حل قضايا المنطقة أفضل طريقة لمواجهة طموحات إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: أظهرت إحدى البرقيات المُسَرَّبة على موقع ويكيليكس أن القادة الأردنيين يعتقدون أن منهج التواصل المحتمل للولايات المتحدة مع إيران سيُقدِّم مكافأة للمتشددين الإقليميين في الوقت الذي سيُقَوِّض فيه المعتدلين العرب، دون أن يقنع إيران بأن توقف دعمها للإرهاب، وتنهي برنامجها النووي، أو تتخلى عن طموحاتها المتعلقة بفرض الهيمنة.
وقال المسؤولون الأردنيون إن أفضل طريقة لمواجهة طموحات إيران هو إضعاف بروز تطرفها في العالم العربي من خلال الوفاء بوعد حل الدولتين، وحل باقي النزاعات العربية - الإسرائيلية، والتأكد من أن المؤسسات السياسية والأمنية العراقية لا يطغى عليها النفوذ الإيراني عندما يكتمل انسحاب القوات الأميركية من هناك.
وإذا ما مضى التواصل بين الولايات المتحدة وإيران قدماً بصورة جادة، فإن الأردن يأمل أن يُؤخَذ بمشورته عن كثب مقدماً، وأن يُنظَر إلى مصالحه بعين الاعتبار. ومضت تلك البرقية تقول إن المجاز الذي كان يشيع استخدامه من قبل المسؤولين الأردنيين عندما يفتحون نقاشاً بشأن الملف الإيراني هو "الاخطبوط" الذي تمتد مخالبه بخبث لإثارة وتقويض والتلاعب بأفضل الخطط الموضوعة من جانب الغرب والمعتدلين العرب.
وأوضحت البرقية في الوقت ذاته أيضاً أن مخالب إيران تشتمل على حلفائها: قطر وسوريا وحزب الله في لبنان وحماس في الأراضي الفلسطينية وحكومة عراقية يُنظر إليها أحياناًَ على أنها داعية إلى طهران وكذلك المجتمعات الشيعية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
وفي الوقت الذي يشك فيه المسؤولون الأردنيون في أن الحوار مع الولايات المتحدة سيقنع إيران بأن تسحب "مخالبها"، فإنهم يعتقدون أنهم سيصبحون في وضعية صعبة إذا ما تم حرمان إيران من القضايا الساخنة التي تجعل منها بطلة في نظر كثيرين في العالم العربي، مثل مناصرتها للقضية الفلسطينية.
ووفقاً لتحليل الحكومة الأردنية في هذا الصدد، فإن نفوذ إيران مشتق من التصور الذي يقول إن طهران قادة على "الإيفاء بوعودها"، في الوقت الذي يتعذر فيه على المعتدلون القيام بذلك.
وفي لبنان، تخشى الحكومة الأردنية من أن يكون حزب الله قد حصل على قدر كبير من الصلاحيات ومن إمكانية أن يكون مستعداً لزيادة نفوذه السياسي خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. كما لفتت البرقية إلى أن الإشارات الدالة على تزايد الاستقرار السياسي والأمني في العراق على مدار العام المنقضي بشكل خاص قد عَمِلت بعض الشيء على تهدئة الأردن في ما يتعلق بالتدخل الإيراني.