الرموز الانتخابية تثير سخرية المصريين وسخط المرشحين

انتهت انتخابات مجلس الشعب المصري، إلا أن المصريين ما زالوا يتندرون بالرموز الانتخابية للمرشحين.

القاهرة:لا تزال اللافتات الدعائية لمرشحي انتخابات مجلس الشعب التي انتهت الأسبوع الجاري، تفرض وجودها على المصريين فهي منتشرة في شوارع القاهرة الكبرى وضواحيها.

وفي الإنتخابات يحصل المرشحون المتنافسون على رموز تمثلهم، حيث فرض القانون في مصر على كل مرشح الحصول على رمز، وهذا يرجع لقانون مباشرة الحقوق السياسية رقم 73 لسنة 1956، الذي ألزمت إحدى مواده اقتران اسم كل مرشح للانتخابات وكل موضوع مطروح للإستفتاء بلون أو رمز يحدد وبقرار من وزارة الداخلية، وكان السبب الأساسي لاستخدام هذه الرموز ارتفاع نسبة الأمية بشكل كبير في المجتمع المصري.

وارتبطت رموز محددة بالأحزاب منذ عدة عقود فالهلال والجمل هما رمزا الحزب الوطني، والساعة هي لحزب التجمع، والنخلة مرتبطة بحزب الوفد.

لكن الحزب الوطني اختار رموزاً إضافية في الانتخابات الأخيرة، هي غصن الزيتون والقمر والهلال والجمل والهلال والنجمة والزيتون، وذلك للتحكم بالدوائر المفتوحة التي طرح فيها اسم أكثر من مرشح.

أما باقي الرموز فكانت من نصيب المرشحين المستقلين والأحزاب وكان من بينها العديد من الرموز التي أثارت غضب المرشحين وسخرية الناخبين.

رموز ساخرة

حفلت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة بالرموز التي أثارت غضب المرشحين والمرشحات، حيث كانت مبعثاً لسخرية الآخرين منهم، ومن أبرزها منح إحدى المتنافسات على مقعد الكوتا رمز النجمة مما جعل الناخبين يخاطبونها في الشارع وفي المؤتمرات التي تنظمها فيقولون لها "منورة المجلس يا حاجة إن شاء الله"، ما كان يثير غضبها.

أما رمز المسدس فعلق عليه الناخبون بالقول "هيقتلنا لما يوصل للمجلس"، وسخروا من رمز التليفون بالقول "اتصل على 0900 هتلاقي النائب بيرد عليك على طول" وهذا الرقم معروف بأنه للمسابقات التليفزيونية.

لم تخل الرموز أيضاً من الأشكال المثيرة للسخرية منها الهلب والعنب والعجلة والموزة والميكرفون والأباجورة والغزالة والكمان والسمكة والتمساح والدش والمقص المفتوح وغيرها.

وقد دفع حصول عدد من المرشحين على رموز مثيرة للسخرية إلى اللجوء للقضاء للحصول على رموز أخرى لائقة، مطالبين بأن يتم توزيع الرموز بأسبقية التسجيل عند فتح أبواب الترشح.

رموز لا تليق بممثلي الشعب

من جهته يعتبر الدكتور أحمد فؤاد أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن عدداً من الرموز التي تم منحها للمرشحين في الانتخابات لا تليق بشخص يستعد لتمثيل دائرته في البرلمان، مطالباً بإعادة النظر في هذه الرموز وعدم تكرارها في الانتخابات المقبلة.

ولفت إلى أن بعض المرشحين يطالبون بتغيير الرموز لا سيما أن اختيار الرمز يتم عبر مديريات الأمن التي تقبل أوراق الترشح، مؤكدا على ضرورة اختيار رموز تليق بمكانة مجلس الشعب مع وجود آلية محددة وواضحة للإختيار على أن تتيح هذه الآلية إمكانية تبديل الرموز في حال عدم اقتناع المرشح بها خاصة المرشحين المستقلين.

عند إلزام قانون مباشرة الحقوق السياسية المرشحين الحصول على رموز عام 1956، أصدرت وزارة الداخلية أول قرار يحدد الرموز الانتخابية، ويدون بها أسماء المرشحين وصفة المرشح ورمزه الانتخابي، وكانت الرموز وقتها 31 رمزاً فقط، وكان عدد المرشحين يتراوح بين 4 و10 في الدائرة الواحدة، لكن تزايد عدد المرشحين دفع إلى زيادة عدد الرموز عام 1984 إلى 100 رمز، كما أعطي الحق للمرشح في تغيير رمزه الانتخابي خلال سبعة أيام من تحديد الرموز إذا لم يعجبه