اسانج.. واشنطن مصممة على مقاضاته وبريطانيا تعرف مكانه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيما تدرس الولايات المتحدة الأميركية كافة الطرق المتاحة لمقاضة مؤسس موقع ويكيليكس أعلن محامي اليوم أن اسكتلندا ودول اخرى تعرف مكانه.
واشنطن، عواصم: اعلن مارك ستيفنز احد محامي جوليان اسانج لفرانس برس الخميس ان الشرطة البريطانية وعدة دول "تعرف" مكان وجود مؤسس موقع ويكيليكس المطلوب من الانتربول، بدون ان يؤكد معلومات صحافية افادت انه في بريطانيا. وفي الوقت ذاته، أكدت المحكمة العليا في السويد انها رفضت الخميس النظر في طعن مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج في مذكرة التوقيف بحقه بتهمة الاغتصاب واضعة حدا لاخر طعن قضائي من الاسترالي.
هذا فيما تدرس الولايات المتحدة كل الوسائل المتاحة لها لتوقيف وملاحقة مؤسس موقع ويكيليكس لاعتباره "خائنا" او حتى "ارهابيا" فيما يطلب العديد من المسؤولين السياسيين رأسه بعضهم بالمعنى الحرفي للكلمة، غير ان هذه المهمة تبدو صعبة على الصعيد القانوني.
وقال بروس زاغاريس الخبير في القانون الدولي لوكالة فرانس برس "يقوم عدد كبير من المحامين في وزارة العدل في الوقت الذي اكلمكم فيه بالبحث عن القوانين والاحكام والاجتهادات التي تسمح بملاحقته باكبر فاعلية ممكنة".
وكانت الولايات المتحدة فتحت رسميا تحقيقا جنائيا اثر كشف عشرات الاف الوثائق عن العمليات الاميركية في العراق وافغانستان هذا الصيف، بحق اي شخص مسؤول عن التسريبات التي نشرها موقع ويكيليكس، وعهد بالتحقيق الى وزارة العدل بالتعاون مع البنتاغون.
غير ان الادارة لا تخفي صعوبة هذه المهمة. وقال وزير العدل اريك هولدر بهذا الصدد "اذا كان هناك ثغرات في القانون الاميركي، فسنعمل على سدها".
وامام الولايات المتحدة عمليا وسيلتان رئيسيتان لبدء ملاحقات بحق جوليان اسانج، سواء بموجب قانون مكافحة التجسس او قانون مكافحة الارهاب.
وقانون مكافحة التجسس الذي اقر ابان الحرب العالمية الاولى يجيز ملاحقة "اي شخص تلقى او حصل .. من شخص اخر على اي وثيقة او مذكرة او وثيقة خطية متعلقة بالدفاع الوطني".
لكن سكوت سيليمان الاستاذ في جامعة ديوك حذر في تصريح لصحيفة وول ستريت جورنال من ان هذه الآلية غير مضمونة النتائج ضد الشخص الملاحق "ما لم يثبت ان لديه دافعا وانه طلب هذه المعلومات شخصيا".
غير ان زاغاريس اعتبر انه "يكفي ان يعثر محامو الوزارة على بضع وثائق مصنفة رسميا سرية بداعي الدفاع بين الاف الوثائق التي نشرت".
وقال السناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ امام الصحافيين "علينا ان نعدل القانون حول التجسس الذي يبدو من الصعب تطبيقه على هذا النوع من الاوضاع".
ودعا ضمنا الى "الالتفاف" على القوانين المرعية لايجاد تهم يمكن الاخذ بها.
غير ان زاغاريس نقض التهديد بتطبيق عقوبة الاعدام الذي لوح به بعض السياسيين الاميركيين لاعتبارهم اسانج ارتكب "خيانة".
وقال الخبير في القانون "انه لا يحمل الجنسية الاميركية وعمليات التسليم لا يمكن ان تتم من الاتحاد الاوروبي الا في حال عدم تطبيق عقوبة الاعدام".
وتوقع اعتقال مؤسس ويكيليكس في الايام او الاسابيع المقبلة في بريطانيا بموجب مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بحقه عن الانتربول في اطار تحقيق في قضية اغتصاب واعتداء جنسي في السويد.
ودعت شخصيات جمهورية مثل ساره بايلين المرشحة سابقا لنيابة الرئاسة والنائب بيتر كينغ الى ملاحقة جوليان اسانج بتهمة "الارهاب".
لكن ايا كان القانون الذي سيعتمد لمقاضاته، فان مسالة حرية الاعلام التي يحميها التعديل الاول للدستور الاميركي ستطرح بالتاكيد في هذه القضية.
وقالت هينا شمسي من الجمعية الاميركية للدفاع عن الحريات المدنية ان "المحاكم قالت بشكل واضح ان التعديل الاول يحمي الاشخاص المستقلين الذين يقدمون على نشر معلومات سرية".
ولفتت الى انه "لو كانت الصحف تواجه خطر مقاضاتها لنشر تسريبات حول سلوك الادارة، لما كنا عرفنا اطلاقا بسجون السي اي ايه السرية".
تصاعد الغضب بسبب تسريبات ويكيليكس
وقد واجهت الولايات المتحدة الاربعاء موجة من الغضب من الحكومات الاجنبية بسبب تسريبات موقع ويكيليكس في الوقت الذي عين الرئيس الاميركي باراك اوباما خبيرا للحيلولة دون حدوث مثل هذه التسريبات مرة اخرى.
وتحت الضغط قرر موقع امازون التوقف عن استضافة موقع ويكيليكس مما اجبره على اللجوء الى مواقع اوروبية.
كما اضطر مؤسس الموقع جوليان اسانج الى الاختباء بعد ان اصدرت الشرطة الدولية (انتربول) مذكرة لاعتقاله بتهم الاغتصاب.
وفيما ابدت العديد من الدول في البداية عدم اهتمام كبير بالتسريبات، الا ان عددا متزايدا من قادة العالم اعربوا عن غضبهم بشان المعلومات التي تضمنتها تلك التسريبات بان دبلوماسيين اميركيين شككوا سرا في نواياهم وقدراتهم ونزاهتم.
واعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن استيائه من البرقيات المسربة التي وصف فيها مسؤولون اميركيون روسيا بانها "دولة دكتاتورية تديرها اجهزة الاستخبارات السرية" وتحدثت عن نفوذ المافيا المفترض على مدينة موسكو.
كما ورد فيها ان الرئيس ديمتري مدفيديف يلعب دور "روبن" بالنسبة ل"باتمان" رئيس الوزراء فلاديمير بوتين.
وقال بوتين في تصريح في برنامج "لاري كنغ مباشرة" انه "بصراحة لم نتوقع ان يحدث ذلك بمثل هذه الغطرسة .. وبشكل لا اخلاقي".
وحذر بوتين الولايات المتحدة من "التدخل" في روسيا. الا انه المح الى نظرية اكثر تعقيدا وهي ان "شخصا ما" له اجندة سياسية يزود ويكيليكس بهذه البرقيات.
واضاف "لذلك لا اعتبر هذه المسالة كارثية".
اما في تركيا فقد اعرب رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عن غضبه الشديد بسبب المزاعم الواردة في البرقيات بانه يحتفظ بحسابات سرية في بنوك سويسرا. وقال "ليس لدي اي بنس في اي بنك سويسري"، وحث واشنطن على محاسبة الدبلوماسيين المسؤولين عن هذا "التشهير والاكاذيب والاراء غير الدقيقة".
وفي الارجنتين قال وزير في الحكومة انه "من المعيب" ان تتساءل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في برقية عن الصحة النفسية للرئيسة كريستينا كيرشنر. وفي دول اخر من اميركا اللاتينية التي تزداد فيها الشكوك في السياسة الاميركية الخارجية، قالت اروغواي انها ستتصل بالسفارة الاميركية لمناقشة البرقيات.
اما فيدل كاسترو الرئيس الكوبي السابق فوصف التسريبات بانها "فضيحة ضخمة". ووقفت الصين التسريبات بانها "غريبة". وردا على سؤال حول تلك التسريبات رفضت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو التعليق على "المحتوى الغريب للموقع".
اما رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني فقد استدعى السفيرالاميركي لاجراء محادثات معه بعد البرقيات التي تسربت بشان التحالف الحساس بين البلدين بشان الحرب على الارهاب. وفي قمة في كازاخستان التقت كلينتون بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي جاء في احدى البرقيات المسربة انه خضع لرقابة اميركية.
وصرح بان للصحافيين "لا اعتقد ان اي شخص سيكون مسرورا عندما يعلم انه مراقب من قبل شخص ما".
وقرر اوباما تعيين راسل ترفيرز الخبير في مكافحة الارهاب "على راس جهود شاملة لتحديد وتطوير الاصلاحات الهيكلية المطلوبة عقب تسريبات ويكيليكس"، حسب البيت الابيض. وعلقت وزارة الخارجية مؤخرا قدرة البنتاغون على الوصول الى بعض الوثائق. ويعتقد ان ويكيليكس حصلت على نحو 250 الف برقية من برادلي ماننغ (23 عاما)، ضابط الاستخبارات الاميركية السابق.
وعقب قرار امازون انهاء استضافته لموقع ويكيليكس، تعهد عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي بمساءلة امازون عن سبب استضافته للموقع.
وقال بيتر كنغ عضو الكونغرس الجمهوري من نيويورك "يجب ان يكون هذا الوضع درسا لكافة الشركات الاميركية والدولية الخاصة وهو ان التعامل مع ويكيليكس غير مقبول ويعارض المصالح الاميركية".
وسخر ويكليكس من تلك الخطوة في رسالة على توتير جاء فيها "حرية التعبير في بلد الحرية -- حسنا، دولاراتنا اصبحت تنفق الان في توظيف اشخاص في اوروبا".
وحول اختباء الاسترالي اسانج (29 عاما) قالت المتحدثة باسم موقع ويكيليكس كريستين هرافنسون في لندن "خوفه على سلامته مبرر، مع وجود اشخاص يدعون، على سبيل المثال، الى اغتياله".
من ناحيتها ذكرت الشرطة السويدية الخميس انه لم ترتكب اية اخطاء في اصدار مذكرة الاعتقال الدولية بحق اسانج، نافيا معلومات بريطانية بان خطأ ارتكبته السويد عرقل القبض عليه.
وصرح تومي كانغاسفيري من الشرطة الجنائية السويدية لوكالة فرانس برس انه "بالنسبة لنا لا توجد مشكلة، نحن نجري تحقيقات".
وكانت صحيفة التايمز ذكرت الخميس ان الشرطة البريطانية كانت تعرف بمكان وجود اسانج، الا انها لم تتمكن من التحرك بسبب خطأ في مذكرة التوقيف.
وكان الكندي توم فلانغان قال ان على اوباما اغتيال اسانج لان التسريبات يمكن ان تشغل حربا في الشرق الاوسط. الا انه اعتذر لاحقا عن تصريحاته.
ورغم ردود الفعل العالمية الغاضبة، قلل بعض حلفاء واشنطن مثل رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، الذي تحدثت التسريبات عن حفلاته الليلية، من اهمية التسريبات.
واثنت كلينتون على برلوسكوني في اجتماع في كازاخستان وقالت انه حليف ثابت للولايات المتحدة.
اما رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا، الذي وصفت احدى البرقيات المسربة بلاده بانها "مستنقع يزدهر فيه الفساد" فقد رحب بالتسريبات وقال انها مفيدة.
تسريبات ويكيليكس تهيمن على القمة الايبيرية الاميركية
تعقد المجموعة الايبيرية الاميركية قمة في نهاية الاسبوع في الارجنتين يتوقع ان تهيمن عليها فضيحة تسريبات ويكيليكس، وهو ما اقر به رئيس الباراغواي فرناندو لوغو مؤخرا.
وقال لوغو الاربعاء "من المحتمل ان يستاثر هذا الموضوع بكل اهتمامنا خلال قمة مار ديل بلاتا الايبيرية الاميركية".
وان كان الموضوع الرسمي للقمة هو "التعليم من اجل اندماج اجتماعي ناجح"، الا ان مسالة ويكيليكس وتسريباته ستكون في صلب كل المباحثات التي ستجري بين قادة دول اميركا اللاتينية والبرتغال واسبانيا واندورا في هذا المنتجع الساحلي الواقع على مسافة 400 كلم جنوب بوينوس ايرس.
وبين البرقيات والمذكرات السرية ال251 الفا لوزارة الخارجية الاميركية التي بدا موقع ويكيليكس نشرها الاحد، برقيات تستهدف الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر التي تستضيف القمة وكذلك نظيرها الفنزويلي هوغو تشافيز.
كما تنقل برقيات اخرى شبهات باصابة الرئيس البوليفي ايفو موراليس بورم سرطاني في انفه نقلا عن وزير الدفاع البرازيلي نلسون جوبيم، وقد سارعت الحكومة البوليفية الى نفي الامر على الفور.
اما كيرشنر التي فقدت زوجها الرئيس السابق نستور كيرشنر (2003-2007) مؤخرا، فقد اختارت عدم التعليق على برقية تساءلت عن "صحتها العقلية"، في موقف لقي تقديرا كبيرا في الولايات المتحدة.
وتساءلت برقية بتاريخ كانون الاول/ديسمبر 2009 "كيف تتمكن كريستينا فرنانديز كيرشنر من السيطرة على اعصابها وضبط قلقها؟ وما هي وطأة الاجهاد النفسي الذي تعاني منه على سلوكها حيال مستشاريها و/او على اسلوبها في اتخاذ القرارات؟"
اما تشافيز، فسارع على الفور الى التنديد ب"الامبراطورية العارية" الاميركية ودعا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون الى "الاستقالة" معتبرا انه "يجدر باحد ما ان يدرس توازن السيدة كلينتون العقلي".
ومن المتوقع ان يلقي تشافيز كلمة السبت امام الحشود في احد ملاعب مار ديل بلاتا كما فعل عام 2005 حين نجح مع كيرشنر باثارة غضب الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الذي انسحب من قمة الاميركيتين قبل انتهاء اعمالها.
وتنقل بعض البرقيات المسربة مخاوف دبلوماسيين اميركيين من تنامي روابط ايران مع فنزويلا والبرازيل وبوليفيا متسائلة ان كان من الممكن ان يؤدي ذلك الى زيادة انتاج اليورانيوم في اميركا اللاتينية.
ومن المتوقع ايضا ان يصدر موقف متشدد في مار ديل بلاتا عن رئيس الاكوادور رافاييل كوريا ولو انه نفى مؤخرا ان تكون بلاده مستعدة لاستضافة مؤسس ويكيليكس جوليان اسانج.
واعتبر ان "الولايات المتحدة ارتكبت خطأ فادحا اذ دمرت باعمال التجسس هذه ثقة دول حليفة ودول صديقة".
اما رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو، فعلق مشاركته في القمة، متفاديا بذلك ان يضطر لتبرير كلام حول "مستوى الفساد" في الارجنتين ادلى به للامين العام للرئاسة الاسبانية برنانردينو ليون عام 2008 بحسب احدى برقيات ويكيليكس.
ومن المتوقع ايضا ان يتطرق المشاركون في القمة لمسالة جزر الملوين من زاوية جديدة.
فقد كشفت احدى البرقيات المسربة ان واشنطن "تسعى لمعرفة ما اذا كان هناك جدل بين العسكريين الارجنتينيين او داخل حكومة كريستينا كيرشنر حول تحركات محتملة (في الملوين) سواء وحدهم او مع حلفاء لهم في المنطقة مثل فنزويلا".
ولا يعرف بعد ما اذا كان رؤساء دول وحكومات اميركا اللاتينية سيختارون ابداء السخط ام التحلي بالهدوء حيال التسريبات.
ويبدو ان رئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا اختار الروية واعلن "هل سنصدق ما تقوله هذه البرقيات؟ سنصدقها قليلا ان كان هذا في مصلحتنا. والا، فلن نصدقها".