أخبار

حزب الله يستعجل احتواء القرار الظني

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يعمل حزب الله على احتواء القرار الظني في قضية اغتيال رفيق الحريري، مراهنا على جهود سورية وسعودية.

بيروت: يستعجل حزب الله العمل على احتواء القرار الظني في قضية اغتيال رفيق الحريري الذي يتوقع الحزب الشيعي ان يتهمه في الجريمة، مراهنا على جهود سورية وسعودية توصل الى حل لاحتواء تداعيات القرار قبل صدوره.

وقد حذر الامين العام للحزب حسن نصر الله الاحد من "فوات الاوان" في حال تاجيل التفاهم حول هذه التداعيات الى ما بعد صدور القرار، ما يمثل بحسب محللين مرحلة متقدمة من مسار الاحتواء هذا الذي يتبعه الحزب منذ اشهر.

ويقول استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت هلال خشان لوكالة فرانس برس "حزب الله يعمل على تعجيل مسالة احتواء القرار الظني بعدما سلم بان هذا القرار سيصدر بالفعل" عن المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

ويعيش لبنان تجاذبا سياسيا حادا بين حزب الله الذي يتوقع اتهامه بالتورط في الجريمة وفريق رئيس الحكومة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري، الذي يرفض اي مساومة حول المحكمة الخاصة بلبنان.

ويشن حزب الله هجوما على المحكمة التي يعتبرها "اداة اميركية واسرائيلية"، داعيا الى وقف التعامل مع التحقيق الدولي.

وطالب نصر الله الاحد ب"عدم تضييع الوقت وشرائه".

وقال "هناك رؤية لحل لبناني بغطاء سوري سعودي وبمباركة كل اصدقائنا في المنطقة قبل صدور القرار الظني، وهو ما نؤيده"، معتبرا ان "دعم المسعى السوري السعودي هو المخرج الوحيد للبنان من الخطر الذي يتهدده".

وحذر من ان "ما نخشاه (...) هو انه اذا صدر القرار الظني واجتمع العالم وقررنا ان نجلس مع بعضنا البعض خلال يوم او يومين او اكثر يكون قد فات الاوان ونكون جميعا قد فقدنا زمام المبادرة".

ولم يحدد نصر الله نوعية الحل الذي يريده حزبه.

وصرح النائب المنتمي الى حزب الله نواف الموسوي لفرانس برس الاثنين ان الحزب لا يريد حاليا تحديد شكل الحل الذي يراه مناسبا.

ويعتبر خشان ان "حزب الله يحاول الحصول على رفض للمحكمة قبل صدور القرار الظني".

ويرى ان "هذا الموضوع صعب جدا على سعد الحريري الذي يفضل الانتظار الى ما بعد صدور القرار حتى يتم التعاطي مع تداعياته".

وتزامنت دعوة نصر الله مع زيارة رسمية للحريري الى ايران، الداعم الاول لحزب الله.

وقد دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي الاثنين الحريري الى "تعزيز العلاقات" بينه وبين نصر الله.

ويشير خشان الى ان "هذا عامل في مصلحة حزب الله، اذ ان الايرانيين يحاولون الضغط على الحريري بلباقة"، في وقت تجري السعودية التي تدعم الحريري وسوريا التي تدعم حزب الله مشاورات تهدف الى احتواء الموقف.

وطالب نصر الله في خطابه بدعم التحرك السوري السعودي الذي قال انه "يشهد تقدما" رغم التقارير الاعلامية التي افادت ان هذ السعي تاخر نتيجة تواجد العاهل السعودي الملك عبد الله بن العزيز في الولايات المتحدة حيث خضع لعملية جراحية.

وابلغ النائب اللبناني عمار حوري المنتمي الى كتلة المستقبل النيابية التي يقودها الحريري فرانس برس ان "ليس هناك من حديث عن اجراءت معينة قبل القرار (...) والحديث يدور حول معالجة مرحلة ما بعد صدور القرار".

وتابع "نحن ندعم المسعى السوري السعودي الذي يقوم على معالجة مرحلة ما بعد القرار الاتهامي، بمعنى الا تكون لهذا القرار تاثيرات سلبية في الداخل".

ويقول بيتر هارلينغ المسؤول عن برنامج العراق ولبنان وسوريا في مركز الازمات الدولية ان "السعوديين والسوريين يعملون بهدف احتواء القرار الظني".

ويضيف "هم يسعون للمحافظة على توازن القوى الذي ارساه اتفاق الدوحة، وكذلك معالجة الشلل الحكومي من اجل منح سعد الحريري فرصة حقيقية لان يحكم".

وانهى اتفاق الدوحة ازمة ايار/مايو 2008 من خلال وضع حد لاعمال العنف حينها وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ويرى هارلينغ المقيم في دمشق ان "الفكرة الاساسية وراء الجهد السعودي السوري تدور تحديدا حول تفادي الانزلاق نحو الاضطرابات والمجهول حيث يمكن لحوادث غير متوقعة ان تخرج بسرعة عن السيطرة".

ويحذر قياديون لبنانيون وبشكل خاص القوى التي يقودها حزب الله والممثلة بالاقلية النيابية في البرلمان من وقوع فتنة في البلاد في حال اتهام الحزب الشيعي باغتيال الحريري الزعيم السني في شباط/فبراير 2005.

وقد اشار نصر الله في خطابه الاخير الى ان المحكمة الدولية قد تكون "غطاء لحرب اسرائيلية".

ويستبعد خشان حدوث "انفجار امني" بعد صدور القرار الظني.

ويلفت الى ان حزب الله "ليس في وارد افتعال المشاكل الامنية في لبنان". كما يؤكد دبلوماسيون ومسؤولون لبنانيون ان احدا لن يحاول القاء القبض على اي من عناصر الحزب.

كما ان هذا "الانفجار الامني"، بحسب خشان، "ممنوع سوريا وايرانيا فطهران ودمشق لا تريدان تفجير الاوضاع في لبنان".

ويقول هارلينغ "ثمة شعور باننا نقترب من لحظة الحقيقة (...) واذا لم يطبخ الحل قبل صدور القرار الظني، سيكون من الصعب التعامل مع التداعيات في ذروة المناخ العاطفي الذي سيسود حينها".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف