ويكيليكس: بوتين ربما دبّر اغتيال جاسوسه المنشق ليتفينينكو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشف "ويكيليكس" الشكوك الغربية حول بوتين الذي ربما وافق على اغتيال الجاسوس ليتفينينكو.
كشفت البرقيات والوثائق التي سربها موقع "ويكيليكس" عن الأوضاع في روسيا أن الدبلوماسيين الغربيين، وخاصة الأميركيين، راودتهم الشكوك في أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ربما وافق على اغتيال الجاسوس الروسي المنشق ألكسندر ليتفينينكو في بريطانيا في نوفمبر / تشرين الثاني 2006، إن لم يأمر به شخصيا. ويقول هؤلاء إن عملاء "كيه جي بي" ما كانوا ليقوموا بعملية جرئية كهذه الا بإذن أو أمر من أعلى سلطة في البلاد وهي بوتين عندما كان رئيسا لبلاده.
وليتفينينكو عميل سابق لوكالة الاستخبارات السوفياتية "كيه جي بي" ووكالة الاستخبارات الروسية التي خلفتها "اف اس بي". وقد انشق عام 2000 ونال اللجوء السياسي الى بريطانيا وحصل في ما بعد على جنسيتها. واغتيل في لندن في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 في ظروف غامضة مسموما بالإشعاع الذري في مطعم للسوشي بلندن.
وكان ليتفينينكو يبحث في حادثة اغتيال الصحافية الروسية المعارضة للكرملين، آنا بوليتكوفسكايا، في شقتها بموسكو. وإثر اغتياله وجه سائر أصدقائه ومعارفه من اللاجئين الروس أصبع الاتهام الى الكرملين بتسميمه بسبب انتقاداته العلنية لبوتين ونظامه وفضحه أسرارا خطيرة في أروقة المخابرات الروسية.
وجاء اتهام بوتين من الدبلوماسية الأميركية على لسان أكبر ممثليها في أوروبا، وهو دانيال فريد مساعد وزيرة الخارجية لدائرة أوروبا، الذي قال في باريس إن قيام عناصر مارقة من الاستخبارات الروسية بتنفيذ الاغتيال بدون علم بوتين سيناريو غير محتمل.
وجاء تعليق فريد بعد اسبوعين من اغتيال ليتفينينكو مسموما بشعاع البولونيوم - 210، في اجتماع للدبلوماسي الأميركي مع موريس غوردو - مونتاني، الذي كان مستشارا دبلوماسيا لدى الرئيس جاك شيراك وقتها.
ولما وجه فريد اتهامه الصريح للرئيس الروسي، اختلف معه غوردو - مونتاني، تبعا لوثائق ويكيليكس. وكتب فريد إن المستشار الفرنسي أرجع الأمر الى جهات مارقة داخل أجهزة الاستخبارات الروسية وربما كان ذا علاقة بتسوية الحسابات بين تلك الأجهزة، ونصح الغرب بتوخي الحذر في تعاملاته مع الروس.
لكن فريد تساءل عما إن كانت جهات استخبارية مارقة تملك القدرة على العمل بهذا الشكل في دولة محصنة أمنيا مثل بريطانيا بدون دعم أعلى الجهات الروسية، أي بوتين نفسه. ومضى يقول إن نظرة الى الواقع الروسي - وقتها - "تكشف الثقة المفرطة العابرة الى العجرفة التي صارت أجهزة المخابرات الروسية تتمتع بها".
والأرجح لهذا التسريب، وفقا للتقارير الصحافية البريطانية الخميس، أن يسبب حرجا لغوردو - مونتاني الذي يعمل الآن سفيرا لبلاده لدى لندن. لكن المؤكد أنه سيغضب الكرملين ويقلق 10 داونينغ ستريت. والجانبان حريصان الآن على تحسين العلاقات الثنائية بينهما - بعد زيارة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ موسكو الشهر الماضي - ووضع "فضيحة" ليتفينينكو خلفهما.
على أن تسريبات ويكيليكس تقدم مزيدا من الأضواء التي تظهر أن الروس حاولوا عرقلة التحقيق في ظروف اغتيال الجاسوس السابق. ومن هذه تقرير من القنصلية الأميركية في هامبورغ يتحدث عن ان أن رجل أعمال وعميلا روسيا سابقا في "كيه جي بي" يدعى ديمتري كوفتون "خلّف وراءه آثارا من البولونيوم 210 (الذي سمم ليتفينينكو) بعد مغادرته المانيا الى بريطانيا في أواخر اكتوبر / تشرين الأول 2006، أي قبل ايام من اغتيال ليتفينينكو.
وتقول التقارير الاستخباراتية إن كوفتون التقى بليتفينينكو في 28 من ذلك الشهر في فندق "ميلينيام" اللندني، وإن اندري لوغوفوي، أيضا كان حاضرا معهما. وتتهم سكوتلانديارد هذا الأخير بأنه كان عميلا سابقا في كيه جي بي أيضا.
ومع أن الأمن الألماني بدأ التحيقيق في علاقة كوفتون بالاغتيال، فقد وافقت المانيا - وهي حليف روسيا الأساسي في غرب اوروبا - على إسقاط التهم ضده، وبهدوء، في نوفمبر / تشرين الثاني 2009 بعدما قال العميل الروسي إن آثار البولونيوم في جسده تأتت من كونه التقى بليتفينينكو في لندن وإن هذا الأخير سمم قبل لقائه هو به.