ويكيلكيس ينتقل للشركات: وثائق قد تطيح بمصارف أميركيّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعتزم موقع "ويكيليكس" الذي أثار جدلاً واسعاً بسبب الوثائق السرية التي سربها نشر وثائق تخص الشركات. وقال ناطق باسم الموقع "اعتقد أنه في المستقبل ستتوافر لدينا مواد أكثر تتعلق بمجتمع الشركات". يأتي ذلك في وقت تراجعت أسهم "بنك أوف أميركا" وسط مخاوف المستثمرين من أن يكون أكبر بنك أميركي لجهة الأصول، محور التسريبات التالية لـ "ويكيليكس".
عواصم، وكالات: قال مؤسس "ويكيليكس" جوليان أسانج إن مجموعته تعتزم نشر "عشرات الآلاف من الوثائق الداخلية لمصرف أميركي كبير أوائل العام المقبل"، وذلك في مقابلة مع مجلة "فوربس". وأكد كريستين هرافنسونالمتحدث باسم ويكيليكسفي مؤتمر صحافي في لندن أن الموقع لديه معلومات عن عمليات لمصرف أميركي لكنه رفض الخوض في التفاصيل. ونفى "بنك أوف أميركا" بصورة قاطعة التوقعات بأنه "أكبر بنك أميركي"، قال عنه مؤسس ويكيليكس لمجلة فوربس انه سيكون الهدف المقبل للوثائق السرية التي سيتم الكشف عنها.
وكان موقع "هافنغتون بوست" قد نشر توقعات بأن المصرف المذكور هو الذي سيكون هدفاً لموقع ويكيليكس، مشيراً إلى أنه في مقابلة في أكتوبر من عام 2009، نشرتها مجلة كمبيوتر وورلد قال آسانج فيها ان لديه قرصا صلبا بسعة 5 جيغابايت من "بنك أوف أميركا" من أحد المسؤولين التنفيذيين في المصرف.
غير أن المتحدث باسم المصرف الأميركي سكوت سيلفستري، قال إنه لا يوجد أي دليل على أي شيء الآن، ولا قبل 14 شهراً حول البنك. وقال: "قبل سنة خلت، زعم موقع ويكيليكس أن لديه قرصاً صلباً من أحد المسؤولين التنفيذيين في المصرف".
وأضاف: "بخلاف المزاعم ذاتها، ليس لدينا أي دليل يدعم هذه المزاعم، ونحن لا نعلم عن أي مزاعم تتحدث بخصوص بنك أوف أميركا". وكان آسانج قد قال لمجلة فوربس إن لديه معلومات قد تطيح بمصرف كبير أو اثنين.
وقال: "يمكنك وصف الأمر بـ"مناخ للفساد"، وكذلك جميع عمليات صنع القرار الاعتيادية التي تغض البصر عن الممارسات غير الأخلاقية وتدعمها". وحدد قائلاً في حديثه لمجلة فوربس إن هدف ويكيليكس المقبل هو مصرف أميركي كبير.
وأضاف: "سوف تعطي (المستندات) فكرة حقيقية ونظرة ثاقبة عن طريق تصرف البنوك على المستوى التنفيذي بطريقة من شأنها أن تحفز تحقيقات وإصلاحات، ولذلك هناك مثال واحد، كرسائل إلكترونية لأنرون".
وأشار الصحافي في فوربس، أندرو غرينبيرغ، الذي أجرى المقابلة مع آسانج إلى أنه من غير المحتمل أن يكون المصرف المقصود بحديث الأخير هو "بنك أوف أميركا". وأوضح أن أي بنك كبير في وول ستريت ربما يكون عرضة لمثل هذه الاشاعات.
يأتي ذلك في وقت بدأت الولايات المتحدة تواجه موجة من الغضب من الحكومات الأجنبية بسبب تسريبات "ويكيليكس"، فيما عمد الرئيس الأميركي باراك أوباما الى تعيين خبير للحيلولة دون حدوث مثل هذه التسريبات مرة أخرى. وتحت الضغط، قرر موقع "امازون" التوقف عن استضافة موقع "ويكيليكس" ما أجبره على اللجوء الى مواقع أوروبية. ويستضيف الموقع الالكتروني الفرنسي "او في اش" ويكيليكس كما يظهر من متابعة العنوان الالكتروني، وهو ما اكده مصدر قريب من ويكيليكس.
وتقود متابعة عنوان الموقع الالكتروني الى الموقع الفرنسي "او في اش" بالنسبة إلى بعض الوثائق التي نشرت والباقي ما زال في السويد. ويقدم "او في اش" الذي يتخذ من روبيه (شمال فرنسا) مقرا له على انه احد المواقع المضيفة في اوروبا.
واكد مصدر فرنسي قريب من ويكيليكس صحة هذا العنوان لكنه قال ان استضافة الموقع موقتة. وقال "منذ ايام يغير ويكيليكس دول استضافته والخوادم لانهم تعرضوا لعدد كبير من الهجمات المعلوماتية لذلك لا نعرف اين ستتم استضافتهم في الخارج".
ورفض موقع "او في اش" الادلاء باي تعليق لوكالة الأنباء الفرنسية. وبدأ موقع ويكيليكس المتخصص في كشف الوثائق السرية، الاحد نشر نحو 250 الف وثيقة من المراسلات الدبلوماسية الاميركية، ما اثار استياء واشنطن وتسبب لها بالاحراج لدى حكومات عدة.
وفيما أبدى العديد من الدول في البداية عدم اهتمام كبير بالتسريبات، إلا أن عدداً متزايداً من قادة العالم أعرب عن غضبه في شأن المعلومات التي تضمنتها تلك التسريبات بأن دبلوماسيين أميركيين شككوا سراً في نواياهم وقدراتهم ونزاهتهم.
يذكر أنّ السويد أعلنت أمس الخميس انها ستصدر مذكرة اعتقال جديدة بحق مؤسس موقع ويكيليكس. وفيما اختفى آسانج عن الانظار، اكد محاميه البريطاني ان الشرطة البريطانية واجهزة امنية لدول اخرى تعرف مكان تواجده، كما تبين ان خطأ ما حدث في مذكرة الاعتقال الاولى التي صدرت بحقه ما حال دون قيام الشرطة البريطانية باي تحرك.
إجراءات أميركية مضادة
من ناحيته قرر الرئيس الاميركي باراك أوباما تعيين راسل ترفيرز الخبير في مكافحة الارهاب "على راس جهود شاملة لتحديد وتطوير الاصلاحات الهيكلية المطلوبة عقب تسريبات ويكيليكس"، حسب البيت الابيض. وبعد ان رفضت المحكمة العليا في السويد الخميس النظر في طعن تقدم به آسانج في مذكرة التوقيف بحقه بتهمة الاغتصاب، ذكرت الشرطة السويدية انها ستصدر مذكرة اخرى.
وصرح تومي كانغاسفيري من الشرطة الجنائية السويدية لوكالة الأنباء الفرنسية "علينا ان نجدد المذكرة. نحن نعترف بان هناك خطأ اجرائيا، ويجب على النائبة العامة ماريان ناي اصدار مذكرة جديدة". واضاف ان "الاجراءات تنص على ادراج العقوبة القصوى لجميع الجرائم التي يشتبه بان آسانج ارتكبها .. لكننا لم ندرج سوى تلك المتعلقة بالاغتصاب".
ولم يظهر آسانج الى العلن منذ بدأ موقعه في تسريب نحو 250 الف برقية الاحد. ونفى محاميه من لندن مارك ستيفينز ان يكون آسانج فارا. واعلن ستيفنز ان الشرطة البريطانية وعدة دول "تعرف" مكان وجود مؤسس موقع ويكيليكس المطلوب من الانتربول، من دون ان يؤكد مكان وجوده بالتحديد.
وقال ستيفنز ان "سكوتلانديارد تعلم بمكان تواجده، كما ان الاجهزة الامنية لعدد من الدول تعرف مكان تواجده". وجاءت تصريحات ستيفينز الذي يعمل من لندن بعد ان ذكرت صحيفة بريطانية انه يعتقد ان آسانج متواجد في جنوب شرق انكلترا، الا ان الشرطة لم تتمكن من التحرك للقبض عليه بسبب خطأ في مذكرة الاعتقال الاوروبية.
وبعد ان قالت سارة بالين المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الاميركي انه يجب معاملة فريق موقع ويكيليكس على انه منظمة ارهابية صرحت متحدثة باسم الموقع ان آسانج يخشى على حياته. وقالت كريستين هرافنسون في لندن ان "خوفه على سلامته مبرر، مع وجود اشخاص يدعون، على سبيل المثال، الى اغتياله"، وذلك بعد ان دعت مواقع اميركية يمينية الى اغتياله.
واعربت والدة آسانج عن خشيتها على سلامة ابنها. وقالت كريستين آسانج لصحيفة "كورير ميل" في كوينزلاند في استراليا "اخشى ان الامر اصبح كبيرا وان القوى التي يتحداها كبيرة جدا". واكد بيورن هيرتنغ محامي آسانج في ستوكهولم الخميس انه سيطعن في امر تسليم آسانج الى السويد في حال اعتقاله. ووصف متحدث باسم الخارجية الاميركية آسانج بانه "فوضوي"، فيما حاولت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تهدئة المخاوف التي اثارتها التسريبات وذلك اثناء جولتها في وسط اسيا.
روسيا "دولة مافيا"
واستقطبت التسريبات بشأن روسيا الاهتمام، حيث كشف الموقع عن مذكرة دبلوماسية اميركية تفيد بأن المدعي العام الاسباني وصف روسيا بانها "دولة مافيا تعمل فيها الاحزاب السياسية "يدا بيد" مع الجريمة المنظمة.
وتفيد هذه المذكرة التي ارسلتها في شباط/فبراير 2010 السفارة الاميركية في مدريد ان المدعي خوسيه غونزاليس الذي يحقق منذ حوالى عشر سنوات بشأن الجريمة المنظمة في روسيا قال "لا يمكننا التمييز بين نشاطات الحكومة (الروسية) ومجموعات الجريمة المنظمة".
واكد المدعي الاسباني ايضا انه متفق مع المعارض الروسي الكسندر ليتفيننكو الذي اغتيل في لندن في تشرين الثاني/نوفمبر 2006 بانه تم تسميمه بمادة البولونيوم 210 المشعة بمبادرة من اجهزة الاستخبارات والامن في روسيا.
وفي برقية اخرى ارسلت عقب مقتل ليتفيننكو، شكك مساعد وزير الخارجية الاميركي دانيال فرايد في امكانية معرفة رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين مسبقا بمؤامرة قتل الروسي المنشق. وفي مقابلة مع دبلوماسي اميركي بارز تساءل فرايد حول ما اذا كانت "عناصر امنية مارقة يمكن ان تعمل من دون معرفة بوتين" خاصة مع الاخذ في الاعتبار "اهتمام" بوتين "بالتفاصيل".
"روبن" و"باتمان"
ونقلت برقيات اخرى عن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس قوله ان "الديمقراطية الروسية اختفت" ووصف الرئيس ديمتري مدفيديف انه بمثابة "روبن" بالنسبة إلى"باتمان" بوتين. الان ان بوتين قال في مقابلة مع "سي ان ان" ان غيتس "مخطئ تماما" محذرا المسؤولين الاميركيين من مغبة "التدخل" في شؤون روسيا السياسية الداخلية.
ورغم تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن مؤخرا، الا ان بوتين لم يخف انزعاجه. وقال ان "بلادنا يقودها اشخاص من الفدرالية الروسية من خلال حكومة منتخبة شرعيا".
وعلقت وزارة الخارجية مؤخرا قدرة البنتاغون على الوصول الى بعض الوثائق. ويعتقد ان ويكيليكس حصلت على نحو 250 الف برقية من برادلي ماننغ (23 عاما)، ضابط الاستخبارات الاميركية السابق. وتحت الضغط قرر موقع امازون التوقف عن استضافة موقع ويكيليكس ما اجبره على اللجوء الى مواقع اوروبية.