أخبار

السعودية: تسريبات ويكيليكس لا تعنينا ومواقفنا واضحة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أكدت المملكة العربية السعودية أن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس أخيرا "لا تعنيها" مشيرة إلى أنها لم تلعب أي دور في نشرها مؤكدة أن "سياسة المملكة ومواقفها كانت دائما واضحة". بدورها، انتقلت دبلوماسيات العالم إلى الهجوم المضاد على موقع ويكيليكس منددة بمثل هذه الأساليب "المشينة" و"سيئة النية".

إيلاف من لندن- وكالات: قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السعودية اسامة النقلي إن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس والتي تحدثت عن دعوة العاهل السعودي واشنطن إلى مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي "لا تعني المملكة".

وأضاف النقلي "هذه الوثائق لا تعني المملكة العربية السعودية. والمملكة لم تلعب أي دور أيضا في نشرها"، في إشارة إلى الوثائق الدبلوماسية الأميركية التي حصل عليها موقع ويكيليكس ونشرها مساء الأحد عدد من كبريات الصحف العالمية.

كما أضاف أن السعودية "لا تعلم شيئا عن صحتها. وبذلك، لا يمكن للسعودية التعليق عليها"، مشيرًا إلى أن "سياسة المملكة ومواقفها كانت دائما واضحة".

وكشفت الوثائق أن الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز كان الأكثر وضوحا في ضغوطه على الولايات المتحدة، إذ دعا "بشكل مستمر الولايات المتحدة إلى مهاجمة إيران لوضع حد للبرنامج النووي في البلاد"، كما ورد في وثائق أصدرتها سفارات أميركية نقلا عن السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير في 17 نيسان/ابريل 2008.

وأضاف المصدر نفسه أن الملك السعودي نصح الأميركيين "بقطع رأس الافعى" وهو التوصيف الذي أعطاه لايران مشيرا إلى أن العمل مع الولايات المتحدة لمحاربة النفوذ الايراني في العراق يمثل أولوية إستراتيجية لحكومته.

تنديد وغضب أميركي

صرح روبرت غيبس المتحدث باسم الرئيسي الاميركي باراك اوباما ان الاخير "غير مسرور" لنشر موقع ويكيليكس برقيات دبلوماسية. وقال غيبس "يمكننا ان نقول بكل ثقة ان الرئيس لم يكن مسرورا عندما ابلغ الاسبوع الماضي بنشر قريبا" 250 الف برقية دبلوماسية اميركية.

كما اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان التسريبات تمثل "هجوما على المجتمع الدولي". وقالت خلال مؤتمر صحافي مقتضب ان "هذه المنشورات لا تمثل هجوما على المصالح الدبلوماسية وحسب. انها تمثل ايضا هجوما على المجتمع الدولي".

واعربت وزيرة الخارجية الاميركية عن "تنديدها" بنشر ويكيليكس نحو 250 الف وثيقة سرية الاحد، كما عبرت عن "اسف الولايات المتحدة العميق ازاء كشف معلومات معدة لتكون سرية". ورأت كلينتون ان تسريبات ويكيليكس تشير الى قلق المجتمع الدولي حيال البرنامج النووي الايراني. واعتبرت ان من سيطلعون على البرقيات الدبلوماسية سيستخلصون ان "المخاوف المتعلقة بايران مبنية على اسس ومتفق عليها بشكل كبير وستبقى الفكرة المهيمنة على السياسة التي نتبعها مع شركائنا، بهدف منع ايران من التزود بالسلاح النووي".

بدوره، امر البيت الابيض بمراجعة الاجراءات الامنية لتفادي نشر وثائق حساسة مجددا. وأعلن مدير مكتب الميزانية في البيت الابيض جاكوب ليو في تعليمات وزعت على رؤساء الدوائر والادارات على الموقع الالكتروني للرئاسة اميركية على الانترنت ان "اي فشل في حماية معلومات سرية (...) غير مقبول ولن يتم التسامح معه".كما امر ليو وهو من اقرب مساعدي الرئيس باراك اوباما "الدوائر والادارات التي تشرف على المعلومات السرية بتشكيل فريق لتقييم امن تلك المعلومات". واضاف ان "على اي شخص لديه معلومات سرية مسؤولية حماية هذه المعلومات الاساسية لامن بلادنا" وان "كشف اي ملعومات سرية بدون ترخيص يشكل انتهاكا للقانون ويمس بامن البلاد".

على صعيد متصل، ذكر وزير العدل الاميركي اريك هولدر ان تحقيقا جنائيا "جار" حول نشر موقع ويكيليكس الاف الوثائق. وقال الوزير خلال مؤتمر صحافي حول الملكية الفكرية، "فتح تحقيق جنائي ولسنا في موقع الان يسمح لنا بكشف اي نتائج لكن التحقيق جار".

وذكر بان التحقيق جار بالتعاون مع البنتاغون. وقال هولدر "الامر لا يتعلق باستعراض قوة بل بتحقيق جنائي يتحمل بموجبه كل شخص انتهك القانون الاميركي مسؤولية افعاله". واوضح انه اذا لم ينص القانون الاميركي على هذا النوع من الملاحقات "فاننا سنحرص على تسوية هذا الامر". واضاف "لا يمكننا القول ان اي شخص لن يكون موضع تحقيق بسبب جنسيته او مكان اقامته" في اشارة الى مؤسس موقع ويكيليكس الاسترالي جوليان اسانج.

دول الخليج والوثائق

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مساء الأحد وثائق أميركية حصلت عليها من ويكيليكس، تزعم أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أكد في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 خلال استقباله الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس أنه "يجب وقف هذا البرنامج"، مضيفا أن "خطر تركه مستمرا يفوق خطر وقفه".

وأضافت الصحيفة أن وثائق عدة تعكس رغبة دول الخليج في الحصول على سلاح أميركي. وكتب دبلوماسي في التاسع من شباط/فبراير 2010 أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد "يعتبر أن منطق الحرب يسود المنطقة، وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الإمارة".

وقال خلال لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيوثي غايتر في تموز/يوليو 2009 إن "حربا تقليدية مع إيران على المدى القريب أفضل بشكل واضح من التداعيات الطويلة المدى لحصول إيران على السلاح النووي".

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأميركي دانيال بونينان في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2009، "إنهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم"، واصفا العلاقة بين بلاده وايران. كذلك، كتب دبلوماسي آخر من القاهرة في شباط/فبراير 2009 أن الرئيس المصري حسني مبارك "يكن كرها شديدا للجمهورية الإسلامية".

وقال عبدالعزيز الصقر، مدير مركز الخليج للابحاث الذي مقره دبي إن "نشر هذه الوثائق يحرج حلفاء الولايات المتحدة ويتسبب خصوصا بخيبة أمل" لدى هذه الدول. وأضاف المحلل السعودي أن "هذه المعلومات كان يفترض أن تكون محمية، وهذا سيدفع بهذه الدول للتساؤل إلى أي مدى يمكنها أن تثق بالولايات المتحدة من الآن فصاعدا".

وبحسب الصقر، فإن هذه الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ستدفع دول الخليج إلى "أخذ احتياطاتها في المستقبل" ضمن علاقاتها مع الولايات المتحدة. من جهته، قال مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري رياض قهوجي "الثقة بين العرب (في الخليج) والولايات المتحدة ستصل إلى أدنى مستوياتها".

وبحسب قهوجي، فإن التسريبات "ستخلق حاجزا كبيرا من انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة" "إذا الولايات المتحدة غير قادرة على أن تحمي وثائقها فإن دول المنطقة سيكون لها موقف سلبي، فالأميركيين أثبتوا عجزهم عن حماية اللقاءات" التي تحصل بين الطرفين. ويرى قهوجي أن دول المنطقة "ستفرض من الآن فصاعدا شروطا عند عقد أي لقاء مع المسؤولين الأميركيين".

وحاولت سفيرة الولايات المتحدة في الكويت الثلاثاء التقليل من اهمية تاثير الوثائق الدبلوماسية الاميركية التي سربها موقع ويكيليكس على العلاقات بين الكويت وواشنطن.

وقالت السفيرة ديبورا جونز في مقال نشر في غالبية الصحف الكويتية ان بين الولايات المتحدة والكويت "شراكة متينة ومستقرة، مبنية على الثقة المتبادلة والقيم المشتركة". ونشرت الصحف المحلية الثلاثاء جزءا من البرقيات الدبلوماسية المسربة التي تضمنت تقارير حول لقاءات عقدتها جونز او مسؤولين اميركيين اخرين مع مسؤولين كويتيين.

واشارت احدى وثائق ويكيليكس التي حررت في شباط/فبراير الماضي الى ان وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح مقتنع بان "الولايات المتحدة لن تتمكن من الحؤول دون نشوب نزاع مسلح مع ايران اذا ما كانت جدية في نيتها منع ايران من الحصول على القدرات النووية".

واشارت برقية اخرى الى اجراء محادثات بين مسؤولين اميركيين وكويتيين حول ايران. وقال السفيرة "اعتقد ان ذوي النيات الحسنة يعرفون بان التداولات الدبلوماسية الداخلية لا تمثل السياسة الخارجية الرسمية للحكومة".

واضافت ان دبلوماسيين اميركيين "يلتقون ناشطين محليين في مجال حقوق الانسان وصحافيين وقادة دينيين وغيرهم من خارج الحكومة، وهم يقدمون تقييمهم الصريح. ان هذه المحادثات مبنية على الثقة والسرية". واكدت السفيرة ان بلادها "ستضمن امن المراسلات الدبلوماسية وستتخذ تدابير لحماية سريتها".

بوش يدعو الى "ملاحقة" المسؤولين

اعتبر الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاثنين انه ينبغي "ملاحقة" المسؤولين عن تسريب وثائق موقع ويكيليكس. وقال بوش ان "عملية التسريب تتسبب باضرار كثيرة، وينبغي ملاحقة من يقفون وراءها".

وقام موقع ويكيليكس بتسريب وثائق دبلوماسية اميركية اثارت حرجا كبيرا منذ الاحد في الاوساط الدبلوماسية. واضاف بوش "اصبت بخيبة امل حين علمت ان بعض الاشخاص لا يحترمون الاتفاق الذي وقعوه مع الحكومة لعدم كشف بعض الاسرار".

وجاء كلام بوش في اطار حوار مباشر على موقع فايسبوك لمناسبة جولة يقوم بها للترويج للكتاب الذي يتضمن مذكراته، مع مؤسس فايسبوك مارك زوكربرغ وتيد ايليوت المحامي السابق للبيت الابيض خلال ولايته الرئاسية.

وشدد على ان التسريبات التي تكشف تعليقات او احاديث ليست معدة لاعلانها، تقوض الثقة، وهي امر اساسي ليتمكن القادة العالميون من العمل معا. وقال "حين (يتم نشر) احاديث مع قادة اجانب في الصحف، فهذا امر غير مستحب، بالنسبة الي فانني لا احبذ ذلك".

ووصف البيت الابيض المسؤولين في ويكيليكس بانهم "مجرمون" بعدما بدأ الموقع الاحد بنشر اكثر من 250 الف وثيقة سرية للدبلوماسية الاميركية عبر صحف عدة.

الاكوادور مستعدة لاستقبال مؤسس ويكيليكس

اعلن نائب وزير الخارجية الاكوادوري الاثنين ان بلاده مستعدة لاستقبال جوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس. وقال كينتو لوكاس لاحد المواقع الالكترونية "نحن مستعدون لمنحه اذن اقامة في الاكوادور من دون اي مشكلة واي شرط".

واضاف "سندعوه للمجيء الى الاكوادور ليتمكن من ان يعرض بحرية، وليس فقط عبر الانترنت، بل ايضا امام مختلف المنابر العامة، المعلومات التي يملكها وكل الوثائق". وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، صدرت بحق الاسترالي جوليان اسانج (39 عاما) مذكرة توقيف دولية لقيامه باعمال اغتصاب واعتداء جنسي ضد امرأتين في السويد في اب/اغسطس الفائت.

وذكر وزير العدل الاميركي اريك هولدر الاثنين بان ثمة تحقيقا جنائيا بحق ويكيليكس في الولايات المتحدة فيما اعتبر البيت الابيض بعد بدء نشر الوثائق السرية ان المسؤولين عن الموقع "مجرمون". واوضح لوكاس انه رغم ان الحكومة الاكوادورية تتبنى سياسة عدم التدخل "في الشؤون الداخلية للولايات المتحدة"، فانها "قلقة" للمعلومات التي تضمنتها الوثائق التي كشفها ويكيليكس.

واضاف ان "المعلومات تتصل تحديدا بالعديد من الدول (...) وخصوصا في اميركا اللاتينية".

الصين "مستعدة للتخلي عن كوريا الشمالية"

اوردت وثيقة كشفها موقع ويكيليكس ونشرتها صحيفة الغارديان الاثنين ان مسؤولا كوريا جنوبيا اعتبر ان الصين "مستعدة للتخلي عن كوريا الشمالية" وستوافق على توحيد شبه الجزيرة الكورية. وادلى هذا المسؤول وهو نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية شون يونغ وو بهذا التصريح امام سفير الولايات المتحدة وفق الوثيقة التي نشرتها الصحيفة البريطانية.

وبحسب المصدر نفسه فان شون يعتقد ان قادة الحزب الشيوعي الصيني "ما عادوا يعتبرون كوريا الشمالية حليفا مفيدا او اهلا للثقة". واعتبر المسؤول الكوري الجنوبي ايضا ان الصين "لن تكون قادرة على وقف انهيار كوريا الشمالية بعد وفاة زعيمها كيم جونغ ايل".

إيران أرسلت السلاح وعناصر من الحرس الثوري إلى لبنان في سيارات إسعاف

كما جاء في إحدى البرقيات الدبلوماسية الأميركية أن إيران استخدمت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الإيراني لإرسال الأسلحة وعناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله في لبنان خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل والحزب.

وتعود هذه البرقية إلى العام 2008 ومصدرها دبي، وهي تستند إلى مصدر إيراني قال للدبلوماسي الأميركي كاتب البرقية إن الهلال الأحمر الإيراني كان يستخدم كغطاء لعناصر الحرس الثوري للتسلل إلى لبنان خلال النزاع.

وجاء في البرقية التي نشرت "أن سيارات الهلال الأحمر التي كانت تنقل المعدات الطبية كانت تنقل أيضا السلاح". وأضاف المصدر نفسه أن عناصر من الهلال الأحمر الإيراني شاهدوا في إيران "صواريخ تحمل في طائرات متوجهة إلى لبنان إلى جانب المعدات الطبية".

وتابع المصدر أن الطائرة "كانت نصف مليئة قبل وصول المعدات الطبية" لنقلها إلى الطائرة نفسها. وأضاف المصدر الإيراني ان الإشراف على مستشفى للهلال الأحمر الإيراني في لبنان نقل إلى حزب الله بناء على طلب من الأمين العام للحزب حسن نصرالله.

لكن مصدر مسؤول في حزب الله رفض التعليق على هذه المعلومات. وكانت الحرب في تموز/يوليو 2006 بين حزب الله وإسرائيل أوقعت نحو 1200 قتيل لبناني غالبيتهم من المدنيين ونحو 160 قتيلا إسرائيليا غالبيتهم من الجنود.

من جهته قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الاثنين ان نشر البرقيات التي كشف عنها موقع ويكيليكس "عمل طائش لا قيمة له"، معتبرا انها لن تؤثر على علاقات طهران بجيرانها العرب.وقال الرئيس الايراني الذي نقل التلفزيون الرسمي مؤتمره الصحافي مباشرة "ان ما ينشرونه عمل طائش. لا نرى اي قيمة لهذه الوثائق". وتابع احمدي نجاد "ان الحكومة الاميركية هي التي اعدت ووزعت هذه الوثائق حسب خطة مرسومة. انه جزء من عمل استخباراتي ولن يحقق لهم الهدف السياسي الذي يريدونه".

ايران اجرت اتصالات بالاستخبارات الكندية

اوردت وثيقة كشفها موقع ويكيليكس الاثنين ان الاستخبارات الكندية اجرت اتصالات العام 2008 بوزارة الاستخبارات والامن الايرانية بناء على طلب الاخيرة التي عرضت تقديم مساعدة في افغانستان. وتحدثت الوثيقة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز عن لقاء عقد في اوتاوا في الثاني من تموز/يوليو 2008 بين رئيس جهاز الاستخبارات الكندية جيم جود والمستشار لدى وزارة الخارجية الاميركية ايليوت كوهين.

وابلغ جود المسؤول الاميركي ان ايران تثير "قلقا كبيرا" لدى جهازه. واضاف ان "الاستخبارات الكندية تحدثت اخيرا الى وزارة الاستخبارات والامن (الايرانية) بعدما طلبت الاخيرة قناة اتصال مع كندا". واوردت البرقية الدبلوماسية التي بعثت بها السفارة الاميركية في اوتاوا ان "الايرانيين وافقوا على +مساعدة+ (كندا) في قضايا افغانية، على ان يشمل ذلك تقاسم معلومات في شان اعتداءات محتملة".

لكن جود تدارك "لم نفهم ماذا يريدون تحديدا" لانه من الواضح ان "الايرانيين يريدون استنزاف ايساف ببطء"، في اشارة الى القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن في افغانستان التابعة للحلف الاطلسي.

كوريا الشمالية زودت إيران بصواريخ فائقة التطور

وأشارت وثائق أميركية نشرها موقع ويكيليكس الإلكتروني إلى أن الإستخبارات الأميركية على قناعة بأن إيران حصلت من كوريا الشمالية على صواريخ فائقة التطور يمكن أن يصل مداها إلى أوروبا.

وبحسب الصحيفة التي أوردت برقية دبلوماسية مؤرخة في 24 شباط/فبراير الماضي، فإن "تقارير سرية للإستخبارات الأميركية توصلت إلى خلاصة مفادها أن إيران حصلت على صواريخ فائقة التطور مصممة على قاعدة نموذج روسي".

ولفتت البرقية إلى أن إيران حصلت من كوريا الشمالية على 19 من هذه الصواريخ وهي نسخة مطورة من صاروخ "ار-27" الروسي، موضحة أن طهران "تعمل على امتلاك تكنولوجيا للتمكن من تصنيع جيل جديد من الصواريخ".

وقالت نيويورك تايمز إنها وافقت على عدم نشر نص البرقية بناء على طلب إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأكدت الصحيفة أن "النسخة الكورية الشمالية من هذا الصاروخ فائق التطور المعروف باسم "بي ام-25"، بإمكانها أن تحمل رأسا نوويا"، مضيفة أن مداه يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف كم.

وتابعت الصحيفة نقلا عن تقارير أخرى "إذا ما تم إطلاقه من إيران، هذا المدى يمكنه نظريا أن يوصل رؤوسه النووية إلى أهداف بعيدة في أوروبا الغربية، خصوصا برلين. إذا ما تم إطلاق هذه الصواريخ باتجاه شمال-غرب، يمكن لهذه الرؤوس النووية أن تطال موسكو". وأضافت نيويورك تايمز أن "البرقيات تؤكد أن إيران لم تحصل على صاروخ "بي ام-25" فحسب، بل أنها ترى في التكنولوجيا المتطورة وسيلة لتعلم كيفية تصميم وتصنيع جيل جديد من الصواريخ أكثر قوة".

وأشارت الوثائق إلى أن واشنطن طلبت من الصين منع كوريا الشمالية من تسليم ايران قطع صواريخ غير أنها أبدت خيبة أملها لقلة تجاوب بكين مع هذا الطلب. وأوردت الصحيفة برقية دبلوماسية تعود إلى العام 2007 تعرض فيها الولايات المتحدة على الصين تفاصيل عملية تسليم قطع صواريخ كان من المفترض أن تمر عبر بكين، مطالبة الصين ب"رد مناسب".

وبحسب وزارة الخارجية، فإن الدبلوماسيين تلقوا تعليمات بنقل المخاوف الأميركية "على أعلى مستوى ممكن". وتابعت الوثيقة أن "الولايات المتحدة تعتقد أن انتشار التكنولوجيا المرتبطة بهذه الصواريخ سيزداد بين كوريا الشمالية وايران وأن البلدين سيسعيان لتحقيق عمليات نقل التكنولوجيا عبر الأراضي الصينية".

وتضمنت البرقية التي حصلت عليها ويكيليكس قائمة ب11 عملية تسليم يعتقد أنها تمت عبر مطار بكين في طائرات ركاب مدنية كورية شمالية وإيرانية ويعتقد أن كوريا الشمالية نقلت خلالها لإيران أجنحة معدة للصواريخ.

كما نقلت البرقية الإستياء الأميركي لعدم تجاوب الصين مع مطالب سابقة وأشارت إلى أن واشنطن تتوقع زيادة "كبيرة جدا" في هذه النشاطات. ولفتت الوثيقة السرية إلى أن الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كان طرح هذا الموضوع مباشرة مع نظيره الصيني هو جينتاو.

وتابعت أن عمليات التسليم تخالف قرارات مجلس الأمن الدولي حول إيران وكوريا الشمالية والقواعد التي حددتها الصين بنفسها على صعيد ضبط عمليات التصدير. وبحسب الغارديان التي كانت من الصحف الكبرى في العالم التي اطلعت على وثائق ويكيليكس قبل نشرها على الموقع، لا يعرف ما إذا كانت الصين ردت على الطلب الأميركي.

واظهرت الوثائق أن واشنطن قامت بالتدقيق في الدبلوماسيين الإيرانيين الراغبين بدخول العراق قبل منحهم التأشيرات اللازمة. وأضافت الوثيقة المؤرخة في نيسان/ابريل 2009، والصادرة عن السفارة الأميركية في بغداد، أن "وزارة الخارجية العراقية تقوم منذ عام 2008، بتزويد السفارة بأسماء الدبلوماسيين الإيرانيين طالبي تأشيرة الدخول بغرض التدقيق فيها".

واكدت ان "التدقيق كشف احتمال ارتباط حوالى عشرين بالمئة من طالبي التأشيرة بالحرس الثوري ووزارة الإستخبارات، وأبلغتنا وزارة الخارجية عدم منحها تأشيرات لضباط المخابرات المشتبه بهم، لكننا لم نتحقق من صحة ذلك".

وتابعت "في كانون الثاني/يناير 2009، قبل البدء بعملية التدقيق، زودتنا الخارجية العراقية بقائمة تضم 35 اسما لدبلوماسيين إيرانيين دخلوا العراق، وبين هؤلاء ثمانية يرتبطون بالحرس الثوري ووزارة الإستخبارات والأمن". ولم تكشف الوثيقة تفاصيل حول المدة الزمنية لعملية التدقيق، أو استمرار تطبيقها لكنها اكتفت بالإشارة إلى أنها بدأت العام 2008.

بدورها، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن تسريبات ويكيليكس أن الولايات المتحدة حاولت سرا منذ العام 2007 لكن دون جدوى سحب يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل نووي في باكستان تخشى أن يتم تحويله لصنع "سلاح غير شرعي".

وكتبت الصحيفة على موقعها الإلكتروني "منذ العام 2007 بذلت الولايات المتحدة بسرية فائقة جهدا، بقي حتى الآن دون نتيجة، لسحب يورانيوم عالي التخصيب من مفاعل أبحاث في باكستان يخشى المسؤولون الأميركيون أن يحول لصنع سلاح نووي غير شرعي".

وأضافت "في أيار/مايو 2009 أفادت سفيرة الولايات المتحدة في إسلام أباد آن باترسون أن باكستان ترفض السماح بزيارة تقنيين أميركيين لأنه- وكما نقلت عن مسؤول باكستاني كبير- إذا علمت وسائل الإعلام المحلية بسحب هذا الوقود فستعتبره بالتأكيد "مصادرة من قبل الولايات المتحدة لأسلحة باكستان النووية". وعلق عبد الباسط الناطق باسم الخارجية الباكستانية بالقول لوكالة الأنباء الفرنسية "في الوقت الراهن، ندرس الوثائق المعنية ومضمونها" واصفا تسريب "وثائق رسمية حساسة" بأنه أمر "غير مسؤول".

اردوغان يكره إسرائيل

ونقلت البرقيات عن دبلوماسيين أميركيين في أنقرة قولهم إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "يكره إسرائيل بكل بساطة" وذلك تعليقا على رد فعله العنيف على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في 2008/2009.

وقال الدبلوماسيون إن "أردوغان يكره إسرائيل بكل بساطة" مشيرين إلى انهم يؤيدون نظرية السفير الإسرائيلي في انقرة غابي ليفي الذي اعتبر ان تصريحات رئيس الحكومة التركية العنيفة ضد غسرائيل نابعة قبل كل شيء "من منطلق عاطفي، لأنه إسلامي".

وقال السفير الإسرائيلي للدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في العاصمة التركية "من وجهة نظر الدين، هو يكرهنا والإحتقار الذي يكنه ينتشر" في بلاده. ونسب السفير تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا إلى شخصية رئيس الوزراء التركي، الناشط الإسلامي السابق الذي يترأس حكومة اسلامية-محافظة منذ 2003. وتعتبر الولايات المتحدة ان "كره" اردوغان لإسرائيل يشكل "عاملا" في تدهور العلاقات الغسرائيلية-التركية.

مصر وحركة فتح رفضتا طلبا إسرائيليا لدعم الهجوم على قطاع غزة

وكشفت وثائق ويكيليكس التي نشرتها الصحف الإثنين أن مصر وحركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضتا طلب اسرائيل دعمها في الهجوم العسكري الذي شنته على قطاع غزة الخاضع لسيطرة حركة حماس في نهاية 2008.

وبحسب برقية دبلوماسية صادرة عن السفارة الأميركية في تل ابيب ونقلها الموقع، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أبلغ وفدا من الكونغرس عام 2009 ان إسرائيل اجرت اتصالات مع مصر والسلطة الفلسطينية قبل شن عملية "الرصاص المصبوب".

وتابعت البرقية أن "باراك أوضح (للوفد) ان الحكومة الإسرائيلية اجرت مشاورات مع مصر وفتح وسألتهما إن كانتا على استعداد للسيطرة على قطاع غزة بعد هزيمة حماس". وأوضحت الوثيقة أن "باراك تلقى ردا سلبيا، وهوأمر غير مستغرب". كما اشارت البرقية إلى أن إسرائيل ابقت "الحوار" مع إسرائيل وكل من مصر وفتح خلال العملية.

مبارك اقترح "مستبدا عادلا" لحكم العراق

اقترح الرئيس حسني مبارك على الولايات المتحدة ان تجد "دكتاتورا عادلا" لحكم العراق واكد ان مصر يمكن ان تبدأ برنامجا نوويا عسكريا اذا ما تزودت ايران بالسلاح النووي، وفقا لوثيقة نشرت على موقع ويكيليكس.

ووردت هذه الاقوال في محضر اعدته السفارة الاميركية في القاهرة للقاء عقد في ايار/مايو 2008 بين مبارك ووفد من البرلمانيين الاميركيين. وخلال هذا اللقاء عرض مبارك تصوره لتحقيق الاستقرار في العراق بعد خمس سنوات من سقوط صدام حسين، وقال "عززوا القوات المسلحة وخففوا قبضتكم وعندئذ يحدث انقلاب عسكري وسيكون لديكم دكتاتورا ولكن شخصا عادلا". واضاف مسديا النصح لمحدثيه الاميركيين "انسوا الديموقراطية، العراقيون بطبيعتهم طباعهم حادة جدا".

ولا يخفي مبارك كذلك قلقه ازاء احتمال تزود ايران السلاح النووي. ويقول وفق محضر السفارة الاميركية "اننا كلنا مرعوبون". وبحسب الوثيقة الاميركية، فان مبارك قال ان مصر قد ترغم على بدء برنامج نووي عسكري اذا ما نجحت ايران في تصنيع سلاحا نوويا.

السفيرة الأميركية في الامم المتحدة تشيد بدور الدبلوماسيين

واعتبرت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة الاثنين ان الدبلوماسيين الاميركيين يضطلعون بدور "لا غنى عنه" من اجل الامن القومي، وذلك تعليقا على وثائق موقع ويكيليكس التي توحي بانه طلب من الدبلوماسيين الاميركيين ان يكونوا جواسيس.

وشددت سوزان رايس على ان الماكينة الدبلوماسية الاميركية ستخرج "اقوى" اثر الجدل حول وثائق ويكيليكس التي تسببت باحراج على الصعيد الدولي.

وصرحت رايس للصحافيين "اود فقط ان اشدد على انه في العالم المعقد الذي نعيش فيه، فان العمل الذي يقوم به الدبلوماسيون الاميركيون هنا في الامم المتحدة وفي كل انحاء العالم لا غنى عنه من اجل امننا القومي ويؤدي في شكل ملحوظ الى الدفع قدما بمصالحنا المشتركة بالنسبة الى السلام والامن الدوليين".

واضافت "اسمحوا لي بان اكون واضحة. ان دبلوماسيينا تنطبق عليهم تماما هذه الصفة. انهم دبلوماسيون، هذا ما يقومون به على الدوام".

وتابعت رايس "انهم يخرجون ويعملون مع دول اخرى، مع شركاء هنا في الامم المتحدة وعبر العالم لمواجهة التحديات العالمية الأكثر إلحاحا وللدفاع عن المصالح الأميركية، وهم يقومون بذلك بموهبة وصدق كبيرين".

ورفضت التعليق على المعلومات التي كشفها ويكيليكس ونشرتها الصحافة ومفادها أن وزارة الخارجية الأميركية طلبت من دبلوماسييها إيجاد الرموز التي تتيح لهم الدخول إلى شبكات الاتصال في الامم المتحدة، إضافة إلى أرقام بطاقات الإئتمان لموظفي المنظمة الدولية وعناوينهم الالكترونية وأرقام هواتفهم.

كذلك، فضل سفراء اخرون في الامم المتحدة عدم التعليق على هذه المعلومات وفي مقدمهم مارك ليال غرانت السفير البريطاني لدى المنظمة الدولية والذي يتولى رئاسة مجلس الأمن خلال تشرين الثاني/نوفمبر.

الأمم المتحدة لا تعلق على صدقية وثائق ويكيليكس

وكان متحدث باسم الأمم المتحدة أعلن الأحد أن المنظمة الدولية تعتمد على احترام الدول الأعضاء فيها لحصانتها وذلك إثر كشف الوثائق السرية الأميركية حيث تشير إلى أن واشنطن طلبت من مندوبيها التجسس على مسؤولي المنظمة. وقال الناطق في بيان بعد نقل عدة صحف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس إن "الأمم المتحدة ليست في موقع يخولها التعليق على صدقية الوثيقة التي تطلب جمع معلومات حول موظفي الأمم المتحدة وأنشطتهم".

وكتبت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية خصوصا ان وزارة الخارجية الأميركية طلبت في مذكرة توجيهية من دبلوماسييها جمع معلومات حول "أسلوب عمل وطريقة اتخاذ القرار" لدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

وبحسب الصحيفة فإن واشنطن طلبت أيضا معلومات محددة جدا حول موظفي الامم المتحدة مثل أرقام بطاقات اعتمادهم المصرفية وعناوين بريدهم الإلكتروني وأرقام هواتفهم وحتى ارقام بطاقات جمع الأميال من شركات الطيران.

وجاء في البيان أن "الأمم المتحدة بطبيعتها منظمة شفافة تحرص على وضع المعلومات حول أنشطتها في متناول العموم والدول الأعضاء". وأضاف أن "موظفي الأمم المتحدة يلتقون بانتظام ممثلي الدول الأعضاء لإطلاعهم على أنشطتها".

وأكد البيان أن شرعية الأمم المتحدة التي أقيم بموجبها مقرها في نيويورك واتفاقية الأمم المتحدة عام 1946 تضمن "امتيازات وحصانة" المنظمة. وأضاف البيان أن "الأمم المتحدة تعتمد على احترام الدول الأعضاء لمختلف هذه الإتفاقات" دون ذكر الولايات المتحدة.

باريس لا تؤكد "أيا من الكلام المنسوب" إلى مسؤوليها

امتنعت فرنسا عن تأكيد "كل الكلام المنسوب" إلى مسؤوليها في الوثائق التي نشرها ويكيليكس معتبرة أن نشر مراسلات دبلوماسية أمر "غير مسؤول".وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو في مؤتمر صحافي "لا نؤكد أيا من الكلام المنسوب إلى سلطات فرنسية ودبلوماسيين فرنسيين في هذه الوثائق".

وتابع فاليرو "نأسف بشدة لقيام موقع ويكيليكس بكشف مراسلات دبلوماسية أميركية بشكل متعمد وغير مسؤول" معتبرا أن "كشف وثائق سرية لوزارة الخارجية الأميركية يشكل مساسا بسيادة الدول وانتهاكا لسرية مراسلاتها".

وأعربت باريس عن قلقها للعواقب التي يمكن أن تترتب عن "مثل هذا الإنتهاك لسرية وثائق ما" محذرة من أن "من شأنه الإضرار بإمكانية تسوية مسائل أساسية بالنسبة للأمن ولإستقرار العلاقات الدولية وأن يهدد سلامة أشخاص".

من جهتها أبلغت الرئاسة الفرنسية الاثنين أنها لا تود الرد على كشف الوثائق. وقال قصر الاليزيه ردا على أسئلة وكالات الأنباء "لن نرد على ويكيليكس".كما وصف وزير الدفاع الآن جوبيه قيام ويكيليكس بكشف هذه المراسلات الدبلوماسية بأنه عمل "مشين" و"غير مسؤول" معتبرا أنه "لا يوجد ما يشين" فيما كشفته هذه المراسلات السرية.

خامنئي مصاب بالسرطان

وأكدت وثيقة اميركية مؤرخة العام 2009 نشرتها الاثنين صحيفة ديلي تلغراف البريطانية ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران اية الله علي خامنئي يعاني من سرطان في مراحله النهائية قد يؤدي الى "وفاته خلال اشهر". وبحسب هذه الوثيقة، فان رجل اعمال لم يتم كشف هويته وجنسيته ويبدو انه على صلة بالرئيس الايراني السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني قال ان خامنئي يعاني من نوع نادر من سرطان الدم.

وجاء في الوثيقة التي ارسلتها في اب/اغسطس 2009 قنصلية الولايات المتحدة في اسطنبول بحسب ديلي تلغراف ان "خامنئي سيموت على الارجح خلال بضعة اشهر". وكان رفسنجاني اطلق حينذاك حملة ضد اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا لايران.

واضافت الوثيقة ان رفسنجاني قام بعد اعلامه بالوضع الصحي للمرشد الاعلى "بوقف حملته ضد خامنئي في مجلس الخبراء (احد مراكز القرار في النظام السياسي الايراني) وقرر ترك الامور تاخذ مجراها الطبيعي". وتابعت الوثيقة التي كشفها ويكيليكس "بعد وفاة المرشد الاعلى، سيحاول رفسنجاني استخدام مجلس الخبراء لتتم تسميته مرشدا اعلى جديدا. اذا نجح في ذلك (...) سيدعو احمدي نجاد الى الاستقالة وسيطالب بانتخابات جديدة".

وقالت البرقية ان التظاهرات تراجعت في الفترة نفسها التي كتبت فيها هذه الوثيقة لان رفسنجاني قرر تغيير استراتيجيته. وكشفت البرقية ان رفسنجاني "لم ير قادة المعارضة يدعون الى تظاهرات اخرى او يقومون بنشاطات استفزازية (...) يمكن ان تعرقل جهوده لترشيح نفسه لمنصب القائد الاعلى في المستقبل".

ورأت الصحيفة البريطانية ان اي تأكيد لنبأ مرض خامنئي يمكن ان يؤدي تغيير اساسي في العلاقات الدبلوماسية. وعلى الرغم من الشائعات عن اصابة خامنئي بالسرطان، التقطت له صورة مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري قبل يومين.

مصدر الوثائق نظام إلكتروني سري

في هذه الأثناء،افادت مجلة در شبيغل الألمانية أن المراسلات الدبلوماسية التي نشرها موقع ويكيليكس مصدرها نظام الإتصال المستخدم من جانب وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين. وأوضحت در شبيغل وهي من بين الوسائل الإعلامية الخمس في العالم التي حصلت على حق نشر هذه الوثائق بالتزامن مع ويكيليكس أن قسما من البرقيات الدبلوماسية مصدره نظام "سيبرنت" (سيكرت انترنت بروتوكول راوتر نيتوورك) الذي يملك نحو 2,5 مليون موظف في القطاع العام الأميركي حق الوصول إليه، من خلال أجهزة كومبيوتر معتمدة في الدوائر الرسمية يتم تغيير آليات الدخول إليها كل 150 يوما تقريبا.

وأضافت المجلة أن الوثائق المصنفة "سرية للغاية" لا تعبر شبكة سيبرنت إلا أن الوصول إليها ممكن لنحو 850 ألف أميركي. وتتعلق تسريبات ويكيليكس ب251 الفا و287 وثيقة أرسلها دبلوماسيون أميركيون إلى واشنطن و8 آلاف مذكرة أرسلتها الحكومة الأميركية إلى السفارات.

ومن بين الوثائق التي تم نشرها، 6% فقط أي 15 ألفا و652 برقية دبلوماسية مصنفة "أسرار" (دفاعية)، من بينها 4 آلاف و330 وثيقة "يمنع تسريبها إلى غرباء". ونحو 40% من الوثائق مصنفة "سرية" فيما غالبية الوثائق لا تحمل أي سمة تمنع نشرها.

وباستثناء الوثيقة التي يعود تاريخها إلى العام 1966، فإن غالبية الوثائق الدبلوماسية تم ارسالها بين عام 2004 ونهاية شباط/فبراير 2010 وهو التاريخ الذي توقف مصدر ويكيليكس عن تزويد الموقع بالوثائق لاسباب مجهولة.

وأبدت المجلة الألمانية حذرا شديدا حيال هذه الوثائق المسربة لأنها لا تعلم "الظروف التي تمكن فيها مخبر موقع ويكيليكس من نسخها" ولا إذا ما كانت الوثائق تمثل كامل المراسلات الدبلوماسية الصادرة أم أنها تقتصر على "وثائق مختارة بحسب معايير نجهلها".

إلى ذلك، فإن غياب وثائق مصنفة "سرية للغاية" يمكن تفسيره إما لكون مخبر موقع ويكيليكس لم يتمكن من الوصول إليها أو أنه لم يرغب في ذلك لقطع الطريق أمام امكانية انكشاف هويته على سبيل المثال.

وإذا ما كانت المراسلات الدبلوماسية مفهومة لدى الجميع لأن كتابتها لم تحصل بشكل عام على نحو عاجل، إلا أن دقتها تبقى غير مؤكدة. وأوردت مجلة در شبيغل أن "كتبة (الوثائق) لم يتوانوا عن نقل أدنى تسريبة أو همسات في الأروقة" الدبلوماسية عبر هذه الوثائق التي تمت صياغتها مع الإعتقاد بأنها لن تنشر قبل 25 عاما.

800 برقية ليست سرية

في سياق متصل، كشفت صحيفة لوسوار البلجيكية الاحد ان نحو 800 برقية دبلوماسية اميركية كشفها موقع ويكيليكس تتعلق بحلف شمال الاطلسي الذي يوجد مقره في بلجيكا، الا ان ايا من هذه الوثائق ليس "سريا للغاية".

واوضحت الصحيفة ان "799 وثيقة تتعلق بالحلف الاطلسي. من بينها 111 مصنفة "اسرار" (دفاعية) و520 وثيقة سرية". ولوسوار، التي تعاونت في نشر هذه المعلومات مع خمس صحف عالمية هي نيويورك تايمز والغارديان ولوموند وايل باييس ودر شبيغل، اشارت الى ان ايا من الوثائق العسكرية لم يتم نشرها عبر موقع ويكيليكس. وذكرت لوسوار ان 1136 برقية دبلوماسية نشرها ويكيليكس تتعلق ببلجيكا.

وتتطرق احدى هذه البرقيات الى موقف الحكومة البلجيكية بشأن استقبال معتقلين من غوانتانامو "في طريقة سهلة لتتخذ بلجيكا مكانة مهمة في اوروبا". واستقبلت بلجيكا سجينا سابقا من غوانتانامو لمساعدة حكومة الرئيس الاميركي باراك اوباما على اغلاق هذا المعتقل الذي تم استحداثه في كانون الثاني/يناير 2002 من جانب سلفه الرئيس السابق جورج بوش لايداع "المحاربين الاعداء" في الحرب ضد الارهاب بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وفي شباط/فبراير دعا سفير الولايات المتحدة في بلجيكا هاورد غوتمان، بروكسل الى تقديم نموذج يحتذى عبر استضافتها مزيدا من معتقلي غوانتانامو.

الدول الخليجة تنتظر..

وكانت الدول الخليجية تتوقع أسوأ الإحتمالات من الوثائق السرية الجديدة. وقالت مصادر مطلعة لـ "إيلاف" إن الأجهزة السياسية والأمنية في منطقة الخليج تستعد لاسوأ الإحتمالات في علاقاتها مع بعضها البعض.

وكنت المصادر اعلنت أن الوثائق السرية الجديدة التي يعتزم ويكيليكس نشرها تتضمن معلومات حول منطقة الخليج وعلاقات الدول الخليجية الست في ما بينها، تغطي مسافة زمنية قدرها عشرون عاما. وأشارت إلى أنها تتضمن معظم المحادثات السرية بين الدول الخليجية والدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة الاميركية.

كما أضافت المصادر أن العواصم الخليجية تنتظر السيناريو الأسوأ في التعامل مع ردود الفعل التي ستترتب عن نشر تلك المعلومات، فضلا عن النتائج التي يتوقع ان تترك آثارها على تلك البلدان وعلاقاتها في ما بينها.

شكوك متزايدة للغربيين حيال تركيا

تكشف البرقيات الاميركية التي نشرها موقع ويكيليكس الشكوك المتزايدة التي يشعر بها الغربيون حيال تركيا البلد العضو في حلف شمال الاطلسي الذي يكن رئيس حكومته "الكره لاسرائيل"، على حد تعبير دبلوماسيين اميركيين.

وحسب هذه البرقيات التي تعود الى شباط/فبراير وتحللها مجلة در شبيغل الالمانية، يلتزم الدبلوماسيون الاميركيون الحذر من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يعتبرونه معزولا وغير مطلع ويصفون وزير خارجيته "بالخطير للغاية". وكتب الدبلوماسيون ان اردوغان حذر من الجميع "واحاط نفسه بمستشارين يمدحونه لكنهم يحتقرونه".

واضاف الدبلوماسيون الاميركيون في انقرة ان هذا الناشط الاسلامي السابق الذي يتنكر لماضيه ويقود حكومة اسلامية محافظة منذ 2003، يحصل على معلوماته من صحف اسلامية حصرا ولا تهمه تحليلات وزاراته. اما وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو فهو "رجل خطير للغاية" حسب مخبر للدبلوماسيين الاميركيين حذرهم من تأثيره الاسلامي على اردوغان.

واعلن داود اوغلو الذي يزور واشنطن، انه سيبحث مسألة "الوثائق التي كشفت" مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون. وداود اوغلو هو مهندس سياسة انهاء مشاكل تركيا مع الدول المجاورة لها التي تجسدت عمليا بتحسن واضح للعلاقات بين انقرة وسوريا والعراق وايران.

لكن انقرة تواجه خلافا مع اسرائيل حليفتها الاستراتيجية والعسكرية السابقة وصوتت ضد العقوبات الاخيرة التي فرضت على ايران التي يشتبه بانها تسعى لامتلاك سلاح نووي. وتفيد برقية دبلوماسية اميركية ان مسؤولين اسرائيليين صرحوا العام الماضي لمسؤولين فرنسيين ان الحكومة التركية سمحت بنقل تجهيزات ضرورية للبرنامج النووي الايراني عبر اراضيها.

وتحدثت هذه البرقية عن اجتماع فرنسي اميركي عقد في تشرين الاول/اكتوبر 2009 تناول المحادثات بين فرنسا واسرائيل. وقال الدبلوماسي الفرنسي فريديريك بيريزيا ان الاسرائيليين اكدوا ان "الاتراك سمحوا لتجهيزات مرتبطة بالبرنامج النووي الايراني بالمرور عبر اراضيهم بعلم" اردوغان.

ويؤكد دبلوماسيون اميركيون في برقيات اخرى ان اردوغان "يكره بكل بساطة اسرائيل"، معلقين بذلك على رد فعله الحاد على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في 2008-2009.

وهم يوضحون انهم يؤيدون ما قاله سفير اسرائيل في انقرة غابي ليفي الذي رأى ان التصريحات الحادة ضد اسرائيل التي ادلى بها رئيس الحكومة التركي "انفعالية" قبل كل شىء "لانه اسلامي". وقال السفير الاسرائيلي للدبلوماسيين الاميركيين "من وجهة النظر الدينية، انه يكرهنا وكرهه ينتشر" في بلده.

وهذه البرقيات التي حررت في تشرين الاول/اكتوبر 2009 جاءت قبل الهجوم الذي شنته وحدة اسرائيلية في 31 ايار/مايو 2010 على اسطول صغير لنقل المساعدات الانسانية الى قطاع غزة المحاصر وقتل فيه تسعة اتراك.

وادى هذا الحادث الى تدهور العلاقات الثنائية بين اسرائيل وتركيا. وما زال ليفي في انقرة لكن تركيا لم تعد سفيرها الى اسرائيل وتطالب باعتذارات وتعويضات. وفي كانون الثاني/يناير 2009 في دافوس (سويسرا)، هاجم اردوغان بعنف الهجوم الاسرائيلي على غزة امام الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، في حادثة حققت لرئيس الوزراء التركي شعبية كبيرة في العالم العربي.

نتنياهو: لم نتضرر قط

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان اسرائيل لم تتضرر قط من نشر الوثائق السرية في موقع ويكيليكس الالكتروني. واضاف نتنياهو في تصريحات صحافية نقلتها وسائل اعلام عبرية مساء اليوم ان "المسائل السرية الحقيقية يجري بحثها في لقاءات تعقد على نطاق مقلص جدا بحيث لا تجمع اكثر من شخصين او 3 اشخاص او 4" مشيرا الى انه "سيتم الحرص على تقليص دوائر البحث اكثر".

وتابع ان "ايران تواصل مساعيها للحصول على قنبلة نووية" مشيرا الى ان اسرائيل تتعاون في هذا المجال مع دول اخرى خاصة الولايات المتحدة. وبحسب نتنياهو فان "المصالح الاسرائيلية ومصالح الدول العربية تلتقي حيال التهديد الايراني بصورة لم يسبق لها مثيل".

وفيما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين قال ان "اسرائيل تواصل الاتصالات مع الولايات المتحدة حول تجميد البناء في المستوطنات". وشدد نتنياهو على "ضرورة ان تشكل الترتيبات الامنية عنصرا هاما في اي تسوية مع الفلسطينيين".

وزعم ان اسرائيل معنية بالتوصل الى سلام مع سوريا "غير ان دمشق تضع صعوبات امام المفاوضات اذ تطالب باستأنفها حسب الشروط السورية قبل بدئها". وحول العلاقات مع تركيا قال نتنياهو انها "تدهورت بسبب قرار تركي وليس بسبب اسرائيل التي ستكون مسرورة اذا قررت انقرة اعادة هذه العلاقات الى سابق عهدها".

وكشفت برقيات دبلوماسية سرية اميركية نشرها موقع ويكيليكس الاثنين ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو كان يعتبر قبل تجميد الاستيطان موقتا في الضفة الغربية ان الفلسطينيين سيقبلون باي اتفاق تصادق عليه الولايات المتحدة بشان هذه المسالة.

وبحسب هذه الوثائق، فان نتانياهو اعتبر خلال لقاء مع برلمانيين اميركيين في ايار/مايو 2009 عندما كان يتعرض لضغوط شديدة من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما لتجميد الاستيطان لاتاحة استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، ان المطالبة بتجميد كامل امر "غير عادل".

ونقلت الوثيقة عن نتانياهو قوله "انها مشكلة مع الولايات المتحدة اكثر منها مع الفلسطينيين" معتبرا بحسب البرقية ان "السلطة الفلسطينية ستنضم الى اي اتفاق يتم التوصل اليه بين اسرائيل والولايات المتحدة". وكان رئيس الوزراء اعلن في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 تجميدا موقتا للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية باستثناء القدس الشرقية.

الى ذلك، اعتبر عدد من القادة السياسيين والعسكريين بحسب هذه الوثائق ان رئيس ا

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انتم حكماء
خليل -

هذا افضل طريقة لمحاربة الابتزاز الامريكي الجديد انتم فعلا حكماء وهذه التسريبات عبارة عن مادة اعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع ليتناولها (صناع الراي في العالم الثالث) (اذناب) صناع القرار في العالم الغربي ليبتزوا الدول الاستراتيجية مثل السعودية ومصر لاحظ ان الادارة الامريكية لم تنفيها بل تهاجمها من اجل اعطائها مصداقية اسلوب امريكي رخيص ومكشوف