الملف النووي الايراني يضع العلاقات الفرنسية الاميركية في اختبار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
باريس: رغم اعلان كل من باريس وواشنطن اتفاقهما التام بشان الملف النووي الايراني، الامر الذي اكدته مذكرات اميركية نشرها موقع ويكيليكس، فان العلاقات بين البلدين تشهد صعودا وهبوطا منذ عام 2009 بشأن هذا الملف الحساس.
ومع استئناف المفاوضات المتعددة الاثنين والثلاثاء في جنيف يصعب التاكد مما اذا كانت الجبهة الموحدة التي يريد الغرب اظهارها امام تشدد طهران بشان مواصلة برنامجها لتخصيب اليورانيوم، هي حقا جبهة صلبة.
ويؤكد المسؤولون في باريس ان "اهداف الدول الست (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا، الصين، المانيا) اهداف واحدة" مشيرين الى رغبة مشتركة في معرفة اهداف البرنامج النووي الايراني الذي تشتبه هذه الدول في انه مجرد ستار لانتاج السلاح النووي، الامر الذي تنفيه طهران بشدة.
وكان اخر خلاف بين الفرنسيين والاميركيين ظهر هذا الخريف عندما علم الفرنسيون ان مسؤولين اميركيين يحثون الروس على ان يعرضوا على ايران السماح لها باستخدام اليورانيوم المخصب لتشغيل مفاعل بوشهر الايراني (الروسي التصميم) وفقا لوسائل اعلام فرنسية.
وتعارض فرنسا هذا الامر مدعومة في ذلك من بريطانيا. وهي ترى ان استخدام اليورانيوم المخصب لتشغيل مفاعل بوشهر يعني تشريع التخصيب الايراني في حين ان الامم المتحدة تطالب طهران دون جدوى منذ 2006 بوقف هذا النشاط الذي يمكن ان يتيح لها انتاج القنبلة الذرية.
والجمعة تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للمرة الاولى عن امكانية السماح لايران بتخصيب اليورانيوم "مستقبلا" على اراضيها اذا ما نجح هذا البلد في جعل اهداف برنامجه النووي "محل ثقة".
ويرى مصدر فرنسي ان على الدول الست الاستمرار في المراهنة على تاثير العقوبات لارغام ايران على التخلص من الجزء الاكبر من مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب (3,5%) الذي يقدر ب3200 كلغ.
ومنذ تولي باراك اوباما الحكم قبل عامين تمكنت باريس وواشنطن بمساعدة روسيا والصين من فرض عقوبات جديدة على ايران في مجلس الامن الدولي في حزيران/يونيو الماضي رغم ان المخاض كان طويلا وتخللته صعوبات عدة.
ووقد رحبت فرنسا بسياسة "اليد الممدودة" التي اتبعها اوباما الا ان الفرنسيين اعتبروا على الاثر ان واشنطن اخذت الكثير من الوقت لتغيير لهجتها حيال طهران. وقال مسؤول فرنسي طلب عدم ذكر اسمه "كان الامر معقدا قليلا مع الاميركيين" متحدثا عن "اختلاف في الوتيرة".
وفي الوقت نفسه حافظ الجانبان على السرية بعد اكتشاف الموقع النووي الايراني السري في قم، بفضل عملية تجسس فرنسية، وان كانا اختلفا على الوقت المناسب للاعلان عن هذا الاكتشاف (قمة الامم المتحدة او قمة مجموعة العشرين). كما اشتكى الاميركيون من اشارة علنية لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في بداية صيف 2009 الى امكانية وجود مواقع سرية ايرانية.
وفي ايار/مايو 2010 تعرض الوفاق الفرنسي الاميركي لنكسة. وقال دبلوماسي فرنسي ان "باريس فوجئت بالاتفاق الايراني البرازيلي التركي" الذي ينص على تخزين يورانيوم ايراني مخصب في تركيا مقابل تسليم ايران قضبان وقود لمفاعل ابحاث نووي.
في المقابل كانت واشنطن على علم بهذه المعلومات قبل الاعلان عنها بل ان باراك اوباما بعث رسالة دعم للاتراك والبرازيليين تتضمن تعهدات اميركية بما يمكن ان يقوم به... الفرنسيون دون ان يبلغ هؤلاء مسبقا.
وقال دبلوماسي فرنسي ان هذا "الاغفال" كان موضع نقاش حاد مع الاميركيين.