واشنطن تتهم ويكيليكس بانتهاك القانون الاميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قالت واشنطن إنّ موقع ويكيليكس ينتهك القانون الاميركي بحيازته وثائق سرية رافضة اي تفاوض معه.
واشنطن: رفضت الولايات المتحدة مساء السبت اجراء اي تفاوض مع ويكيليكس بشأن نشر ملايين الوثائق السرية الاميركية، معتبرة ان هذا الموقع المتخصص على الانترنت انتهك القانون الاميركي بحصوله عليها وان نشرها يشكل خطوة "خطرة".
وكتب المستشار القانوني لوزارة الخارجية هارولد كوه في رسالة موجهة الى مؤسس الموقع جوليان اسانج ومحاميه ونقلت الى الاعلام "لن ندخل في اي تفاوض حول نشر او كشف وثائق سرية للادارة الاميركية تم الحصول عليها بصورة غير قانونية".
واضاف كوه "كما تعلمون، ان كنتم حصلتم على اي من هذه الوثائق التي تدعون انكم ستنشرونها من اي مسؤولين حكوميين او اي وسيط اخر بدون الاذن اللازم، فيكون ذلك تم بانتهاك القانون الاميركي وبدون الاخذ بالعواقب الخطيرة المترتبة عن هذا العمل".
وتابع "ان انتهاك القانون مستمر طالما ان هذه المواد بحيازة ويكيليكس".
وبحسب مسؤولين اميركيين، فان جوليان اسانج وجه رسالة الجمعة الى وزارة الخارجية حاول فيها الرد على مخاوف الولايات المتحدة من ان يؤدي نشر الوثائق الى تعريض بعض الاشخاص للخطر.
وقال المسؤولون ان اسانج طلب في رسالته معلومات حول الاشخاص الذين قد "يتعرضون لخطر كبير" بسبب وثائق ويكيليكس.
ورد المستشار القانوني لوزارة الخارجية انه "بالرغم من رغبتكم المعلنة في حماية حياة هؤلاء الاشخاص، فقد قمتم بعكس ذلك وعرضتم حياة العديدين للخطر".
وحذر كوه من ان نشر الوثائق ستترتب عنه "عواقب خطيرة" وسيعرض للخطر "العديد من الابرياء" من صحافيين وناشطين حقوقيين واصحاب مدونات الكترونية وجنود.
واضاف ان ذلك سيعرض للخطر ايضا العمليات العسكرية الجارية بما فيها عمليات التصدي للارهابيين، وسيضر بالتعاون بين الدول.
ويثير نشر هذه الوثائق المتوقع في وقت وشيك قلق العديد من الحكومات فيما كثفت واشنطن اتصالاتها مع شركائها في مسعى للتخفيف من وقع الصدمة.
فقد اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الجمعة بقادة كل من فرنسا وافغانستان والامارات العربية المتحدة وبريطانيا والصين لاخطارهم بشان مضمون البرقيات الدبلوماسية التي يحتمل ان يكون حصل عليها موقع ويكيليكس.
ويتوقع ان ينشر الموقع ثلاثة ملايين وثيقة صادرة عن السفارات الاميركية في جميع انحاء العالم، بينها تحليلات وتقارير اجتماعات مع قادة اجانب ومذكرات وبرقيات ورسائل مختلفة.
وبحسب موقع فرنسي على الانترنت مطلع على نشاطات ويكيليكس، فان صحف مثل نيويورك تايمز ودر شبيغل وذي غارديان والباييس ولوموند ستنشر تحليلاتها الاولية للوثائق الاحد اعتبارا من الساعة 22,30 بتوقيت باريس (21,30 ت غ).
وقال احد مسؤولي الموقع الفرنسي لوكالة فرانس برس "لكننا نتوقع تسريبات قبل هذا التوقيت".
وهذه الوثائق السرية كان استخدامها مخصصا بشكل حصري للحكومة الاميركية وتحذر وزارة الخارجية منذ ايام من مخاطر وتداعيات نشرها على الولايات المتحدة وحلفائها.
ووصف رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن في مقابلة تبثها محطة سي ان ان اليوم الاحد وحصلت فرانس برس على نسخة منها، تصرفات ويكيليكس بانها "بالغة الخطورة".
وقال السفير الاميركي في بغداد جيمس جيفري "لا افهم الدوافع من نشر هذه الوثائق لانها (...) تلحق ضررا بقدرتنا على اداء عملنا هنا"، معتبرا ان كشف هذه الوثائق "يشكل عائقا كبيرا للغاية لعملي الذي يتطلب مناقشات تتميز بالثقة مع الناس".
وفي موسكو اكدت صحيفة كومرسانت ان هذه التسريبات تتضمن توصيفات "مزعجة" للوضع السياسي والقادة الروس قد تسيء الى موسكو. وكتبت الصحيفة ان كشف المعلومات "يمكن ان يتسبب بتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا" وكذلك مع نصف بلدان العالم.
وافاد مصدر رسمي بريطاني ان جزءا من الوثائق قد يخضع لاتفاقات طوعية بين الحكومة ووسائل الاعلام لجهة عدم نشر معلومات حساسة تتعلق بالعمليات العسكرية والاستخبارات.
وبين المواضيع المحتمل ان تتضمنها التسريبات ملفات الشرق الاوسط وايضا افغانستان والعراق البلدين اللذين كانا في صلب تسريبات سابقة نشرها ويكيليكس.
وبحسب الموقع الفرنسي المذكور فان "ما بين 500 والف مذكرة تتعلق مباشرة بفرنسا".
وتشير معلومات صحافية الى ان التسريبات الجديدة ستتناول بشكل خاص مساعدة قدمتها تركيا الى مقاتلي القاعدة في العراق ودعم الولايات المتحدة للمتمردين الاكراد في حزب العمال الكردستاني اللاجئين في العراق.
ومن المرتقب ان يصل وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في عطلة نهاية الاسبوع الى واشنطن في زيارة تستمر اربعة ايام، وقد نفى تقديم اي مساعدة لتنظيم القاعدة كما نفى وجود اي خلاف مع الولايات المتحدة بخصوص حزب العمال الكردستاني.