحدود الشمالية. وتقول كوريا الشمالية إن الحدود يجب أن تصل إلى جنوب جزيرة يونبيونغ. وقال متحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية إن كوريا الشمالية بدأت القصف بعدما وجهت بضع رسائل تحتج فيها على تدريبات للبحرية الكورية الجنوبية وسلاح الجو والجيش قرب الحدود.

واشنطن وبكين متفقتان على ضرورة "ضبط النفس"
تأمل الولايات المتحدة والصين في أن تمارس كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية "ضبط النفس"، كما أعلن الثلاثاء في بكين الموفد الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية، بعدما بحث مع مسؤولين صينيين مسألة قصف بيونغ يانغ جزيرة كورية جنوبية.

وقال ستيفن بوسورث "تطرقت بالتأكيد إلى القصف خلال محادثاتي مع الصينيين". وأضاف "نعتقد كلانا أن هذا النزاع وقع في الوقت غير المناسب، ونعرب عن رغبتنا في أن يمارسا ضبط النفس".

واضاف الموفد الأميركي الخاص ان الصينييين "موافقون على ان التعاطي المتعدد الاطراف مع هذه المسألة هو الطريقة الوحيدة لحل المشكلة". يذكر ان الصين هي من البلدان القليلة التي تعد حليفة لكوريا الشمالية في العالم.

ردود فعل

وفي اول رد فعل على الاشتباكات الكورية أعربت الصين الثلاثاء عن "قلقها" اثر قصف المدفعية الكورية الشمالية. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية "نأمل ان تتحرك الاطراف بشكل اكبر للمساهمة في السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". واضاف "اننا نعرب عن قلقنا ازاء الوضع".

بدورها، حذرت روسيا الثلاثاء من "تصعيد" الوضع في شبه الجزيرة الكورية اثر القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية، وفق تصريحات لوزارة الخارجية نقلتها وكالة انترفاكس. وقال مصدر في الخارجية الروسية "من المهم الا يؤدي هذا الى تصعيد في الوضع في شبه الجزيرة الكورية".

وقال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان انه امر وزراءه بالاستعداد لـ "كافة الاحتمالات". وقال كان للصحافيين اثر اجتماع طارىء لحكومته في المقر الرسمي لرئيس الوزراء "لقد امرت (الوزراء) بالقيام باستعدادات تتيح لنا الرد بحزم على اي احتمال". واضاف "لقد امرتهم بالقيام بكل ما في وسعهم لجمع المعلومات".

كي مون يدعو لضبط النفس
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهته أدان "الهجوم" الكوري الشمالي الثلاثاء، ودعا إلى "ضبط النفس"، مبديًا "قلقه الشديد" حيال التوتر في هذه المنطقة. وجاء في بيان "أن الامين العام قلق للغاية من تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية الذي سببه اليوم (الثلاثاء) هجوم مدفعي شنته" كوريا الشمالية على جزيرة يونغبيونغ.

وقال البيان "ان الهجوم يشكل احد اكثر الحوادث خطورة منذ نهاية الحرب الكورية"، مضيفًا ان "الامين العام يدين الهجوم ويدعو الى ضبط النفس".

منظمة الامن والتعاون تدعو الى تفادي التصعيد
دعت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الكوريتين الى تفادي التصعيد. وقال قنات سوداباييف وزير خارجية كازاخستان التي تتولى الرئاسة الدورية للمنظمة ان "رئاسة منظمة الامن والتعاون في اوروبا تعرب عن قلقها البالغ بعد الاحداث في البحر الاصفر وتدعو الجانبين الى تفادي اعمال يمكن ان تعقد الوضع وتؤدي الى تصعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية".واضاف البيان ان "الخلافات الموجودة بين الطرفين ينبغي معالجتها على طاولة المفاوضات عبر الوسائل السلمية فقط".

البيت الأبيض يدين القصف الكوري الشمالي
من جهته، أدان البيت الأبيض الثلاثاء "بشدة" الهجوم الكوري الشمالي على جزيرة كورية جنوبية الذي أسفر عن مقتل جنديين كوريين جنوبيين وجرح 13 آخرين. وصرح الناطق باسم الرئاسة الأميركية روبرت غيبس أن "كوريا الشمالية شنت في وقت مبكر من اليوم (الثلاثاء) هجومًا على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية، ونحن على اتصال مستمر مع حلفائنا الكوريين".

وأكد أن "الولايات المتحدة تدين بشدة هذا الهجوم، وتدعو كوريا الشمالية إلى الكف عن تحركاتها القتالية والالتزام ببنود اتفاق الهدنة". وشدد غيبس على التزام الولايات المتحدة "الثابت في الدفاع عن حليفتها جمهورية كوريا والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين". كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر ان الولايات المتحدة تأمل برد "مدروس وموحد" للمجتمع الدولي على كوريا الشمالية. وقال المتحدث "سنعمل على رد مع الصين، مع جميع شركائنا" في المفاوضات السداسية التي تجري مع كوريا الشمالية، مضيفا "سيكون ردا مدروسا وموحدا".

لافروف يحذر من اندلاع نزاع مفتوح
في المقابل، أدان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء إطلاق كوريا الشمالية قذائف على جزيرة كورية جنوبية، معتبرًا أن هذه المواجهات تشكل "خطرًا كبيرًا"، ويمكن هذه المرة أن "تتطور" إلى نزاع مفتوح.

وقال لافروف أمام الصحافيين خلال زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا "للأسف ليس هذا الحادث الأول من نوعه. هذه السنة إنه الثالث، لكن أول حادثي تبادل نيران كانا معزولين، في حين هذه المرة يمكن أن يتطور إلى اشتباك مسلح".

وأضاف أن "ما جرى يستحق الإدانة. وهؤلاء الذين بدأوا هذا الأمر وقاموا بقصف الجزيرة الكورية الجنوبية يتحملون مسؤولية كبرى". ودعا الوزير الروسي إلى "وقف كل تبادل النيران فورًا".

وقد أطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء عشرات القذائف على جزيرة كورية جنوبية، ما أدى إلى مقتل جنديين بحسب سلطات سيول. وأكدت بيونغ يانغ أن كوريا الجنوبية بادرت إلى إطلاق النيران أولاً.

الاتحاد الأوروبي يدين بشدة الهجوم
كذلك أدان الاتحاد الأوروبي "بشدة" هجوم كوريا الشمالية التي قصفت الثلاثاء جزيرة كورية جنوبية متسببة بسقوط قتيلين و18 جريحًا كما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين أشتون.

وقالت أشتون في بيان "إنني قلقة جدًا إزاء أحداث اليوم في شبه الجزيرة الكورية التي أوقعت ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين الكوريين الجنوبيين". وأضافت "أدين بشدة هذا الهجوم الكوري الشمالي".

الحلف الأطلسي "يدين بشدة" القصف
حلف شمال الأطلسي بدوره أدان "بشدة" القصف الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية كما أعلنت ناطقة باسمه الثلاثاء. وقالت كارمن روميرو لوكالة فرانس برس إن "حلف الأطلسي يدين بشدة قصف جزيرة كورية جنوبية من قبل كوريا الشمالية الذي أوقع ضحايا".

وأضافت الناطقة أن "الحلف يتابع بانتباه تطورات الوضع بقلق عميق". وكانت غالبية الدول الكبرى بينها الولايات المتحدة والصين عبّرت عن قلقها بعد قيام الجيش الكوري الشمالي الثلاثاء بقصف قرية كورية جنوبية، ما أوقع قتيلين و18 جريحًا.

مجلس الأمن لن يجتمع الثلاثاء بخصوص الكوريتين
أعلن رئيس مجلس الأمن الدولي البريطاني مارك ليال غرانت ان المجلس لن يجتمع الثلاثاء لبحث قيام كوريا الشمالية بقصف جزيرة كورية جنوبية. واكتفى ليال غرانت بالتصريح للصحافيين "لم يتم التقدم بطلب" في هذا الشأن.

وليال غرانت هو السفير البريطاني في الامم المتحدة ويتولى الرئاسة الدورية لمجلس الامن. وكان مصدر دبلوماسي فرنسي اعلن في وقت سابق الثلاثاء ان اجتماعا عاجلا لمجلس الامن الدولي "يجري" اعداده بعد قيام كوريا الشمالية بقصف جزيرة كورية جنوبية.

ويستعد الرئيس الأميركي باراك اوباما صباح الثلاثاء لتسلم تقرير جديد من مسؤوليه في اجهزة الاستخبارات حول الازمة التي سببها القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية.

واعلن موظف اميركي كبير ان اوباما الذي ايقظه عند الساعة 03:55 (08:55 ت غ) مستشاره للأمن القومي توم دونيلون لإبلاغه بالحادث، سيتسلم تقريرًا محدثًا خلال اجتماعه اليومي مع مسؤوليه في أجهزة الاستخبارات.

وسيتوجه لاحًقا إلى انديانا (شمال) كما هو مقرر بحسب جدول أعماله برفقة نائب الرئيس جو بايدن في زيارة لمصنع كرايسلر للسيارات. واصدر المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس صباح الثلاثاء بيانًا يدين الهجوم الكوري الشمالي وجدد دعم الولايات المتحدة لحليفتها كوريا الجنوبية.