ندوة تبحث تاريخ الإمارات من خلال السرد الشفاهي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أبوظبي: انطلقت أمس في مركز الوثائق في ابوظبي فعاليات ندوة "ذكريات الإمارات من خلال السرد الشفاهي"، تناولت المراحل التأسيسية والحقبات السياسية المتوالية على الامارات المتصالحة والدور البريطاني والبرتغالي في ساحل عمان الشمالي، كما تناولت طبيعة الحياة الاجتماعية السائدة مطلع القرن الماضي في تلك المنطقة ،حيث قدم عدد من السياسيين والضباط البريطانيين الذين شغلوا مناصب سياسية وعسكرية شهادتهم على الحقبة البريطانية خلال الخمسينيات وحتى انطلاق الاتحاد.
في البداية سرد باتريك رايت ريشموند شهادته على المرحلة الدبلوماسية التي عمل في الشرق الأوسط قائلا :" كانت واجباتي عام 1971 هي الإشراف على انسحاب قواتنا بحلول نهاية العام، وإغلاق مكتب المقيم السياسي، وتحويل المعتمديات السياسية إلى سفارات أو قنصليات عامة. والاتصال بالقادة العسكريين في جُوفير" مؤكدا ان مهمة بريطانيا " التحضيرُ لقيام اتحاد من سبع إمارات".
فيما قدم جوليان والكر الذى أختير كضابط سياسى مساعد فى الشارقة ورقة بعنوان " من الإمارات المتصالحة إلى الإمارات العربية المتحدة"، تناول فيها التناقض الواضح بين الفقر وانعدام الأمن في الساحل المتصالح من جانب، والرخاء والأمان في الإمارات العربية المتحدة اليوم. موضحا :" كنا بصدد صراعات في البر والبحر عام 1953 حيث ان المسؤولين السياسيين احتاجوا للحراسة المسلحة في تحركاتهم البرية." مؤكدا انه :"لم يكن هناك طُرُقٌ، ولا مدارسُ وتفشَّت الأمراض، ولم يكن هناك سوى مستشفى واحد فيه اثنا عشر سريراً. " مشيرا انه عمل لدى وصوله في مبنى الوكالة المتداعي على خور الشارقة، وكان ينام :"في قلعة الخطوط الجوية الإمبريالية، التي تقع عند مهبط الطائرات في الشارقة".
الشهادة الثالثة كانت على لسان هارولد بيرنرز والكر الذي شغل منصب "الوكيل السياسي البريطاني في الإمارات المتصالحة ما بين عامي 1958 و1960 موضحا ان :" معاهدة العلاقات البريطانية كانت تقضي - من حيث المبدأ - أن يقتصر عملنا على الشؤون الخارجية للإمارات المتصالحة. لكنَّ الواقعَ أثبتَ أنه يستحيل تناول الشؤون الخارجية، دونَ التطرق إلى أمور مثل الطيران المدني، فاتسع مجال النشاط, ولقد تَمتَّعْنا باختصاصات تَعَدَّت الحدودَ الاقليميةَ؛، فطبَّقنا قانونَ العقوبات الهندي في القضايا الجنائية, كما عملتُ مساعداً للقاضي ومُسجّلاً للمحكمة، وكانت تُحال إلى محكمتنا كافة القضايا، التي تتعلق بخلافاتِ ناسٍ في دبي، وفي القضايا التي كانت تتعلق بمواطنين وأجانب معاً، كنا نعقد محاكم مختلطة ضمَّتْني أنا وشقيق الحاكم."
من جهة أخرى شارك جمُعة الماجِد بورقة علمية قدمها للندوة عبر تقنية التسجيل التليفزيونى ساردا تاريخ تجارةُ اللؤلؤ بوصفه مصدرَ رزقٍ لسكان الخليج العربي، الذي ترددتْ سفنُه وبحّارتُه على موانئ الهند وأفريقيا، ما عزَّزَ مَهاراتِهم في أسفار البحر، وأنعشَ اقتصادَ المنطقة، وتداولاتِها التجارية.
مؤكدا ان ازدهار سواحل الخليج كان في أَوْجِهِ في العقدين الأوَّلَيْنِ من القرن العشرين حيث كان للغوص أنظمةٌ وقوانينُ، وُضِعتْ وطُبِقّتْ، لتِكفلَ وتحميَ حقوقَ الغوّاصِينَ والتجار والمُستثمرين. ثم تغيرت الأحوال فكانت الحياة قاسية بعد انهيار سوق اللؤلؤ، واُستبدِلَ بلؤلؤ الخليج الطبيعي اللؤلؤُ، الذي استهجنتْه اليابان عن طريق الزراعة".
وعلى هامش أعمال الندوة افتتح زير العدل الاماراتي هادف الظاهري معرضا يضم وثائق تاريخية نادرة، ترجع إلى الحقب البرتغالية، والهولندية، والبريطانية ، وخرائط يعود تاريخها إلى العام 1502 ميلادية, ومراسلات بين الحكام والمسوؤلين البريطانيين.